لفترة طويلة غاب الأهلي عن تحقيق الإنجازات التي عُرف بها وكان هذا الغياب مستغرباً لمكانة الأهلي الكبيرة في الكرة السعودية وبعد أن لاحظ الأمير محمد العبدالله الفيصل ذلك قرر العودة لبناء فريق لا يُقهر وبدأت الخطة التي أعلنها أبو تركي قبل عدة سنوات لتعود معها قلعة الكؤوس للحضور في النهائيات بشكل مكثف. ورغم أن الفريق لم يحالفه التوفيق في الحصول على اللقب المنشود إلا أن الإدارة لم تتنازل عن منهجيتها التي تقوم على بناء أهلي جديد يخدم النادي والمنتخب السعودي لسنوات طويلة وليس لعام أو عامين فقط.. والأهلي الذي عُرف في الفترة الأخيرة أنه من أكثر الفرق تقديما للنجوم للمنتخب لم يضره هذا الغياب فقدم عناصر صاعدة واعدة سيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب وستكون دعامة قوية للعناصر الدولية المتواجدة مع الأخضر عند عودتهم للأهلي. هذا الكم الهائل من المواهب الكروية الذين تزدحم بهم صفوف القلعة توفروا لحصولهم على أرض خصبة وتخطيط سليم رسمه الأمير محمد العبدالله الفيصل الذي أعطى للقاعده اهتماماً كبيراً كالاهتمام الذي ناله الفريق الأول. فأبو تركي تفاعل من نظام الاحتراف الجديد ودعم صفوف الأهلي بأبرز العناصر الكروية كسعد الدوسري وعبيد الدوسري وتيسير آل نتيف واهتم بالقاعدة لضخ مواهب جديدة قادرة على إيجاد مكان لها في صفوف القلعة ومزاحمة النجوم الدولية فشاهدنا وليد الجيزاني وصالح المحمدي وفهد الزهراني ونجوما أخرى سيكون لها مستقبل كبير ليس في الأهلي فقط بل في المنتخبات السعودية بجميع درجاتها السنية. إن الإمكانيات الإدارية والمالية الضخمة التي يمتلكها الأمير محمد العبد الله الفيصل منحت الأهلي الأفضلية وجعلته يعود أقوى مما كان عليه في عصره الذهبي وهذا يجير للمشرف العام الذي لم يتوقف عن العمل منذ عودته للمجال الرياضي فقدم كل ما يملك من وقت وجهد ومال من أجل قلعة الكؤوس التي حصلت على لقبين غاليين في أقل من شهر والقادم أحلى. حضر الهداف فحضرت البطولات يا أهلي: بلغ النادي الأهلي عدة نهائيات في الأعوام الأخيرة ولكنه أخفق في الحصول على اللقب ويكفي أن نذكر أنه وصل لثلاثة نهائيات على كأس خادم الحرمين الشريفين وخسرها جميعاً أمام الهلال والاتحاد مرتين في عامين متتالين وإخفاق الأهلي في عدم الحصول على اللقب الكبير يعود لعدة نواقص فنية أبرزها عدم وجود الهداف القناص القادر على هز شباك الفريق المقابل في الوقت المناسب فضلاً عن المشاكل الفنية التي يعاني منها العمق الأهلاوي وبعد أن تم علاج هذه النواقص تمكن الفريق الأخضر من تحقيق بطولتين في أقل من شهر .. وإذا كان الخلل الدفاعي يمكن علاجه بالتدريب والطريقة التي ينفذها اللاعبون بتوجيه من الجهاز الفني فإن إيجاد هداف قادر على هز شباك الفرق الأخرى يحتاج إلى نوعية من اللاعبين الموهوبين القادرين على القيام بهذا الدور الصعب. ومن حسن حظ الأهلي انه وجد ضالته في رأس وليد خالد جيزاني الذي أبرز جزءاً من إمكانياته في بطولة الصداقة الدولية السابقة وقاد فيها الأهلي للحصول على اللقب لأول مرة عندما نجح في هز شباك الرجاء البيضاوي بتصويبة رأسية خرافية وعاد وكرر نفس الدور في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد وهز شباك النصر والهلال ثلاث مرات برأسه وكان هدف التعادل في مرمى حسن العتيبي جميلاً ورائعاً أعاد وليد بها ذكريات الأهداف المميزة التي تُسجل على الطريقة الأوروبية والتلفزيونية .. ووليد الجيزاني الذي كان له الدور الأبرز في تحقيق الأهلي لكأس الصداقة ثم كأس الأمير فيصل بن فهد أعطى انطباعاً أن حضوره سيمنح القلعة مزيداً من الألقاب والكؤوس. هجوم غير مبرر: قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد خسارة منتخبنا الوطني أمام نظيره الإيراني في طهران إعفاء سلوبدان سانتراش وإسناد المهمة لناصر الجوهر وتسلم المدرب الوطني والأخضر في جعبته نقطة واحدة فقط من تعادل ضعيف أمام البحرين في الرياض. وبدأ الجهاز الفني الوطني عمله وسط ظروف صعبه فأبرز النجوم غائبة لظروف الاصابة فضلاً عن هبوط أداء أكثر من لاعب وأمام هذه المصاعب المتعددة توقع المتابع الرياضي مواصلة الأخضر تقديم عروضه الضعيفة لكن ما حدث هو العكس تماما فمع تسلم الجوهر مهام التدريب تبدلت الروح المعنوية لدى اللاعبين وتغيرت الطريقة واللغة التي تجمع بين عناصر الفريق والجهاز الفني لتنطلق معها بوادر وتباشير الخير بعودة قوية لبطل آسيا الذي كانت تنتظره مواجهة قوية مع المنتخب العراقي وبالفعل حقق منتخبنا الفوز ونقاط المباراة الثلاث ليحصل بعدها على راحة لمدة أسبوعين كانت كافية لتصحيح الكثير من الأوضاع وأبرزها رفع معدل اللياقة الذي يعاني منه معظم اللاعبين واستفاد الجهاز الفني كثيراً منها وشاهدنا كيف كان أداء الأخضر في لقاء تايلند وخصوصاً في الشوط الثاني الذي قلب فيه نجوم الأخضر الخسارة إلى فوزكبير منحهم لقب الوصافة وب «7» نقاط بفارق نقطة عن المتصدر ايران وهو ما كان يبحث عنه المدرب الوطني ناصر الجوهر. وفي لقاء البحرين توقع الجميع أن يواصل المنتخب البحريني تجديد مواقفه معنا لكن نجوم الأخضر حققوا نصراً تاريخياً وب «4» أهداف هو الفوز الأول للكرة السعودية في المنامة. هذه النتيجة الكبيرة قفزت بالمنتخب السعودي لمركز الصدارة وجعلت الجميع يشيد بقدرات ناصر الجوهر التدريبية. وفي مباراة إيران التي انتهت بالتعادل تقدم منتخبنا مرتين ولم يستطع المحافظة على التقدم وبعد نهاية اللقاء تعرض الجهاز الفني واللاعبون إلى هجوم إعلامي ضخم وغير مبرر وعلى كافة المستويات وتناسى المهاجمون ان منتخبنا صاحب المرتبة الأولى وأن المنافسة ما تزال قائمة وأنه يجب المحافظة على الروح المعنوية التي يتمتع بها اللاعبون والجهاز الفني والإداري حتى يتمكن الأخضر من تحقيق الفوز في لقاءى العراق وتايلند على أمل تعثر المنتخب الإيراني وهذا شيء وارد في كرة القدم بل من المؤكد حدوثه فإيران ليس بذلك الفريق المخيف ويكفي أن نقول انه نجا من هزيمة كادت تلحق به من تايلند صاحب المرتبة الأخيرة. ان ما تعرض ويتعرض له الجهاز الفني لمنتخبنا وعدد من نجومه أمر لا يصب في مصلحة الكرة السعودية فكرة القدم فوز وخسارة فإذا لم توفق في مباراة فيجب عليك المحافظة على مكتسباتك الفنية والعناصرية أما الأسلوب المتبع حالياً فإنه أمر غير مقبول فعند الفوز نصف المدرب بالداهية واللاعبين بالعباقرة ومع أول خسارة تلحق بهم نطالب بطردهم وإبعادهم ومعاقبتهم والتحقيق معهم بل ان البعض نادى بشطبهم )ولا حول ولا قوة إلا بالله(. محطات ساخنة: * تخلى الهلال والنصر عن منح الفرصة للعناصر الصاعدة للمشاركة في كأس الأمير فيصل بن فهد فكانت الخسارة مزدوجة!! * لاعب الوحدة السابق خالد الجيزاني رفض قيد ابنه في كشوفات الوحدة ونصحه بالتوجه للأهلي. * أهدر محمد أمين دابو فرصة تسجيل الهدف الذهبي للأهلي وسدد برعونة إلى خارج مرمى حسن العتيبي إضاعة دابو للفرصة كادت تضيع مجهود «الفرئة». * هكتور نونيز يريد اللعب بطريقة «532»، هذا الأسلوب لا يناسب اللاعب النصراوي فقد سبق أن حاول تجريبه توني بتشنك وأخفق فيه!! * غداً لقاء التحدي بين الرائد والتعاون فهل يؤكد أبناء الرائد انتصارهم السابق أم ينجح التعاون في رد الدَّيْن!! * أدميسلون وخورخي دي لجادو وجودهما في هجوم الهلال والنصر يفسد الكثير من الهجمات ويعطلان سرعته فالأول بطيء والثاني لا يجيد التمركز داخل منطقة الجزاء. * لم أجد تفسيراً واحدا لبقاء حسين العلي في قائمة الاحتياط طوال المباراة الختامية وعندما قرر آرثر جورج اشراكه أدخله في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء!! * مدرسة محمد العبدالله الفيصل الإدارية رفضت الغاء عقد لوكا في العام الماضي رغم أن الأهلي خرج من كأس الدوري وكأس ولي العهد خاسراً من الهلال 4/ 0 ومن الاتحاد 4/2 بل تم تجديد عقده لإيمان أبو تركي بأهمية الاستقرار الفني وهو ما كان واضحاً على الأهلي في منافسات الموسم الحالي!! * مطالبة البعض بإلغاء عقد هوكتر نونيز أمر غير مقبول فمثل هذه المطالب السريعة تكون عواقبها غير محدودة فالاستقرار الفني أمر ضروري ثم ان الرجل لم يأخذ فرصته كاملة في العمل!! * اختيار اللاعب الأجنبي شهد تطوراً مثيراً ففي السابق كانت الأندية تعاني من سوء اختياره من الناحية الفنية لكن في الوقت الحاضر أصبحت الأندية تحضر اللاعب الأجنبي متواضع المستوى المصحوب بالأمراض الخطيرة والمعدية وما تواجد اللاعب التوجولي المتواجد مع الاتفاق والمصاب بالأيدز إلا أكبر دليل على ذلك!!