أجمع المشاركون في الحلقة النقاشية «دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب» المنعقدة حالياً بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على أهمية تضافر الجهود بين الإعلام والأمن للوصول إلى صيغة فعالة للتصدي لهذه الظاهرة التي باتت تشكل خطراً واضحاً على المستوى الدولي. وأشار المستشار الإعلامي بمجلس وزراء الداخلية العرب معتز صلاح الدين في ورقة عنونها ب»نحو مواجهة إعلامية شاملة للمواقع الإلكترونية الإرهابية» إلى ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في العالم إلى أكثر من مليار شخص منهم أكثر من «57» مليون مستخدم في العالم العربي ، ورجع صلاح الدين في ورقته إلى مؤتمر الأممالمتحدة الثاني عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية الذي انعقد في شهر أبريل من العام الماضي «2010» ودعا إلى تعاون دولي ضد استخدام تكنولوجيا المعلومات من قبل الجماعات الإجرامية «الإرهابية» ودلل على خطورة ذلك بتزايد استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت، وذكر أن مواقع الإنترنت التي تروج للفكر المتطرف قد وصل عددها إلى «5100» موقع وفقاً للاتحاد الأوروبي، ويتبين أن 10% على الأقل من هذه المواقع موجهة للمنطقة العربية حيث يصل عددها أكثر من «500» موقع هدفها تضليل المواطن العربي والترويج للفكر المتطرف والإرهاب وضرب خطط التنمية في البلدان العربية، داعياً إلى إعداد الدراسات والبحوث المشتركة للكشف عن أنسب الأساليب الإعلامية تأثيراً في الجمهور العربي ومقياس مدى تفاعله مع البرامج والأعمال المعروضة وصيانة محددة لأجهزة الإعلام العربية بما يساهم في الحد من آثار الأعمال الإعلامية السلبية. وفي ذات السياق أكد عميد كلية التدريب بجامعة نايف الدكتور علي بن فايز الجحني في ورقته «مواجهة الإعلام العربي للإرهاب» على الحاجة إلى تحقيق الشراكة بين الإعلام وسائر مؤسسات المجتمع وإنشاء مكاتب إعلامية في بعض الدول الغربية تتولى الرد على المعلومات المضللة عن الدول العربية وإعداد الكتب الحديثة والنشرات والمقالات بلغات أجنبية توضح النظرة المتسامحة للإسلام، مشيراً إلى أن النسبة الكبرى ممن ينتمون للفئة الضالة هم من فئة الشباب «تحت سن الثلاثين» ويتراوح مستوى تعليمهم ما بين الابتدائي والمتوسطة والثانوية بالإضافة إلى تلقيهم العلم عن طريق الاستماع إلى التسجيلات الصوتية مما يفسر ضعف الحصيلة الشرعية لديهم. من جانبه أكد مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية خضر علي ماجد أن «وثائق ويكيليكس» أكدت أن الحكومات ليست الصانع الوحيد لمجتمعاتها بل إن الإعلام وثورة الإعلام هي الأكبر، مشيراً إلى أنها ولدت حروبا إعلامية مضادة» موضحاً أن عدم ذكر «إسرائيل» في تلك الوثائق يترك علامات استفهام كبيرة حول المصدر الفعلي لها وارتباطها ب»اللوبي الصهيوني»..! وبين أن مواجهة الإرهاب مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً وثيقاً بين الدولة والمجتمع والإعلام أي مسؤولية مجتمعية ودينية وثقافية بكافة أطيافها. وتختتم فعاليات الحلقة الثقافية اليوم بجلسة «الخطة الإعلامية لمجابهة الإرهاب» بالإضافة إلى اعتماد التوصيات مع قيام الوفود المشاركة بزيارة ميدانية ل»الجزيرة» ولقاء رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك.