أشاد عدد من المشاركين العرب في الحلقة النقاشية: «دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب» بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالأفكار والرؤى التي طرحها رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك حول الجهود الإعلامية السعودية لمكافحة الإرهاب، وما تقوم به جريدة (الجزيرة) من دور هادف وبنّاء تجاه مكافحة الإرهاب وتوعية المواطنين للوقوف صفاً واحداً مع قادة هذه البلاد - حفظهم الله - للتصدي له واستئصال شأفته. جاء ذلك خلال لقاء الأستاذ خالد المالك بالوفد في مقر جريدة الجزيرة بالرياض. وقال الأستاذ خالد المالك خلال اللقاء: بعض المواطنين وبعض المقيمين في المملكة سواء أكانوا عرباً أو غير عرب يشتركون معاً في محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية، وامتداداً لبقية الدول العربية، وبالتأكيد كل ما كان بدءاً بنتيجة التخطيط المبكر لهذه العمليات والتي فوجئت بها المملكة، ولم تكن مستعدة في البداية للتعامل معها بالشكل الذي تم معها لاحقاً، وقد أمكن قوات الأمن في مختلف قطاعاتها أن تسيطر على الميدان، وأن تلاحق هذه الفلول وإلى اليوم؛ لأن الإرهاب لا ينتهي بعملية واحدة ولا بتطويق نشاط معين في منطقة معينة من الأرض. مضيفاً: ولحسن الحظ في السنوات الأخيرة أصبحت المملكة هي التي تبادر باكتشاف هذه الخلايا وهذه النشاطات، وقد تمكنت من الوصول إلى قياداتها وتنظيماتها وكشفت هذه الشرور وتعاملت معها بما يجنب المملكة وشعبها والمقيمين الآثار والنتائج التي كان يمكن أن تسيء إلى الجميع. وهذه الجامعة التي تبنّى تأسيسها الأمير نايف وشرفتها المملكة بأن يكون مقرّها هنا في عاصمة المملكة، حقيقة أدت الكثير من الإنجازات على المستوى الإعلامي من خلال الكتب التي صدرت وهي كثيرة وكلها دراسات وأبحاث من مختصين كثر في هذا المجال، وحملت رسالة وثقافة جديدة لتوعية الناس بهذا الوضع الذي لو تمادى لكانت نتائجه أكثر. واستطرد الأستاذ خالد المالك: العمل الآخر هو الجانب الأكاديمي التعليمي الذي توفره الجامعة سواء للسعوديين أو للعرب، من خلال الدراسة في هذه الجامعة المتخصصة في هذا المجال، وأنا أعتقد أن وزراء الداخلية العرب بتبنيهم لما طرحه الأمير نايف وانطلاق هذه الجامعة بهذا المستوى المميز أيضاً هو نافذة حقيقية للوصول لمعرفة ما يمكن أن تقوم به الأجهزة في مختلف دولنا لتجنب الكثير من الأضرار أو الحد منها على الأقل، وأنا أؤمن تماماً بأن الإعلام ورقة رابحة للطرفين، فهي ورقة رابحة للأجهزة المعنية بحماية الدول عندما توظف التوظيف الصحيح، وهي أيضاً ورقة رابحة بيد الطرف الآخر الذي يخطط وله أهداف قد تكون أهدافاً أو هي بالتأكيد لا تخدم مصلحة ولا تطور ولا تنمية شعوبنا ودولنا. والصحافة في المملكة أو الدول العربية وبقية وسائل الإعلام كلها الآن توظف لهذا الغرض. وهناك كلٌ يحاول من جهته أن يوظفها لصالحه، ولكن التأثير السلبي الذي نحن معنيون به، لا يمكن القضاء عليه في ظل ثورة المعلومات وتطور التقنية واستخدامها، وأيضاً وجود القدرات العالية والقادرة على أن تهرب وتختفي وتغيِّب المتابعين لنشاطها في هذا المجال. وأضاف الأستاذ خالد المالك: الاجتهادات في وسائل الإعلام كثيرة وهذه الاجتهادات أحياناً تصيب وأحياناً تخطئ، وأيضاً لا نستطيع أن نسيطر كحكومات أو قيادات مسؤولة على كل وسائل الإعلام وخصوصاً أن هناك انتماءات مختلفة للعاملين في هذه الوسائل، وأيضاً هي تتبع لدول وأنظمة متفاوتة في التفكير وفي النظرة لهذه الأمور، وبطبيعة الحال التربية والتعليم وتحسين الأوضاع المعيشية والصحية والتنمية في كل مجالات الحياة لا يمكن أن تتم في ظل غياب الاستقرار. وقال رئيس التحرير: لا يمكن أن يكون للتنمية حضور أو أمل في تحقيقها في أجواء مشحونة بالتوتر ومشحونة بالكثير من الصراعات، ولكن يقابل هذا حقيقة أن الأنظمة العربية - ونحن معنيون بها تحديداً - يجب أن تقوم بدورها كما ينبغي ويجب أن توفر الفرص الكريمة والمعيشة والحياة الحرة الكريمة لشعوبها، وذلك لا يمكن في ظل حرمان المواطن العربي من حقه في الحياة الحرة الكريمة، وتوفير التعليم والعلاج والحصول على رغيف العيش، وتوطين الوظائف له وتمكينه من أن يعمل. وهذه ليست مسؤولية الإعلام وحده، وإن كان جزء كبير له في هذا التوجه، ولكن أيضاً كل القطاعات المعنية في أجهزة الدولة في مختلف الدول العربية، ولا أريد أن أحدد دولة وأخرى، ولكن الدول العربية تتفاوت في إمكاناتها وقدراتها وأيضاً مستوى ونظرة حكامها، وبشكل عام المواطن العربي يحتاج أيضاً أن توفر له كل متطلباته أو الحد الأدنى على الأقل حتى يستطيع أن يتعايش مع هذا النظام أو ذاك بشكل يجنب دولنا وشعوبنا كل هذه الهزات التي آخر ما رأينا نموذجاً لها ما جرى خلال الأيام الماضية في تونس؛ لأن كل التنازلات أعطيت في الساعات الأخيرة لحكم الرئيس بن علي أو التنازلات والوعود التي تعطى الآن في ظل الوضع بعد مغادرة الرئيس التونسي السابق لبلاده، كلها وعود جاءت متأخرة، ولو تم تحقيقها على مدى ال23 عاماً التي حكم فيها تونس ربما لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه في تونس، والذي يهدد دول الجوار في المغرب العربي، وراح ضحية الأحداث الكثير من الشهداء والأبرياء. مضيفاً: لا يُستبعد أن يكون وراء ذلك مخطط أجنبي وما يجري في بعض البلدان العربية كلبنان والسودان واليمن وغيرها، وما جرى في مصر ولحسن الحظ تم تطويقه بين المسيحيين والمسلمين مثير للانتباه، ولا يمكن أن يكون هذا مصدره الشعب المصري المسالم والمتعايش كل السنوات الطويلة مع إخوانه المسيحيين، لكن لا نستبعد أن يكون ما حدث في المملكة وفي اليمن من عمليات إرهابية له أيادٍ أجنبية، ونحن في وسائل الإعلام لدينا واجبات ينبغي القيام بها تجاه هذا الشيء. وأشكركم على إصغائكم وأرجو إن شاء الله أن أكون قد تحدثت عن بعض شيء ولا أعرف ما لديكم أن يكون موضوعاً للحوار أو النقاش ونحن مستعدون لنسمع منكم وتسمعوا منا، وهذا يكون إضافة لما تلقيتموه في جامعة الأمير نايف. بعد ذلك ألقى مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة نايف د. خالد حرفش كلمة شكر خلالها رئيس التحرير، موضحاً أن الهدف من تنظيم الورشة بحث هذه الظاهرة الخطيرة وتفعيل دور الإعلام الذي لا يقل أهمية عن الدور الأمني بل يتجاوزه أحياناً. وأضاف: رغبت الجامعة ممثلة بإدارة العلاقات العامة والإعلام بزيارة هذا الصرح الإعلامي المهم ألا وهو صحيفة (الجزيرة) تتويجاً لما بين جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وبين صحيفة الجزيرة من تعاون مثمر وبناء، وتقديراً لشخصكم الكريم وخبرتكم الإعلامية كرمز من رموز الصحافة على مستوى المملكة والوطن العربي، ورغبة في طرح نقاش بين هؤلاء الكفاءات والخبرات الإعلامية والأمنية للالتقاء بكم. بعد ذلك فُتح مجال المناقشة الدكتور حسان محمد فلحة بالقول: أتينا إلى هذا الصرح الإعلامي العربي لنبحث هذا الموضوع المهم والذي يؤدي إلى تعزيز أواصر التعاون بين الأمن والإعلام، وكان هناك نقاش مستفيض والسؤال: هل الرأي العربي يقبل كل شيء وهل كل المعلومات واصلة إليه؟ فأجابه رئيس التحرير قائلاً: طبعاً الإعلام في كل الدول أو حتى في الولاياتالمتحدة لا تمكن الإعلام من كل معلومة يريدها، لأن المعلومة هذه قد يكون لها تأثير في علاقة الدول بالدول الأخرى، وقد يكون لها تأثير في استقرار البلد، وقد يترتب على المعلومة فيما لو تسربت نتائج سلبية، ولذلك الدولة تحاول أن تتجنبها، لكن الإعلام النشط يستطيع بطرقه وليس برغبة المسؤول أن يحصل على كثير من المعلومات وينشرها، وأيضاً هذا يخضع لمدى قدرة النظام على مساءلة تسريب هذه المعلومة، فأنتم في لبنان مثلاً يستطيع كل شخص أن يتحدث بما يريد ويستطيع أن يخرج الوزير من اجتماع مجلس الوزراء ويصرح بما قيل، ودون أي ضوابط ولكن هذا في كثير من الدول لا يحدث، والثاني أن هذه المعلومة ما فائدة نشرها، وما مدى ملاءمتها وما مدى أهمية هذه المعلومة في تقريب المسافة بين الطرفين (بالإعلام والأمن) وأحياناً تضع الطرفين على طرفي نقيض ولكن إذا كانت النوايا طيبة، والهدف نبيلاً والغرض هو أن نجنب شعوبنا ومنطقتنا هذه الهزات التي نرى من يوم لآخر الكثير من مظاهرها، هو أن نبحث عن هذه المعلومة لتخدم هذا الغرض، ولكن هل تستطيع أن تلتزم كل وسائل الإعلام بهذا المفهوم وتبتعد عن عملية الإثارة وعملية التسويق للصحيفة أو التلفزيون. أنا أعتقد أن هذه المعادلة صعبة أن يتفق الجميع عليها بالنسبة لوسائل الإعلام. بعد ذلك وجه العميد حامد عوض تاج الدين من وزارة الداخلية بجمهورية مصر سؤالاً قال فيه: سعادة الأستاذ المالك كرئيس تحرير صحيفة عريقة، هل هناك خطوات أو سياسة معينة تقوم بها كرئيس تحرير أو خطوات في الصحيفة هنا من أجل التوعية والإرشاد في مكافحة الإرهاب؟ السؤال الثاني: تفضلت بالحديث عن أيادٍ خارجية لما يحصل في المنطقة العربية من إرهاب.. هل هناك بالإمكانية الإشارة مباشرة إلى عملية (الفوضى البناءة) أو (شرق أوسط جديد) بناءً على ما يحصل في مصر والسودان وتونس بل وكل المنطقة العربية؟ أجاب رئيس التحرير بقوله: بالنسبة لهذا أنا أشرت إشارة عابرة عن وجود أيادٍ خارجية قد يكون لها دور في كثير مما حدث في المنطقة العربية، لكن بالتحديد هذه قناعات كل مواطن يدرك هذا الشيء وليس بالأمر السهل أن تستطيع أي دولة أن تتعرف وتلقي القبض على الأشخاص إذاً لكان الأمر ببساطة، لكن لا يمكن هذا، لكن إذا أنت وجدت الأمر بالنسبة للمملكة وكثير من العمليات الإرهابية التي تمت كان يوجد بها عناصر غير سعودية من مختلف الدول العربية ومن الدول الإفريقية، كيف يعني هذا الذي أتى من المغرب العربي مثلاً دعك من المجاور لك وشارك في هذه العمليات وهذه ليست بلده ولا يعنيه أن تكون غنية أو مستقرة، لماذا أتى إلى المملكة لو الأمر اقتصر على مواطني المملكة العربية السعودية لتفهمنا وقلنا يمكن أن يكون هذا رجل مغرر به أو رجل مثلاً لا يدرك قيمة الاستقرار وأهميته، إذن نحن أمام تحليل آخر، أو حتى السعودي يمكن أن يُغسل دماغه من الخارج. مضيفاً: كل ما يتم في المملكة من عمليات ف(الجزيرة) موجودة في موقع الحدث وهذه الحقيقة نُمّكن فيها من القوات الأمنية بالمملكة، ودورنا يتمثل في المتابعة وما يُكتب من الكتاب من أجل التوعية، وعلى المستوى الشخصي مثلاً ألقيت أكثر من محاضرة عن هذا الموضوع في مواقع مختلفة في سبيل توعية الناس في هذا المجال وخطورة ذلك، وهناك مشاركة من (الجزيرة) في هذا الموضوع ومن بقية وسائل الإعلام في هذا المجال، وهناك لقاءات تتم مع بعض المسؤولين وندوات تتم في هذا الموقع مع بعض المسؤولين حول هذا الموضوع، لكن الجهد المبذول من وسائل الإعلام حقيقة يعني ليس كافياً لا بد أن يسانده أيضاً عمل مدروس من قبل رجال الأمن، وهذا متحقق بشكل جيد والمجتمع المدني بكل فعالياته لا بد أن يتعاون في تطويق هذه المشكلة ولا بد من تواصل هذا الدور لا نقول عملنا فقط وانتهى الموضوع. أنتم رأيتم الأسبوع الماضي تم الإعلان عن مجموعة من العناصر الإرهابية أو المتهمة. وعودة إلى السؤال الثاني أنتم كيف تتعاونون، وأنت رأيت في قضية استشهاد الحريري العالم كله اشتغل على تحديد الجهة أو العناصر للتوصل إلى معرفة الجهة، ومضت كل السنوات وإلى الآن لم يتم التوصل إلى نتيجة، ففي المرة الأولى سوريا، والمرة الثانية حزب الله، ولا نعرف كيف تتم الأمور في هذا الملف، لأن القضية صعبة ومعقدة وإلى الآن أحداث 11 سبتمبر ما زالوا يقولون 16 سعودياً ولم نعلم كيف دخلوا وكيف قاموا بهذا العمل الإرهابي. بعد ذلك وجه أحد المشاركين سؤالاً قال فيه: - هل هناك آلية للإعلام أو خطة إعلامية، كيف يمكن إشراك الإعلام الخاص مع الإعلام الحكومي للتصدي لظاهرة الإرهاب؟ فأجاب رئيس التحرير بالقول: طبعاً التوصيف الذي سمعناه للإعلام الأهلي وعدم القدرة على السيطرة عليه طبعاً صحيح، المملكة ليس لديها صحافة حكومية وهذه كلها صحافة خاصة فيما عدا هناك صحيفة واحدة حكومية اسمها (أم القرى) وهي لنشر المراسيم الملكية وهي لمجرد المراسيم ومقررات الدولة، وبقية الصحف الموجودة هي صحف أهلية وليس عليها أي رقابة، يعني الدولة لا يوجد لها ممثل في هذه الصحف لتتعرف على ما يُنشر وإنما هي مسؤولية رئيس التحرير، وهناك الكثير جداً من المواقع الإلكترونية وتتحدث عن المملكة وأشياء كثيرة منها سيء جداً ولا تقدر الدولة تسيطر عليها حقيقة من الآن صدر قرار على أساس تنظيمها وإعطائها تراخيص ويكون فيها إعلان من أجل تنظيم وضبط ما ينشر فيها. وإذا تحدثنا عن الإرهاب لا بد من التحدث عن التصرفات والأساليب التي تقود للإرهاب، وهذه المواقع الآن بدأت تتكلم عن القبائل عن الأسر والمنازعات والتفاخر وكذلك تتكلم عن المناطق والمدن وبدون تنظيم ستقود إلى إحداث مشكلات، لكن المشكلة في الكم الهائل من وسائل الإعلام مثلاً أول تتكلم عن كم صحيفة في مصر وكم قنوات للمصريين فقط وكذلك في السعودية لا يشاهدون إلا وسائل الإعلام السعودية، لكن الآن القنوات الفضائية، رأيناها كيف تتسابق لنقل الأحداث وتشد المشاهدين وكأنهم موجودين في قلب الحدث، وأول الناس يشاهدون (CNN) والذين لا يعرفون اللغة الإنجليزية لا يمكن أن يفهمونها، واليوم يشاهد الناس الجزيرة، العربية، القنوات اللبنانية، وكل نائب تجده ضيفاً ينتقل من قناة إلى قناة سواء في قنوات حزب الله أو المستقبل، وكل ضيف يتحدث بمثالية وكلام جميل تقول في نفسك هذا عنده الحل بينما هذا اللون من الأطروحات جعل لبنان على كف عفريت، واليوم ربما التغطيات وشد الناس بما يجري في تونس من نقل حي للمظاهرات والقنوات تشجع المواطن التونسي ربما للاستمرار في هذه التظاهرة، وفي النهاية ليس الأمر بالأمر الهين لكن يجب ألا يكون عندنا إحباط ولا ينبغي أن يكون عندنا هزيمة من هذه الأسباب، ولكن يجب أن يكون لدينا إرادة وتصميم لمحاربة هذه الظاهرة. وأيضاً وزراء الإعلام لديهم اجتماعات دورية وقراءة لما يتم ويكون في تطوير، لكن إلى الآن النتائج تظل محدودة، لأن الوضع شائك وصعب جداً لاختلاف الدول في تطبيق المعايير من دولة لأخرى، ولكن يجب أن نعلم كرجال أمن وكرجال إعلام أن هناك قواسم مشتركة بيننا وكلنا معنيون ومسؤولون عن خدمة دولنا وشعوبنا، وأعتقد أن رجل الإعلام لا يمكن أن يكون رجل أمن، ولكن هناك حس داخلي للإعلامي ينبغي أن يفكر به وخاصة فيما يكتب وينشر. وللصحافة ووسائل الإعلام مهمات كبيرة في التشجيع على النواحي التنموية بالبلدان العربية، وهذه مثاليات تحتاج إلى زمن طويل، ولابد أن يكون هناك توظيف لثقافة رجل الإعلام في خدمة متطلبات الأمن، ورجل الأمن في النهاية هو مواطن، إذا وجد الإعلام ضده ويحذر المواطنين منه فهذا ليس لخدمة البلد، وكذلك ما رأيناه في العراق، وتونس كيف كان رجال الأمن والشعب متقاربين، وفي المملكة العام الماضي رأينا كيف تعامل الملك مع موضوع المطر بجدة، فكوَّن لجان تحقيق من جانب، ومن جانب آخر تم تعويض كل من تضرر. الحاكم أمامه مسؤولية البحث عن متطلبات شعبه. الملك عبدالله خرج في إحدى الليالي لزيارة الفقراء وطبق قرارات لمعالجة الفقراء ليس في الرياض وحدها وإنما على مستوى المملكة، وضرب مثالاً لكيف يكون الحاكم مخلصاً مع شعبه ويقدم لهم الخدمات. وحول تجربة المملكة للناطق الإعلامي، قال رئيس التحرير: الحقيقة تجربة المملكة بالنسبة للمتحدث الإعلامي أنا بنظري تجربة أراحتنا نحن كإعلاميين وأراحت المسؤولين، سابقاً كنا نبحث عن المعلومة وأمامنا عشرات المسؤولين وكلهم غير معني بإعطاء المعلومة، وبالتالي القارئ الذي يبحث عن المعلومة لا يجدها أمام تضارب الأخبار أو التغطيات، وكان تخوفنا في البداية من تأخر المعلومة، أما الآن فالناطق يظهر مع بداية الحدث ويعطي المعلومة ويفتح باب النقاش والتساؤلات؛ لأن المتحدث الرسمي متمكن من المعلومة وكل تفاصيلها، وحتى بعد انتهاء المؤتمر الصحفي تستطيع أن تتصل به على جواله الخاص وتأخذ المعلومة التي تريدها. الجانب الثاني فيما يتعلق بالمواقع الإلكترونية، وهناك فرق ستبقى المواقع غير المصرحة، ولكن المصرح لها ستأخذ الامتيازات الإعلانية، فلذلك لابد من التنظيم وما يطبق على الصحيفة الورقية يطبق على الصحيفة الإلكترونية. وفيما يتعلق بالتوسع يمكن أن يكبر العدد بكثير عما ذكرت لأن الموقع لا يتطلب مالاً وخسائر بغض النظر عن الصحف الورقية التي تكلف مليارات. وأستطيع القول: إن تجربة المتحدث الرسمي لو طبقت في لبنان يمكن أن تكفيك عن متابعة هذا الكم الهائل من الصحف والقنوات.وحول تساؤل نشر صور الإرهابيين ومدى تأثيرها على أشخاص آخرين وهل طلب الشهرة هو ما يدفع الأشخاص.. أوضح رئيس التحرير بقوله: يتم نشر الصورة ليتعظ الآخرون بمصير هذا الشخص المنشورة صورته بهذا الوضع. وعن نشر بعض القنوات الفضائية البيانات من تنظيم القاعدة على مدار 24 ساعة وتأثيرها سلبياً.. أجاب رئيس التحرير: الإصلاح في البلد مثل حادثة تونس، إذن المشكلة ليست مشكلة صور أنت في مصر أو غير مصر عندك احتياجات معينة تصلحها، إذن المطالب صحيحة يجب توفير متطلبات.. لابد من الطالبة بما يتحقق في التوصيات. وبعد نهاية اللقاء قدَّم مدير إدارة الأمانة العامة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب المستشار ياسر عبد المنعم عبد العظيم درعاً تذكارياً لرئيس التحرير.. تقديراً لجهود (الجزيرة) في دعم مثل هذه البرامج. الوفد الزائر المستشار ياسر عبد المنعم عبد العظيم - مدير إدارة الأمانة العامة لمجلس وزراء الإعلام العرب حسان محمد فلحة - وزارة الإعلام اللبنانية نصر الدين محمد أحمد - وزارة الداخلية السودانية توفيق ينبه - مستشار ومدير مكتب وزير الإعلام اللبناني معتز صلاح الدين محمد - المستشار الإعلامي لمجلس وزراء الداخلية العرب حامد عوض تاج الدين - وزارة الداخلية - جمهورية مصر ماجد خضر - مدير الدراسات والمنشورات بوزارة الإعلام اللبنانية جوزيف مسلم - رئيس مكتب العلاقات العامة بقوى الأمن الداخلي اللبناني عبدو برباري - وزارة الداخلية اللبنانية د. خالد بن عبد العزيز الحرفش - مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة نايف د. محمود شاكر سعيد - إدارة العلاقات والإعلام بجامعة نايف سعد مدله الحربي - إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة نايف.