استشهد ستة فلسطينيين خلال عدوان إسرائيلي واسع النطاق صباح امس على قطاع غزة في اعقاب هجوم فدائي على مستعمرة يهودية نفذه مسلحان من حركة حماس. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية ان ستة فلسطينيين بينهم خمسة من افراد الامن الوطني استشهدوا جراء القصف المدفعي الإسرائيلي خلال عملية التوغل الاسرائيلية صباح امس التي قامت خلالها بقصف منازل المواطنين الفلسطينيين في منطقة جبل الطويل برام الله والبيرة بالرشاشات الثقيلة. وقالت صوت فلسطين ان عدة منازل في المنطقة تضررت جراء القصف الإسرائيلي فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة «حارس» بسلفيت وداهمت عددا من منازل المواطنين وعبثت بمحتوياتها واعتدت بالضرب على عدد من اصحابها. وذكر مصدر امني فلسطيني ان القوات الإسرائيلية بما في ذلك دبابات دمرت عشرة مراكز على الاقل للشرطة الفلسطينية اثناء توغلها في قطاع غزة الشمالي. وأشار إلى ان التوغل صاحبه اطلاق شرس للنيران وقذائف الدبابات رد عليه مسلحون فلسطينيون بإطلاق النيران. وأعطى الطبيب معاوية ابو حسنين مدير قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة تفاصيل عن الشهداء مشيرا إلى انهم: سيد سليم زيارة 33 عاما من مدينة غزة ويعمل في الامن الوطني اصيب بعيار من رشاش 500 مم في رأسه». وقال ابو حسنين ان «اربعة من الشهداء التابعين للامن الوطني ومدني استشهدوا اثر اصابتهم بشظايا القذائف المدفعية في القصف الإسرائيلي لأحد مواقع الامن الوطني الفلسطيني في بلدة بيت لاهيا واصيب ثلاثة آخرون بجروح احدهم حالته خطيرة». وقال الطبيب لفرانس برس ان القتلى من افراد الامن الوطني هم «ماهر خضير ونور الدين قويدر ومحمد ابو هاني، ووائل عواد وجميعهم في العشرينات».وأضاف ان المدني محمود الشرفا «22 عاما» قتل في القصف الذي استهدف الموقع الذي تم تدميره. وأضاف ان أحد الجرحى وهو من أفراد الامن الوطني ويدعى محمد عوض حالته خطيرة.وأصيب أربعة فلسطينيين آخرين في القصف الإسرائيلي. وجرت عملية التوغل إثر هجوم نفذه فلسطينيان وفق حصيلة جديدة للجيش الإسرائيلي، في مستوطنة عالية سيناي، حيث قتل عسكريان اسرائيليان وجرح 15 مستوطنا وجنديا اسرائيليا. وقال شهود عيان ان مسلحين اطلقوا النيران على مستوطنين وعلى جنود متمركزين في المستوطنة والقوا قنابل يدوية على منازل قبل ان تقتلهم قوات اسرائيلية.وتبنت كتائب عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحماس وقالت ان الغارة تهدف إلى «تأكيد ان دم الشعب الفلسطيني ليس هدفا مستباحا لكل شخص». ودانت القيادة الفلسطينية وأمر الرئيس ياسر عرفات باعتقال منفذيها. لكن إسرائيل حمَّلت القيادة الفلسطينية مسؤولية الهجوم، ودعت الحكومة الامنية الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي إلى استخدام جميع الوسائل المتوافرة لديه لتأمين سلامة الاسرائيليين.وقال البريجادير جنرال إسرائيل زيف قائد القوات المسلحة الإسرائيلية لراديو إسرائيل «توغلنا في منطقة فلسطينية صباح امس وسيطرنا على عدة مواقع فلسطينية». وأشار إلى ان القوات جرى نشرها في مناطق زراعية متاخمة للمستعمرات الشمالية في قطاع غزة لحمايتها من أي هجوم.وبعد الغارة على المستوطنة اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون مع مجلس وزرائه المصغر لمراجعة الموقف بعد أسبوع من خطة الهدنة التي عززها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريس في محادثات جرت بينهما في قطاع غزة يوم الاربعاء الماضي.ومنذ المحادثات استشهد أكثر من 20 فلسطينيا واسرائيليان وانفجرت سيارة ملغومة في القدسالمحتلة كما وقعت العديد من الهجمات باطلاق النيران. وأصدر مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر بيانا بعد انتهاء جلسته حمل فيه السلطة الفلسطينيةوعرفات مسؤولية منع ما أسماه الأنشطة الارهابية. وجاءت العملية الفدائية على ايلي سايناي بعد ساعات من ا تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش الذي قال ان اقامة دولة فلسطينية كان دوما جزءا من الرؤية الامريكية للشرق الاوسط. ويسعى بوش لتهدئة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لجذب الدول العربية والاسلامية إلى ائتلاف عالمي يسعى لتشكيله لمحاربة الارهاب بعد الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر/ايلول. وذكر مسؤولون اسرائيليون ان الوقت ما زال مبكرا لتكهن ما إذا كان عرفات وبيريس سيمضيان قدما في خططهما لعقد اجتماع آخر. وقالت السلطة الفلسطينية ان عرفات تعهد بمعاقبة المسؤولين عن الغارة على المستوطنة.