سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حريق هائل يلتهم القيصرية الشعبية بالهفوف الخسائر قدرت بعشرات الملايين.. و200 محل قضى عليها
العميد الغامدي للجزيرة: أسباب الحريق لم تعرف.. ولا إصابات تُذكر
استيقظ أهالي مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء صباح أمس الخميس على أصوات منبهات سيارات الدفاع المدني والدوريات الأمنية وهي تنطلق مسرعة باتجاه مركز المدينة للحد من الحريق الهائل والكبير الذي اندلع بالقيصرية الشعبية وأتى على أكثر من 80% من المحلات المتعددة الأصناف داخلها. الحريق الكبير الذي بدأ قرابة الساعة الخامسة وأربعين دقيقة من الجهة الجنوبية للقيصرية وامتد بسرعة حتى الجهة الشمالية لازال مستمراً حتى منتصف الليل. وقد باشرت فرق الدفاع المدني بالمحافظة الى جانب الدوريات الأمنية وست فرق من الهلال الأحمر على الفور للتعامل مع الحريق بحذر خصوصا ان القيصرية الشعبية مبنية من الطين واسقفها من جذوع النخيل، هذا الى جانب ان المحلات الموجودة بها تحتوي على محلات خاصة بالملابس الرجالية والمشالح ومحلات للعطور وأخرى للمواد الغذائية مما ساهم في صعوبة مهمة رجال الدفاع المدني. وخطورة الموقف فمحتويات المحلات سريعة الاشتعال الى جانب الانهيارات المتتالية لأسقف المحلات من جراء احتراق الأسقف الخشبية ويقدر عدد المحلات التي تضررت وبشكل كامل أكثر من 200 محل تجاري. العميد عبدالله الغامدي مدير ادارة الدفاع المدني الذي أشرف بنفسه على عمليات الاطفاء أوضح للجزيرة بأن مسببات الحريق لم تعرف، مشيرا الى انه تجري حاليا التحقيقات لمعرفة ذلك مؤكدا أن فرق الدفاع المدني بالمحافظة قد شاركت في عملية الاطفاء ولم تحدث ولله الحمد أية اصابات تذكر ما عدا بعض حالات الاختناق لعدد من رجال الدفاع المدني تم اسعافهم على الفور. من جهتها سارعت كهرباء الشرقية بقطع التيار الكهربائي عن القيصرية هذا الى جانب قيام مدير الدوريات الأمنية المقدم عبدالله المانع بتوجيه عدد من الدوريات لمواقع تعبئة الوايتات الخاصة لتأمين المياه للمشاركة في اطفاء الحريق. وقد تواجد وكيل محافظة الأحساء خالد البراك في موقع الحادث لمتابعة سير عمليات الاطفاء وأشار البراك إلى ان محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود كان على اتصال مستمر للاطمئنان على سير عمليات الأطفاء. كما وجه سموه بسرعة ايجاد بديل للسوق الشعبي المحترق «القيصرية الشعبية» لنقل أصحاب المحلات المتضررة اليه في أسرع وقت ممكن. كما تواجد في موقع الحريق رئيس بلدية الاحساء الدكتور علي العيدان حيث اعطى توجيهاته بتوفير جميع امكانات البلدية للحد من امتداد الحريق الى الأماكن المجاورة. من جانبه أشار مصدر مسؤول ببلدية الاحساء إلى ان البلدية كانت تعتزم بنقل المحلات الموجودة بالقيصرية الشعبية الى مكان مجاور لمواقف السيارات على مقربة من بلدية الاحساء إلا أن أصحاب المحلات كانوا يفضلون الانتقال الى سوق الخضار القديم بعد نقله الى مكانه الجديد بحي عين نجم. كما تواجد بموقع الحريق نائب مدير شرطة الاحساء العميد مبارك القحطاني وعدد من ضباط الشرطة والدوريات الأمنية. على هامش أحداث الحريق: * التكاليف المادية المبدئية تقدر بأكثر من عشرات الملايين. * عدد من أصحاب المحلات ممن فوجئوا لدى وصولهم لفتح محلاتهم كالمعتاد أصيبوا بحالات اغماء. * اندفع أصحاب بعض المحلات في محاولات يائسة لانقاذ ما يمكن انقاذه من بضائعهم ووفق البعض وبالذات أصحاب المحلات الخارجية للقيصرية اما بالنسبة للمحلات الداخلية فقد اكتفى اصحابها بارسال نظرات حسرة وألم بسبب انهيار اسقف المحلات والبضائع التي لم تطلها النيران أصيبت بالتلف من جراء المياه المندفعة داخلها. * ساهم تواجد محلات العطور داخل القيصرية في سرعة انتشار النيران حيث سمعت العديد من انفجارات داخلها لسرعة قابليتها للاشتعال. * التواجد المكثف لرجال الدفاع المدني ورجال الشرطة ساهم في ابعاد الكثير من الفضوليين للاقتراب من موقع الحريق. * أحد أصحاب المحلات من ذوي الدخل المحدود انخرط في بكاء مستمر وهو يصيح قائلا تحويشة العمر ضاعت!! * اندلاع الحريق في وقت مبكر وقبل فتح أصحاب المحلات ساهم في عدم وجود اصابات سواء للباعة أو للمتسوقين. * القيصرية الشعبية شهدت ولأكثر من مرة عدة حرائق إلا أنها كانت محدودة إلا أن الحريق الأخير ساهم في تدميرها بنسبة تصل الى 80%. * لم يتمكن رجال الدفاع المدني للدخول للقيصرية والاكتفاء بعمليات الاطفاء من الخارج ولاسيما بعد الانهيارات المتتالية لاسقف القيصرية. * عمليات الاطفاء استمرت من الساعة الخامسة واربعين دقيقة وحتى الساعة الواحدة ظهرا. * القيصرية الشعبية تعد من الأماكن التراثية المعروفة وأحد أكبر الأسواق نشاطا بمحافظة الاحساء حيث مضى على تشييدها أكثر من نصف قرن. * مصدر مسؤول ببلدية الأحساء أكد بأن القيصرية وبعد الحريق الكبير سيتم ازالتها ولا مجال لعملية الترميم من جديد!!