لا يختلف اثنان على أهمية الالتزام بالنظام المروري وحاجتنا إلى تطبيقه أثناء قيادة السيارة من الجميع، ولعل من يخشى النظام هو من لا يريد تطبيق نظام ساهر، ولا يريد الالتزام بقواعد السير، وكلنا يعلم أنه لا يوجد بيت إلا واكتوى من مجازر الطرق نتيجة تهور بعض قائدي السيارات خاصة من فئة الشباب الذين لم يراعوا للطريق حقه، وحولوا السيارة من وسيلة نقل إلى وسيلة قتل بتهورهم، وكل ما أتمناه من المسؤولين عن المرور في منطقة عسير الاهتمام بوضع العلامات المحددة للسرعة بما يتناسب والطرق الداخلية والخارجية والطرق الدائرية، ووضعها في أماكن بارزة وواضحة للجميع، ووضع إن - أمكن - لافتات موضحة لقواعد المرور خاصة ما سيكون لنظام ساهر مراقبتها وأنواع الغرامات، فالنظام جديد ويحتاج إلى وضوح في أهدافه وآلياته، وأتمنى الاستفادة من أخطاء النظام عندما تم تطبيقه في المدن الكبرى وعدم تكرارها إن وجدت، فكما يقال إن الكاميرات قد تلتقط من يعبر بسيارته إلى يمين الطريق فيما لو لم يتوقف وهو صعب تحقيقه في حال خلو الشارع من السيارات، لي أمل في أن يكون للنظام دور بارز في خلق علاقة تقوم على الاحترام المتبادل بين رجال المرور ومستخدمي الطرق، فالعلاقة ليست بين خصوم أو بين مخالف ومعاقب، بل العلاقة يجب أن تكرس بين منظم ومستفيد، ولابد للنظام أن يعكس التطور الذي تسعى إليه الإدارة العامة للمرور، وأن يكون التصور لدى رجالات المرور أن الهدف العام من وجود نظام ساهر هو خلق «وعي مروري» وليس الهدف هو تكليف الناس ومضايقتهم بغرامات ليحول عيشتهم إلى نكد، هذا التصور إذا انتقل بطريقة صحيحة من رجال المرور عن طريق التثقيف؛ إلى عامة الناس سيكون التفاعل من جانبهم ناجحا ومقبولا، وهذا ما آمله وأتمناه لقناعتي بنظام ساهر، الذي استغرب محاربة البعض له ومعاداته.. حفظ الله بلادنا من كل مكروه، وأدام لباس العافية على ولاة الأمر، ورد كيد الضالين في نحورهم، اللهم آمين. [email protected]