حتى الآن لم تضع الادارة الأمريكية وكل أجهزة المخابرات العسكرية، وكل من استخدم ذلك المسحوق من عملاء وعَبَدة المال من الجنسيات الأخرى، لم تضع يدها على من نشر وباء الجمرة الخبيثة. وحتى الآن لم تضع كل هذه الادارات وجيوش المتعاونين والادارات يدها على من تسبب في كل هذا الرعب والهلع الذي تجاوز الولاياتالمتحدةالأمريكية الى سائر قارات العالم الست. واذا كانت القاعدة الجنائية تفرض البدء في التحقيقات للبحث عن المصدر الأول للسلاح أو الاداة المسببة للجريمة وهنا ينطلق البحث عمن يمتلك جرثومة الوباء التي يطلق عليها بالانكليزية «anthracis» فان المعروف ان هذه الجرثومة أدخلت في مكونات تصنيع الأسلحة التي أصبحت تصنف تحت مسمى «الأسلحة الجرثومية» وأول من بدأ تصنيع هذه الأسلحة هما أمريكا وروسيا ثم تبعتهما بريطانيا وباقي دول التصنيع العسكري وأخيراً كشف النقاب عن قدرة العراق وكوريا الشمالية بل العديد من الدول النامية على تصنيع وانتاج هذا السلاح الذي أطلق عليه «سلاح الفقراء» لسهولة انتاجه بكميات كبيرة وبإمكانيات عادية وبلا تكاليف باهظة كأسلحة الدمار الشامل الأخرى. إذن فإن مصادر هذا السلاح كثيرة، الا ان أكبر كمية من مخزون هذا السلاح توجد في أمريكا نفسها، وهذا ما جعل بعض المحللين ومنهم أمريكيون، يستبعدون ان تكون هجمات رسائل الجمرة الخبيثة من جماعات أمريكية وهذا ما أشار إليه الباحث في شؤون الارهاب بمكتبة الكونغرس الأمريكي في حديث مع محطة تلفزيون الشرق الأوسط «m.b.c» وهذا ما جعل العديد من المحللين يشتبهون في ان الفزع والرعب الذي عمَّ أمريكا والعالم هو من صنع أمريكا نفسها وأنه يوظف الآن في ادارة وتوجيه الصراع الدائر تحت مظلة محاربة الارهاب على نطاق عالمي، بحيث يعطي المبرر لضرب أفغانستان والدول الأخرى التي ستضاف الى الحملة الغربية بأسلحة الدمار الشامل سواء كانت تلك الأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية وذلك تحت مسوغ ان هؤلاء «الأعداء» يستخدمون الأسلحة نفسها ضد الأمريكيين والغربيين وتحت نفس المبرر سيتم تقليص وجود المسلمين في الغرب بالضغط عليهم وإعادتهم إلى ديارهم. وتذكر شبكة «اسلام أون لاين» أنه في حالة ثبوت إدانة تنظيم القاعدة في الحالات المكتشف اصابتها بالجمرة الخبيثة يصبح هناك سبب قوي لاستخدام الأسلحة البيولوجية أو الكيماوية أو حتى النووية في قصف أفغانستان باعتباره رداً مشروعاً. ولتأكيد هذا التصور تنقل «اسلام أون لاين» عن الرئيس الأمريكي قوله في البنتاجون في 17 سبتمبر 2001م: «لا قواعد»، وهو يتحدث عما يمكن ان يتخذ من اجراءات عسكرية في حرب الولاياتالمتحدة ضد ما أسماه الارهاب». وحيث لم يطل القصف الأمريكي المكثف الأفراد المستهدفين لتحصنهم فيما يزيد عن 40 مخبأ تحت الجبال، فإن استخدام الأسلحة الكيماوية مثلا أمر وارد. وتوعد بوش قائلا: «سأدخنهم حتى يخرجوا من مخابئهم»، في اشارة منه لاستخدام الأسلحة الكيماوية لاجبارهم على الخروج من التحصينات التي تم بناوها على مدار حقبتي الغزو السوفيتي والحرب الأهلية. ويمتد الأمر لاستخدام الأسلحة النووية المحدودة، فقد نشرت مجلة «الوطن العربي» في عددها الصادر بتاريخ 19/10/2001م، ان من بين المعلومات التي تتداولها بعض الجهات العسكرية الأمريكية ان واشنطن قد لا تكتفي بالأسلحة والقنابل الثقيلة لتدمير الأهداف الجبلية المشتبه في لجوء بن لادن إليها، فثمة سيناريوهات لاستخدام أسلحة غير تقليدية، لم يسبق استخدامها حتى الآن. وهذه المعلومات المتداولة سرا وعلى نطاق ضيق تتحدث عن سيناريو استخدام قنابل نيوترونية في حالة عجز قنابل تدمير التحصينات عن اصطياد بن لادن، وتصفية قاعدته بأمر رئاسي لا عودة عنه. والقنبلة النيوترونية تتميز بقدرتها على قتل البشر وافنائهم بدون تدمير الصخر، ويعود تاريخ صنعها الى حوالي 20 عاما فقط، وهي تصنف في خانة الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.