ودعت محافظة الأحساء صباح أمس 140 عاماً من الذكريات، مع بدء الجرافات في إزالة ما تبقى من سوق القيصرية الأثري، والتي تمت بحضور عدد من المسئولين في الأجهزة الحكومية المختلفة بالمحافظة مثل الدفاع المدني وإدارة المرور والدوريات الأمنية وشركة الكهرباء، وعلى رأسهم رئيس البلدية بالإنابة المهندس عادل محمد الملحم، الذي بذل جهودا كبيرة لإقناع البائعات على الانتقال إلى المقر الجديد الذي أعدته البلدية ليكون مقرأ مؤقتاً لهن، والذي يقع خلف سوق الذهب بالقرب من البلدية، لحين اكتمال بناء المقر الجديد لسوق القيصرية.فيما أعدت البلدية محلات مؤقتة خاصة لأصحاب المحلات التجارية، إلى جانب سوق الخضار القديم، ووجه أصحاب المحلات والبائعات شكرهم إلى البلدية على ذلك.. متمنين ان يتم البدء في التنفيذ والانتهاء من بناء السوق في أقرب فرصة، ووضع حد لمعاناتهم الصعبة. وقال المهندس الملحم ان المحلات المزالة في المرحلة الأولى هي المحلات الخاصة بالبلدية، وسيتم في مرحلة لاحقة إزالة المحلات الخاصة، الذين سيتم تعويضهم بمحلات بنفس المساحة التي كانت عليها محلاتهم قبل الحريق، ونفس الأماكن التي كانت موجودة فيها. وستقوم البلدية خلال الفترة المقبلة بتوقيع عقد البناء مع المقاول بعد الانتهاء من عملية الإزالة، ليتسلم الموقع ويباشر عملية البناء. التي ستكون بنفس التصميم السابق، وسيتم فيها إنشاء مسجد حديث في نفس موقع المسجد القديم، وسيتم توفير أفضل وسائل الإنارة ونظام تصريف المياه، وجوانب السلامة والطوارئ، بالإضافة إلى دورات المياه للرجال والنساء. ووجه المهندس الملحم شكره لصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء على توجيهاته بحل موضوع السوق، كما شكر وكيل محافظة الأحساء خالد عبدالعزيز البراك، على متابعته المستمرة وتعميده كافة الجهات الخاصة لتعاونهم مع البلدية، لتقديم وتسهيل كافة الخدمات، اللازمة، لإنهاء الإزالة، كما شكر الكهرباء السعودية لإنهاء وفصل التيار الكهربائي عن أكثر من 120 عداد كهرباء خاص بالمحلات الواقعة في السوق. وكان السوق تعرض يوم الخميس الثاني من شهر شعبان من عام 1422 إلى حريق قضى على قرابة 80 بالمائة من محتويات السوق، وقدرت البلدية الخسائر حينها ب 200 مليون ريال، فيما ذكر الأهالي ان الخسائر تفوق هذا التقدير، وكان السوق يضم 421 محلاً، منها 179 محلاً للبلدية، والباقي للملاك، وتقدر مساحته ب 6500 متر مربع. وكان السوق يمثل قيمة كبيرة في نفوس أهالي المحافظة والمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى سكان المناطق الأخرى ودول الخليج القريبة، الذين كانوا يتوافدون عليه طوال العام، وفي شهر رمضان من كل عام بشكل خاص، حيث كان يضم عددا من محلات الأطعمة والملابس والعطور والمشالح والعبي. واجهة السوق قبل دقائق من عملية الإزالة م. الملحم يتابع عملية الإزالة