قصفت طائرات امريكية الخطوط الأمامية لطالبان شمالي كابول أمس الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي في الوقت الذي قالت فيه المعارضة الأفغانية إنها ترغب في التقدم لمحاصرة العاصمة مشيرة الى أنها تخوض معارك ضارية ضد طالبان. و قال القائد الأفغاني المعارض عبد الرشيد دستم لرويترز أمس الثلاثاء إن قواته تخوض معركة شرسة ضد قوات حركة طالبان الحاكمة في شمال البلاد. وقال دستم لرويترز عبر هاتف يعمل من خلال الاقمار الصناعية من موقع قرب خط المواجهة «قواتنا شنت هجوما امس والقتال كان عنيفا. لقد خلفوا وراءهم العديد من القتلى في ساحة المعركة». وينتمي دستم الى تحالف الشمال المعارض في أفغانستان الذي يخوض مواجهة مع قوات طالبان جنوبي مدينة مزار الشريف الاستراتيجية. وفيما يتصل بالقصف الجوي صرح شهود عيان بأنهم غير قادرين على تحديد الأهداف بدقة إلا أنهم شاهدوا القنابل وهي تسقط على أماكن تركز لقوات طالبان ومواقع النيران المضادة للطائرات. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا أيضا طائرات تحلق صوب الخطوط الأمامية صباح امس. وقال مسؤولو دفاع امريكيون إنه لأول مرة تستهدف الضربات الامريكية قوات طالبان التي تحمي كابول ومزار الشريف المدينة الشمالية الاستراتيجية التي تعد مركزا رئيسيا أيضا لامداد كابول. وقال وزير الدفاع الامريكي رونالد رامسفيلد «جهودنا الجوية تهدف الى مساعدة القوات البرية حتى تتمكن من السيطرة على مزيد من الاراضي». وشجعت الهجمات الامريكية التحالف الشمالي المعارض الذي يقول إنه مستعد للتقدم بالرغم من أنه صرح بأنه لن يتوغل في العاصمة. وقال هارون أمين ممثل التحالف في واشنطن لبرنامج تلفزيوني «سنتحرك ونحاصر كابول ولكننا لن نسيطر عليها». وتشعر القبائل الباكستانية والأفغانية بالقلق أن يؤدي تقدم المعارضة صوب كابول الى أعمال عنف شبيهة بتلك التي وقعت عندما سيطر التحالف الشمالي على المدينة آخر مرة قبل أن تطرده طالبان منها عام 1996 . وتعهدت المعارضة مرارا خلال الاسبوع المنصرم بالسيطرة على مزار الشريف بعد أن تحركت قوات التحالف الشمالي صوب المدينة الواقعة قرب الحدود مع أوزبكستان إلا أنها فشلت في تحقيق ذلك حتى الآن. وقال شاهد عيان إنه سمع دوي أربعة او خمسة انفجارات في وقت مبكر من صباح أمس بعد أن حلقت طائرة فوق كابول. واستؤنفت الغارات في اليوم السابع عشر من الضربات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد أسامة بن لادن وأعوانه الذين تأويهم طالبان بعد أن تمتعت العاصمة بيوم من الهدوء. وجاءت الهجمات الامريكية في الشمال أيضا بعد ان تبادلت واشنطن وطالبان حربا كلامية حول اتهامات طالبان بأن القوات الامريكية قتلت أكثر من 100 فرد في مستشفى بمدينة هرات الغربية. واتهمت واشنطن أيضا باستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية. ونفت واشنطن سريعا الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية وصرح رامسفيلد بأنه لا يوجد دليل على ان الطائرات الامريكية قصفت المستشفى. وهذه هي المرة الاولى التي توجه فيها طالبان الواقعة تحت ضغط كبير من جراء الضربات الامريكية والهجمات البرية التي تشنها المعارضة مثل هذه الاتهامات. وقالت طالبان ان عدد الضحايا المدنيين المتزايد وصل الى ألف. ولم يتسن الحصول على أرقام مستقلة إلا أن شهود عيان شاهدوا عشرات القتلى والمصابين في كابول. وقال الاتحاد الدولي للصليب والهلال الاحمر يوم الاثنين إنه يمكنه تأكيد نحو عشرة قتلى فقط في مدن رئيسية. وتزايد القلق أيضا بخصوص محنة اللاجئين الفارين من القتال. وقالت باكستان امس إنها لن تفتح حدودها للسماح بدخول المزيد من اللاجئين بالرغم من الضغط المتزايد من آلاف اللاجئين الذين يبحثون عن ملاذ من الهجوم العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية بعد أن شق آلاف الأفغان طريقهم الى داخل البلاد بالرغم من إطلاق الحرس الباكستاني أعيرة نارية في الهواء «لسنا في وضع يسمح لنا برعاية الاعداد الكبيرة من اللاجئين الأفغان الذين يتدفقون على باكستان». وصرح الرئيس الباكستاني برويز مشرف لشبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الامريكية أن باكستان تعاني بالفعل من جراء ملايين اللاجئين الذين فروا من البلاد بسبب عقدين من القتال والجفاف. وأضاف «لا يمكن أن تقبل باكستان مثل هذا العدد الكبير من اللاجئين الذي يقدر بنحو مليوني ونصف مليون لاجئ». وقارن بين محنة باكستان ورفض استراليا قبول مئات اللاجئين.