تعد السياحة في جازان رافداً اقتصادياً مهماً بالمنطقة لما وهبها الله من خيرات متنوعة أرضاً وانساناً ، يأتي ذلك من خلال طبيعتها الساحرة وتنوع تضاريسها وجغرافيتها التي تحتضن الجبل والسهل والبحر والجزر والعيون الحارة والشلالات والأودية . وكما أن الطبيعة في جازان ذات طابع فريد ومتنوع فإن إنسان جازان ارتبط بطبيعة أرضه ونهل من خيراتها ما يسد رغد عيشه ويكون مصدراً لرزقه ويدر دخلاً له. كل ذلك جعل السياحة في منطقة جازان من الاستثمارات الواعدة التي تنتظر المستثمرين من رجال الأعمال لتنميتها وتدعوهم بجدوى الاستثمار السياحي بها، لما تملكه المنطقة من المقومات والإمكانيات السياحية لإقامة سياحة متنوعة ومتطورة بما انعم الله عليها من المعطيات البيئة الطبيعية والتضاريس الجغرافية والتنوع المناخي المتباين والأيدي العاملة. "الرياض" سلطت الضوء على الصناعة والاستثمار السياحي في جازان ، والتقت في حوار موسع مع رئيس قسم السياحة والآثار والمشرف على قسم الصحافة والإعلام بجامعة جازان الدكتور علي بن محمد العواجي. "مقومات خصبة للاستثمار" * د. علي العواجي .. بماذا تتميز منطقة جازان عن غيرها كوجهة سياحية ؟ تتمتع منطقة جازان بمقومات هائلة وبيئة خصبة للاستثمار في المجال السياحي لأن المنطقة بها مخزون وموارد اقتصادية متعددة منذ القدم ، حيث تتمتع بطبيعة خصبة وتنوع جغرافي نادر ومتعدد جعل منها العديد من المقومات كوجهة سياحية فهي تحتوي على سلسلة جبلية شامخة تكسوها الخضرة والمزارع والأشجار الغنية بالنباتات العطرية ، كما تحتوي على السهول الفسيحة التي تشتهر بالأراضي الزراعية الشاسعة المنتجة لأجود أنواع الحبوب والمنتجات الزراعية بجميع أنواعها ، كما توجد بها ما يقارب خمسة منابع من العيون الحارة التي تعتبر مشافي للكثير من الأمراض الجلدية والروماتيزم وهي مؤهلة لأن تستثمر في المنتجعات الصحية الطبيعية. احدى العيون الحارة بجبال العبادل كما تزخر المنطقة بالعديد من الشواطئ البكر التي تتميز بجمالها المنطقة، والتي تمتاز بأجوائها المعتدلة مما يجعلها مقصدا للراحة والاستجمام والاستمتاع بالأجواء الربيعية البحرية والشواطئ البكر. بالإضافة إلى جزر فرسان غرب مدينة جازان، والتي تتكون من أرخبيل من الجزر المتقاربة من بعضها، ويبلغ عدد الجزر بها 84 جزيرة تقريبا، يغلب على أرخبيل الجزر الشعاب المرجانية وثروة سمكية هائلة ، بالإضافة إلى مكونات القواقع والكائنات البحرية المتحجرة. بالإضافة إلى محمياتها الحيوانية والبحرية من الغزلان والسلاحف النادرة. إضافة إلى ذلك شلالاتها وأوديتها المنتشرة في مواقع عديدة بالمنطقة ، أزيد على ذلك ما تزخر به المنطقة من تراث أثري فريد ومتنوع بحضارات مختلفة مثل مدينة عثر ، بلدة المنارة ، وقلعة الدوسرية ، والقلعة العثمانية ، وبيوت الأدارسة ومنزل الرفاعي ، ومسجد القباب بأبي عريش وغيرها الكثير من المواقع الأثرية بالمنطقة. "السياحة مصدر رزق للمواطن " * تطرقت إلى الموارد الطبيعية في جازان.. ماذا عن انسان جازان ودوره في تدعيم الجانب السياحي ؟ من أهم الموارد التي تميزت بها المنطقة هو انسان جازان وطبيعته التي تقدر وتثمن ما ينشأ على هذه الأرض من موروث ، بالإضافة إلى الكثافة السكانية التي تتميز بها المنطقة وكل ذلك جعل منها حافزاً مهماً للمستثمر في أي مجال. وتعد السياحة في جازان مصدر رزق ومورداً مهماً للمواطن من خلال استفادة أهالي المنطقة من مواردهم في تدعيم الدخل ببيع القطع التراثية التي تتفرد بها جازان ، ولعل الطرقات تشهد بتلك العروض التي تباع على جنباته , كما أن اليد العاملة في جازان من خلال الصناعات التقليدية اليدوية التي اتسمت بالبساطة ومحدودية الإنتاج وذلك لسد حاجة المستهلك والسائح والزائر وعكست التراث الجازاني الأصيل في منتوجاتها ، وأصبح البائع يطور من أساليب صنعته وتسويقه لمنتجاته بما يتواءم ومتطلبات الحياة مع الحفاظ على جودة السلعة التي يقدمها. ومن هذه الصناعات صناعة الأدوات الخزفية والأواني الفخارية كالازياق والأباريق وصناعة الشباك والكراسي الخشبية والأبواب والمناحل وصناعة آواني الطهي الفخارية والمعدنية وصناعة السلاسل والحبال والحلي والفضة والأدوات النحاسية ومصانع معاصر السمسم ومصانع الحلويات من المشبك والحلوى البيضاء والصفراء وغير ذلك, وقد شكلت نواة للصناعة الحديثة. بالإضافة إلى أنواع كثيرة من النباتات العطرية مثل الفل البلدي وفل العزان والكاذي والخطور والبعيثران والنرجس وغيرها الكثير تزخر بها المنطقة. وفي حديث لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مع معالي وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله ، قال سموه بالحرف الواحد "المواطن في جازان لا يعرف العيب في العمل" وهنا بيت القصيد ، ومن هنا جاء حرص سمو امير المنطقة على الاستثمار في جازان لما له من مردود لجازان وما لجازان من مقومات متميزة في الاستثمار السياحي لتوفير السياحة بأنماطها – البيئية والثقافية والعلاجية – فهناك في جازان مواقع متقاربة تجد الجبل بروعته والسهل والوادي بروعته والبحر براحته ، فليس ثمة منطقة تتكامل فيها الأنماط السياحية كجازان. شلالات وطبيعة حالمة بوادي لجب "مشاريع مستقبلية عملاقة" * في ظل وجود كل هذه المقومات التي ذكرتموها هل المنطقة بحاجة لمصادر استثمارية أوسع ؟ دعني أوضح أمراً أن جازان اليوم بها مقومات الاستثمار في أي ناحية ، فليست جازان كما الأمس فقد تم انجاز ما يعد إعجازا في البنية التحتية ، من خلال المرافق الداعمة للسياحة ، وذلك ملموس في الشواطئ التي وصلت اليها الخدمات ، وكذلك الاستثمار الرائع في مجال القطاع الخاص ، فقد أنشئت أسواق عملاقة وفنادق مرموقة. وتزامن ذلك مع وجود منشآت حكومية وشركات خاصة لها مردودها على المواطن ، مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ، ومصفاة البترول وغيرها وهي بلا شك تصب في صالح المواطن. كل ذلك جاء بفضل جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وما يقوم به مكتب جهاز الهيئة العليا للسياحة بجازان من دور فعال في هذا الجانب. "برامج واتفاقيات مع جهاز السياحة" * كأول قسم للسياحة والآثار في جامعات المنطقة الجنوبية ماهو دوركم في تفعيل السياحة بالمنطقة ؟ منذ نشأة قسم السياحة بجامعة جازان دأب القسم على التنسيق المتواصل مع مكتب جهاز الهيئة العامة للسياحة بالمنطقة على أعلى المستويات، حيث عقدت عدة لقاءات أسفرت عنها نتائج مهمة ، لعل أبرزها تفعيل دور القسم من خلال المحاضرات والندوات، وقد استقبل القسم 16 مدرسة للثانوية وعرض لهم شرح كامل لبرنامج "ابتسم" وعن مقومات السياحة في جازان، بالإضافة إلى عمل رحلات ميدانية لزيارة المواقع السياحية والأثرية وتوثيقها ، كما عمل القسم على تشغيل طلاب السياحة والآثار وتدريبهم على المهرجانات السياحية بالتنسيق مع مكتب جهاز الهيئة العامة للسياحة ، وإعداد ندوات في الإرشاد السياحي في المنطقة. وهناك تنسيق أوسع بين الجانبين من خلال الاتفاقية التي سيتم عقدها بين الهيئة العامة للسياحة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر ومدير جامعة جازان الدكتور محمد بن علي ال هيازع والتي سيكون لها ابعد الاثر ، وذلك باشراف مباشر من معالي مدير الجامعة والقسم بالتعاون مع المكتب التنفيذي لجهاز الهيئة العامة للسياحة لتأهيل بعض المواقع السياحية والأثرية بالمنطقة. "بحاجة لتسويق إعلامي" * هل انصف الاعلام السياحة في جازان؟ لك ان تعود الى الوراء قبل مجيء سمو أمير منطقة جازان ، لكأننا خارج اهتمام الإعلام ، ولا شك أن سمو أمير المنطقة نظرته الثاقبة الفاحصة ، فوضع الرجل المناسب في المكان المناسب من أهم مقومات نجاح الادارة ، فكان وجود الأستاذ علي عبده جبيلي في ادارة العلاقات العامة والمراسيم بالامارة نقلة نوعية في مجال اهتمام الاعلام بالمنطقة من خلال خبرته في مجال الاعلام ، فظهرت بفضل توجيهات امير المنطقة مهرجانات لم نكن نسمع أو نعرف عنها ، مثل مهرجان الحريد ، ومهرجان المانجو ، ومهرجان القرية التراثية ، ومهرجان جازان الشتوي. وفي هذه المناسبة قال أحد الأصدقاء من دولة الكويت يا أخي المانجو أفضل من البترول المانجو في جازان له طعم ولم أذقه في أفضل الدول التي تنتج هذا الصنف مثل الهند أو باكستان وأضاف باسماً المانجو يؤكل والبترول لا. كما أن وجود قسم للصحافة والإعلام بجامعة جازان سوف يدفع بالتسويق السياحي نظراً لأهمية الشراكة المهمة بين الإعلام والسياحة في تفعيل واظهار المقومات بشكل مميز. وعلى أية حال فإن منطقة جازان بحاجة إلى مزيد من القاء الضوء على الجانب السياحي بها ، فهي تتمتع كما أسلفت بمناطق سياحية وأثرية متفردة ولا شك أنه بتضافر الجهود ستكون جازان لوحة سياحية رائعة وأكثر وهجاً واشراقاً كما أرادها سمو أمير المنطقة يحفظه الله. ومتابعة مباشرة من سعادة الدكتور عبدالله السويد وكيل امارة منطقة جازان الذي يعطي جل وقته في تنفيذ توجيهات سمو أمير المنطقة للرقي بجازان على كافة الأصعدة. صناعة الأواني الفخارية بجازان معروضات للأواني الفخارية على جنبات الطرق مصانع عصارة السمسم بالطرق التقليدية