يحدثْ أن أتعرف على الأسى وأقابله ثم لا يلبث أن يكون ضيفاً يُعانقْ الوجدان غصباً يرفض الانصراف ذروة متعته أن يتُلف مُضغتي ويشوّه سعادتي.. يحدثْ أن ألتقيْ بإنسان عظيم وأتعاطى معه الحب بشتى صوره، ثم أفاجأ بالوداع حيثُ لا أجد ملتحدًا غير التجاوبْ مع الذكرى التي تهشمْ قلبي وتعرّضني للانهيار.. يحدثْ أن تنمو عاطفة الحب وتترعرع في طرفٍ دون طرف مُحدثةً شرخاً غائرًا في الأعماق لا يندمل مع مرور الزمن... يحدثْ أن ينجوْ المحبّ من عذاب المحبوب بكوارث مُضاعفة أدناها قلبٌ ممزق وعينٌ مشرّدة وذاكرةٌ تهذي.. يحدثْ أن يتناسل الحب والمقتْ في ليلةٍ مشؤومة ويُنجبا عاهةً مضطربة يصعبُ فهمها مدى الحياة... يحدثْ أن تقبّل طيور الحب بعضها بلذة وعنفوان ثم تُهاجر في اليوم التالي لتكرر ذات المشهد مع طيورٍ غريبة.. يحدث أن يخرّ المطر ويخرّ حتى يفيض ويردم البلدة مع أهلها... يحدثْ أن يُجرح المرء جرحاً مُزمناً لا يعُالج بتاتاً مهما احتسى من الأدوية.. يحدثْ أن يدفع المرء عمره ثمناً لتكوين ثروة عظيمة ثم بين ليلة وثانية يسحقها من لا روحَ له ولا ضمير... يحدثْ أن تكونَ العلاقات الودّية بين أفراد العمل سريعة الاشتعال حيثُ لا مناص من الانفجار عند أدنى التماس... يحدث أن يتنافر الإخوة وتُكبَد النخوة من أجلِ قرطاسةٍ تُدعى بالمال.. يحدثْ أن تتأجج البراكين وتتمرّد الرياح إنكاراً للبشر؛ كلما تطاولوا عمرانيّاً كلما انثنوا خُلقيّاً... يحدثْ أن نتجرّع اللَّهب ونتناول الرماد من قِبل غدرة نرفعُ لهم راياتنا..! يحدثْ أن ينقلب علينا أقربهم إلينا؛ بسبب نزوة سقطت غَصباً.. يحدثْ أن نفضّل حياة الصحراء القاحلة على أن نُكبّل بأقفاص ٍمن ذهب.. يحدثْ أن نكونَ بعقلٍ فارغ نصدّق كل ما حدثَ أعلاه ونعيش حياتنا ناقمين عليها... الحياة قصيرة، قصيرة جدًا، لا تستحق أن نعيشها في تسجيل عقباتنا وأحزاننا، ومن يفعل ذلك لا يحصل على شيء بل يفقد كل شيء أولها روحه... المصيبة، الوداع، فاجعة الموت، الإعاقة، الغدر، المرض، الخيانة، أرزاق لا بد أن نأخذ نصيبنا منها، لا بد لها من المرور بنا شئنا أم أبينا، فلم الحزن؟ لمَ الاعتراض؟ لمَ لا نفرح بالأسى؟ بل وأن نمرّغ أنفه بالتراب؟ فرغمَ تنكيله علينا إلا أنّا من دونه لم نكن نميّز السعادة ونحاول صنعها ونهرعْ لكسبها، بالإضافة إلى أنّا مأجورين وسيئاتنا تكفّر بإذن الله . أحبائي: فلنسجلها حسنةً للحزن..!! [email protected]