عندما يتم ضبط مزورين أو مهربين أو مجرمين نشعر بالأمان المشوب بالحذر، وعندما يتم اصطياد الأيدي الخبيثة بحنكة المخلصين والصادقين والساهرين على أمن وسلام الوطن، نشعر بالاطمئنان لأن الخبثاء الذين اختاروا طريق الحيلة وبأية وسيلة لا يراعون قيماً ولا يحترمون شيماً ولا يخافون من تأنيب الضمير، الأمر الذي يجعلنا ونحن نشد على أيدي رجالنا ونقول لهم عافاكم وما قصرتم، إلا أن الهاجس والقلق من أفعال الذين دفعهم الطمع والجشع يظل قائماً ودعواتنا دائماً بالتوفيق لرجالات الوطن وما يقومون به من أعمال بطولية من أجل خدمة المجتمع ودفع الضرر عنه وحمايته من أي غاشم وأثيم ولئيم، اليوم وبلادنا تزخر بالخير وتزهر بنعيم العطاء الجزيل أصبحت نصب عيني كل غادر وسافر ومغامر ومقامر، وصارت مطمعاً للذين يجرون وراء الربح السريع وكسب اللقمة بأي أسلوب وطريقة، لذلك فإن ما يقدمه أبطالنا يعتبر نضالاً ضد الضرر ومواجهة ضاربة ضد الشر، وضد من يريدون تشويه الأحلام والمستوى الرفيع الذي وصلت إليه بلادنا، وتحريف المسار الحضاري إلى مشارب ومسارب لا تتساوى مع قيمنا الحضارية وثقافة مجتمعنا وعاداته وتقاليده، وهذا ما يلقي عبئاً ثقيلاً على كاهل أبناء المجتمع الذين نذروا أنفسهم لأن يكونوا حماة وسداً منيعاً يحفظ كرامة الوطن ويرفعه عن مهاوي من يريدون أن يهووا بالقيم الإنسانية إلى الحضيض والرضيض، اليوم أصبحت المواجهة مع الأشرار تتعدد جبهاتها وتتنوع مباغتاتها، ولا شيء يكسر هذه الأيدي غير القبضة الحديدية، وبعد أن أصبح الكون الإنساني فضاءً مفتوحاً صار من السهل على هذه العصابات الاجرامية أن تتوغل وتتسلل بين الصفوف لتنفذ ضرباتها الموجعة والمؤذية، وما اكتشاف رجال الأمن دائماً وضبطهم بعصابات التزوير والترويج والتهريب إلا ضرباً من خيال، ما أبدعته قريحة المجرمين والعابثين بأمن البلاد والعباد، نحن على ثقة من أن رجال أمننا لن يغفلوا ولن يتساهلوا وهم جديرون بهذه المهمة الوطنية والإنسانية، ولكن يظل القلق موجوداً طالما بقيت الأساليب الشيطانية تمارس شتى أشكال التملص والتخصص في تنفيذ مثل هذه الأعمال اللا إنسانية، نحن نحتاج دوماً إلى عيوننا الساهرة، وإلى عقول أبنائنا الذين يمارسون حقهم في حب الوطن والذود عن حياضه بأرواح عالية ومعنويات لا تحدها حدود. [email protected]