أبلغت الولاياتالمتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنها قد تضطر لتوجيه ضربات عسكرية لدول أخرى ومجموعات أخرى غير أفغانستان وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وقال جون نجروبونتي سفير الولاياتالمتحدة في رسالة إلى المجلس المؤلف من 15 دولة «قد نجد أن الدفاع عن النفس يقتضي القيام بمزيد من العمليات فيما يتصل بمنظمات أخرى ودول أخرى». لكن بريطانيا أوثق حليف لواشنطن في الحملة العسكرية التي بدأت يوم الأحد سارعت إلى تأكيد أن العمليات الحالية تقتصر على أهداف في أفغانستان. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في لوكسمبورج عندما سئل التعقيب على البيان الامريكي «الاتفاق في الوقت الحالي هو أن الضربات تقتصر على أفغانستان. ذلك هو مكان المشكلة وذلك هو العمل العسكري الذي نشارك فيه». وقال دبلوماسيون اوروبيون إن أى محاولة لتوسيع نطاق الهجمات لتشمل العراق مثلما لمح مسؤولون امريكيون ستفت في عضد التحالف الدولي ضد الإرهاب فضلا عن إبعاد ليس فقط الدول العربية والاسلامية بل أيضا شركاء اوروبيين رئيسيين بينهم روسيا. وقال البيت الأبيض إن رسالة نجروبونتي ليست سوى أحدث تحذير من إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش. وقال أري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين «تقرر الرسالة ما يقوله الرئيس علانية منذ وقت طويل من أن الولاياتالمتحدة تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها حيثما كان ذلك ضروريا». وسئل عن الدول الأخرى التي ربما تشير إليها الرسالة فقال انه لن يسرد قائمة بها. وقالت رسالة نجروبونتي إن التحقيقات الامريكية في الهجمات التي شنت الشهر الماضي على أهداف في نيويوركوواشنطن «توصلت إلى معلومات واضحة وقاطعة بأن منظمة القاعدة التي تدعمها حكومة طالبان كان لها دور محوري في الهجمات». وأضافت الرسالة «ما زال هناك الكثير الذي لا نعرفه. تحقيقاتنا ما زالت في مراحلها الاولية». وقال نجروبونتي في رسالته إلى مجلس الأمن إن الغارات الامريكية على أفغانستان شنت استنادا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة التي تتيح للدول التي تتعرض للهجوم حق الدفاع عن نفسها. وقال السفير الامريكي «في 11 سبتمبر 2001 وقعت الولاياتالمتحدة ضحية لهجمات واسعة النطاق ووحشية في ولايات نيويورك وبنسلفانيا وفرجينيا». ومضى يقول «هذه الهجمات كانت معدة بهدف إيقاع أقصى الخسائر في الأرواح. لقد أسفرت عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص يحملون 81 جنسية إضافة إلى تدمير أربع طائرات مدنية ومركز التجارة العالمي وجزء من البنتاجون». وتابع قائلا «ردا على هذه الهجمات وطبقا للحق الطبيعي في الدفاع عن النفس فرديا وجماعيا فإن القوات المسلحة الامريكية بدأت تحركات تستهدف منع والحيلولة دون وقوع المزيد من الهجمات على الولاياتالمتحدة». وقال إن واشنطن «ملتزمة بالعمل على تقليص عدد الضحايا المدنيين إلى أدنى حد وكذلك الخسائر المادية في ممتلكات المدنيين» مشيرا إلى أن امريكا ستبذل جهودا لنقل مساعدات إنسانية للشعب الأفغاني. وفي وقت لاحق أطلع نجروبونتي وسفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة السير جيريمي جرينستوك مجلس الأمن في جلسة مغلقة على العمل العسكري. وقال ريتشارد ريان سفير ايرلندا ورئيس المجلس للشهر الحالي للصحفيين بعد الجلسة إن «أعضاء المجلس يقدرون للولايات المتحدةوبريطانيا ما قدمته إليه من معلومات». وقال دبلوماسيون إن جميع أعضاء المجلس أعربوا عن التأييد للغارات رغم اختلاف درجات هذا التأييد. وأضافوا أن روسيا وفرنسا على سبيل المثال أبديتا تأييدا قويا بينما أكدت الصين وتونس الحاجة إلى تفادي الخسائر بين المدنيين. وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان انه لهزيمة الإرهاب «فإننا نحتاج إلى مساع متواصلة واستراتيجية عريضة توحد جميع الدول وتعالج جميع جوانب الكارثة التي نواجهها».