يبلي قطاع الإسكان في اليابان بلاء حسنا ويعمل لمصلحة المتفائلين والنتيجة صعود في مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية وهبوط قوي في الين بينما نجد نفس القطاع يؤكد تدهوره في بريطانيا، وفي منطقة اليورو ظهور ثلاثة مؤشرات ترجح أن المنطقة تتحرك في الاتجاه الصحيح، أما أمريكا يبدو أنها خرجت من عنق الزجاجة وبحاجة لتصحيح في أسواق الأسهم وإعادة ترتيب للمراكز المفتوحة القديمة ورصد توقعات جديدة وفق المعطيات المهمة الأخيرة، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم. الدولار الأمريكي تماسك لافت جاء بعد هبوط توقف عند 8,76 أمام سلة عملاته وهو الآن يستعد للنهوض من جديد والارتداد إلى مستوى 78 وهي أقوى مقاومة قادمة على الطريق، أما الذهب فوصل إلى مستوى 1305$ للأونصة كما كان متوقعا ولديه فرصة ارتدادية إلى مستوى 1370$ ويشير الدولار والذهب إلى هبوط متوقع في أسواق الأسهم وعملات العائد المرتفع، وبشأن النفط حقق عدة جلسات خضراء فوق مستوى 90 دولاراً للبرميل بالنسبة لخام نايمكس وهو يواجه حاليا بيوع رغم الأحداث السياسية في مصر والتي تعرقل الإمدادات في قناة السويس إلا أن ارتفاع كلفة البرميل بسبب الدولار هي من تضغط وتعزز قوى البيع أكثر. تشهد أمريكا نموا مطردا في الإنفاق والدخل الشخصي وهي إشارات إلى أن الحالة الاستهلاكية في البلاد في نمو ومعروف أن أمريكا تعتمد بشكل كبير على استهلاك الفرد في دخلها القومي، والقطاع الصناعي يظهر قوة بين القطاعات الأخرى حيث ارتفع مؤشر معهد التزويد الصناعي إلى 8,60 وأهم ما صدر من أرقام مفرحة هو تراجع معدل البطالة ليصل إلى 9% وإضافة حوالي 63 ألف وظيفة في القطاع الخاص وفق قراءة يناير المنصرم وهنا يمكن لنا أن نقول إن البطالة خرجت من عنق الزجاجة وخطط الإنقاذ بدأت تؤتي ثمارها أما أسواق الأسهم فهي بحاجة لتصحيح طبيعي تتجدد فيه العزوم. اليورو مقابل الدولار الأمريكي اختبر الزوج مستوى 36,1 بشكل سريع جداً وخلف مراكز مفتوحة خاسرة والقيادة الآن بيد البائعين ولا يزال الهدف المرصود القديم ممكن زيارته وهو مستوى 27,1 بعد أن أكد الزوج الاتجاه الهابط بثلاث قمم هابطة وما يجري الآن مناورات مشترين ذات مفعول قصير الأمد. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي الاتجاه لا يزال جانبيا ومؤقتا حيث يرجح أن يغير من هذا الاتجاه ويعكسه هبوطا وتم اختبار مستوى 62,1 وهي مقاومة أثبتت أنها عنيدة وهذا الاختبار يشير إلى رغبة في اختبار دعم في أرضية القناة المتشكلة وهو مستوى 51,1. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني الاتجاه هابط والرغبة تميل نحو اختبار قيعان أما العزوم تعمل لمصلحة البائعين ويرجح أن يزور الزوج مستوى 80 ويتداول عنده لفترة طويلة حتى تزول شهية المخاطرة ومن نطاق التذبذب المتشكل خلال آخر أسبوعين يتضح بأن الزوج يفتقد للزخم. اليورو مبيعات التجزئة في ألمانيا تتراجع بنسبة 3,1% على المقياس السنوي وهو ما يقلل من نسق النمو في أداء قطاع التجزئة، ومع توقعات بنمو أسعار المستهلكين لتصل إلى 4,2% تعود شهية التداول حيث يبني الكثير من المستثمرين آمالاً على هذا المؤشر، ومعدل البطالة وفق قراءة يناير يصل إلى 4,7% بانخفاض طفيف عن آخر قراءة حتى معدل البطالة للمنطقة ينخفض من 1,10% إلى 10%، وثمة تحسن لافت على الأداء السنوي في أسعار المنتجين بنمو 3,5% وأخيراً مع نهاية الأسبوع قرر المركزي الأوروبي تثبيت أسعار الفائدة عند 1% ومع تثبيت الفائدة من جهة وهبوط في معدلات البطالة من جهة أخرى وتوقعات بنمو التضخم نستطيع أن نقول إن المنطقة تتحرك في الاتجاه الصحيح. الجنيه الإسترليني يؤكد مؤشر نيشن وايد لأسعار المنازل على المقياس السنوي سوء أحوال القطاع بانخفاض 1,1% دليل تراجع عمليات الإقراض في القطاع العقاري المحرك الرئيسي في الاقتصاد حيث انخفض عدد الموافقات على القروض العقارية حوالي 5400 موافقة، والعرض النقدي على المقياس السنوي منخفض 5,1% ويسجل تراجعا منذ شهور ولا يوجد ما يدعم الصعود الأخير في العملة الملكية أمام الدولار سوى المضاربين. الين الياباني حجم الإنتاج الصناعي على المقياس السنوي يظهر في آخر قراءة له تراجعا في نسبة النمو من 8,5% إلى 6,4% وهذا يعني أن الطلب تراجع ومن محاسنه أحدث هبوطا طفيفا في التضخم لكن هذا الخبر لا يعمل لمصلحة المتفائلين، وقطاع الإسكان يظهر أداء جيدا على المقياس السنوي للمنازل حديثة الإنشاء حيث نسبة النمو بلغت 5,7% مدعومة بنمو طلبات البناء وهو ما دفع بشهية التداول للارتفاع ترجم ذلك بصعود مؤشر نيكاي وهبوط في العملة اليابانية. (تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الجمعة الساعة 5 مساء بتوقيت نيويورك) محلل أسواق المال [email protected]