دائماً ما نلاحظ الهجمة الشرسة على التكنولوجيا لما تخلفه من ويلات وأضرار وسلبيات كالقنوات الفضائية والإنترنت والجوالات وغيرها. ومع أننا لا نعارض ذلك بالطبع حيث تمتلئ تلك الوسائل التكنولوجية بالكثير من السلبيات والأضرار، ولكن ما نريد توضيحه هنا أن ننظر إلى الشق الآخر وإلى الجانب الإيجابي للتكنولوجيا (وبدلاً من أن نلعن الظلام.. فلنوقد شمعة). نعم فبدلاً من قضاء الوقت في ذكر السلبيات والتحذير من ويلاتها فلنبحث عن مدى الاستفادة منها وتسخيرها إيجابياً والانتفاع الحقيقي منها وتحويلها من أدوات إفساد لأدوات إصلاح وخير وانطلاق نحو خدمة الدين والأوطان والأفراد.. أليس في بعض القنوات الفضائية الخير العظيم والنفع الكبير واستثمارها نحو الأصلح والأنفع إما بصفائها تماماً وخلوها من الشر والإفساد وإما بدخول الدعاة والمصلحين إلى بعضها والتأثير على متابعيها وجماهيرها ومشاهديها.. أليس في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) الفائدة الكبرى عندما استفاد منها الأخيار في مواقعهم المميزة لنشر الدين والأخلاق والآداب والثقافة العامة بشتى صورها؟.. ألم تحل مشاكل الكثير في الاتصال والمراسلة مع الآخرين بلحظات بدلاً من الأيام والأسابيع؟.. أليس في استخدام الهواتف المحمولة والجوالات النفع الكبير في التواصل وصلة الأرحام والاستخدام الدعوي المبارك واختصار الأوقات واستثمارها.. وفي هذه الأيام تمتلئ الجوالات بالميزات الرائعة عن طريق استخدام التكنولوجيا في جهاز صغير يحمل في جيب الإنسان، وقد تأملت في أحد الأجهزة فوجدت فيه الكثير من الميزات في جهاز واحد، فبالإضافة إلى استخدامه الأساسي كوسيلة اتصال ففيه تقويم هجري وميلادي ومذكرة يحملها الإنسان معه وجهاز راديو ومسجل للصوت ومصحف كامل مقروء وآخر مسموع بالصوت الذي نحب ودفتر ملاحظات ووسائل للترفيه والتسلية وقاموس بعدة لغات وبرامج لمعرفة القبلة والاتجاهات والأماكن ومذكر بالأذان ومواعيد الصلاة وساعة ومنبه للاستيقاظ مع إمكانية الدخول على الإنترنت والتصفح وكاميرا محمولة فوتوغرافية وفيديو مع إمكانية تحميل كتب الحديث والأذكار والكتب العلمية والملفات الخاصة من الكمبيوتر، بالإضافة إلى استخداماته المنوعة في الرسائل العادية ورسائل الوسائط والبلوتوث واستيعابه لذاكرة كبيرة أحياناً.. وغير ذلك الكثير.. ونتوقف هنا وقفة دهشة وإعجاب لكي ننظر إلى تلك النعمة الكبيرة والهبة العظيمة التي علمها الله سبحانه للإنسان وصار الواحد منا يحمل كل هذه الأمور في جهاز واحد صغير لا يتجاوز بعض السنتيمترات. أليست نعمة تستحق الشكر.. وتحتاج منا إلى توعية المجتمع والشباب بالأخص إلى حسن استخدامها ومدى الاستفادة منها وشكرها بعدم تسخيرها للسوء والشر والاستخدامات السيئة من التفاهات والسفاسف وإضاعة الأوقات وهتك الأعراض وتجاوز الحدود والإضرار بالصحة والثقافة والدين والمبادئ والأخلاق. بل الحرص على توعيتهم بكيفية الاستفادة منها واستثمارها والتقليل من سلبياتها وأضرارها.. بالتوعية نحو وجود الخير في تلك التكنولوجيا بشتى صورها وأن على الشاب المسلم أن يحرص على تحويلها إلى الخير والفائدة والتخفيف من أضرارها وسلبياتها ونشر البرامج النافعة والمنوعة بطريقة جذابة وشيقة ليتقبلها الآخرون. مدير عام جمعية البر الخيرية بالبكيرية