شيعت مدينة بريدة فجر يوم الجمعة الموافق للسادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة لهذا العام فضيلة الشيخ الزاهد الورع فهد بن عبدالمحسن بن عبيد إلى أول منازله في الآخرة كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم جعله الله روضة من رياض الجنة . وقد حضر الصلاة عليه خلق كثير سدوا منافذ الطرق المؤدية الى المقبرة وتزاحم الناس على حمل جنازته على أكتافهم وتعاقبوا على ذلك عملاً بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام في منظر مهيب أوحى لمشاهده بما أُثر عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه موعدكم يوم الجنائز ولعل ذلك من بشرى عمل الشيخ فهد يرحمه الله حيث أجمع الناس على محبته ووقع عليهم خبر وفاته وقعا كبيراً. باعتبار فقده خسارة لا تعوض ففضيلته يعتبر بحق من بقية السلف في هذا العصر هكذا نحسبه ولا نزكي على الله أحداً حيث أخذ على نفسه منذ حداثة سنه الاشتغال بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وقد جعل الله له قبولاً وذكراً حسنا ومهابة في قلوب عارفي فضله وكان يغشى مجالس دعوته كثير من محبي العلم والخير في المنطقة والشيخ من أسرة عريقة اشتهرت بحب العلم والعلماء وبرز منها علماء نجباء لهم تصانيف جيدة في علوم الشريعة من فقه وفرائض ووعظ وتاريخ نفع الله بها. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فضيلته وموتى المسلمين بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. وأن يجعل في عقبه الخلف المبارك و«إنا لله وإنا إليه راجعون».