ما إنْ حدثت تلك الهزة لمنتخبنا التي هزتنا جميعاً وآلمتنا حتى ظهر الانتهازيون، وطفا على السطح الإعلامي ناعقون هم أشبه بالبوم؛ أخذوا يكيلون الهجوم بقسوة إلى حد كسر العظم تجاه لاعبي المنتخب؛ فهم لم يمارسوا النقد الواعي والموضوعي الذي يخولهم توجيه اللوم للاعبين بالتقصير، ولم يبيّنوا لهم مواضع الخلل، ولكنهم مارسوا لذة تعذيب اللاعبين بكلمات وعبارات اتهامية مشينة جعلت المتابع يشعر بأن أولئك المهاجمين يمارسون الانتقام مع اللاعبين وليس النقد. للأسف أن هناك من استخدم أسلوب الإعدام المعنوي للاعبين (عن سابق عمد وترصد)؛ لأسباب لا تخرج عن محيط الانتماء للنادي وألوانه، ولكنهم جعلوا من الغيرة على الأخضر والدفاع عن المنتخب ستاراً يتمترسون وراءه وغطاء لتمرير أحقادهم، فما دام اللاعبون ينتمون لأندية منافسة فيجب إعدامهم كروياً، ويجب صب وابل رصاص النقد تجاههم؛ حتى لا تقوم لهم قائمة، وتبدو الفرصة مواتية بعد الإخفاق الآسيوي، ويجب انتهازها.. إنها لحظات ذهبية يجب عدم التفريط بها. هكذا يفكر أولئك العدائيون الذين استغلوا منابر النقد وقنوات الإعلام لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة. كلنا وطنيون، وكلنا نحب المنتخب، وكلنا تألمنا لخسارته، ولا مزايدة في هذا الأمر، وكلنا توجَّهنا باللوم للاعبين على أدائهم ومستوياتهم المتدنية، ولكننا أبداً لن ننضم إلى قوافل المنتقمين والحاقدين، ولن نمارس النقد بطريقة الإعدام على الهوية؛ فمن ينتمي لنادينا نغض عنه الطرف، ومن ينتمي للنادي المنافس نُحمّله كامل المسؤولية في انتقائية نقدية بشعة!! لن نمارس النقد بدافع الغيرة من النجوم والحسد على ما ينالونه من عوائد مالية ثمناً لمواهبهم وعطاءاتهم وتضحياتهم، حتى ولو قصروا مرة، وأخفقوا. فالنقد يجب أن يمارس في حدوده المنطقية، وفي إطاره الموضوعي المشروع. أما النقد على طريقة (خذوهم فغلوهم) فهذه ممارسة عمياء حمقاء يجب رفضها، ورفض من يمارسها. فاللاعبون بمختلف أنديتهم التي قدموا منها قبل انضمامهم إلى المنتخب هم أبناء لهذا الوطن، وهم إخوان لنا جميعاً، ويجب أن يكون نقدنا لهم من أجل التقويم والإصلاح، وليس من أجل تصفية الحسابات وتحت ألوان الأندية والميول. يجب أن ننتقد اللاعبين من أجل أن يعودوا أفضل مما كانوا، وليس من أجل إنهائهم وتدمير مستقبلهم الكروي؛ لأنهم يلعبون لأندية منافسة. شاهت الوجوه أيها النقاد الانتهازيون؛ فقد دخلتم حرباً خاسرة على النجوم تحت رايات الأندية رافعين شعار (عسى ألا تقوم لكم قائمة)؛ فلا أقام الله لنقدكم راية؛ فهؤلاء اللاعبون هم إخواننا ونجومنا، وهم من سيكتب تاريخ المجد القادم لكرتنا؛ فكفوا أذاكم عنهم.