ربما تصيب القارئ الدهشة من عنوان هذه الأسطر، ولكن هذه الدهشة سرعان ما تزول بعد أن يرى ذلك على أرض الواقع. ومن المعلوم لدى الجميع قيام وزارة الصحة بتشغيل العديد من المستشفيات التابعة لها وزارياً بعدما ظلت عقوداً طويلة تحت نظام التشغيل الذي تقدمه الشركات المتخصصة في المجالات الطبية والطبية المساعدة، وقد علَّق الكثيرون آمالاً عريضة على الوزارة في تلافي النقص والملاحظات التي مُنيت بها تلك الشركات، ولكن سرعان ما تبدد ذلك الحُلْم، وانخفض مستوى الأداء، ووجد مسؤولو تلك المشافي صعوبة في التعاطي مع توفير بدلاء للأطباء أثناء سفرهم بعودة أبو بدون عودة أو بلوغهم سن التقاعد النظامي المعمول به؛ وبالتالي انخفض مستوى الجودة في الخدمة المقدَّمة للمرضى والمراجعين، وأصبح الذين تمنوا بالأمس إنهاء عقود شركات التشغيل يتمنون عودتها مرة أخرى؛ حيث إنها كانت تقوم بتوفير البديل قبيل رحيل الطبيب أياً كان سبب رحيله. ويأتي مستشفى حريملاء العام ضمن منظومة المستشفيات التي شغّلتها الوزارة مؤخراً، والحق يُقال أن هناك مظاهر من الإيجابيات التي شوهدت على ظهر الواقع، لعل آخرها رفع سعة المستشفى السريرية إلى مئة وعشرين سريراً، وهذا يتطلب توافر الكادر الطبي الذي يتناسب مع تلك الزيادة في السعة، إضافة إلى التجهيزات الطبية، فكيف سيكون الحال بعد تلك الزيادة المرتقبة في السعة السريرية؟ ولكن الغريب أن قسم العظام في المستشفى لا يوجد به إلا طبيب واحد استشاري بدون بديل في حالة مرضه أو بُعده عن مقر العمل والحاجة إليه عند الطلب، وقد تسبب ذلك في تأخر تقديم الخدمة العلاجية لمراجعي المستشفى، ولاسيما المصابين في قسم الطوارئ من حوادث الطرق وغيرها، ولا يخفى على أحد مدى الضرر الكبير الذي قد يلحق بالمصاب في حالات الكسور والإصابات الخطرة. وبالرغم من جهود إدارة المستشفى ومكاتباتها للمسؤولين بالشؤون الصحية في منطقة الرياض تم توفير طبيب أخصائي عظام بصفة مؤقتة!! حيث كان من المفترض أن يتوافر طبيب استشاري مكان الطبيب السابق، ولكن دون جدوى. علماً بأن المستشفى يقع على طرق رئيسة (طريق الرياض - الحجاز القديم - طريق القصيم)، ويستقبل حالات عديدة بسبب كثاقة حركة السير على تلك الطرق، علاوة على اتساع نطاق خدماته للمراكز والمحافظات المجاورة لحريملاء. ولعل صحيفة (الجزيرة) تكون وسيلة تواصل المواطن مع المسؤول الذي أُنيطت به أمانة ومسؤولية خدمة المواطنين من قِبل ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم، ومن هذا المنبر نناشد معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ضرورة الوقوف على واقع العديد من المستشفيات ومدى احتياجاتها ومحاسبة المقصرين عن تقديم الخدمة تماشياً مع توجيهات حكومتنا الرشيدة التي تولي المواطنين كل رعاية واهتمام. والله ولي التوفيق. - محافظة حريملاء