بعض كتابنا هداهم الله يجهد نفسه بل يظلمها في تدبيج مقالات كلها مديح واطراء لأشخاص او جهات خدمية، فتراه يعطي احكاما جاهزة وصفات مثالية، وربما نسي الكاتب ان ما يحتله من حيز إعلامي هو جزء من صحيفته فالمديح لدرجة المبالغة واعطاء مقالة كاملة كلها اطراء مسهب بلا حدود مبدأ يصعب قبوله أو التصديق بصحته بل ان هذا يقلب الموازين ويكشف مكنون الكاتب ودوافعه وتذهب به التفسيرات مناحي عديدة جالبة معها الاحباط للكثيرين من أصحاب الحاجات. هذا النوع من الكتابات يظهر جليا في زوايا صحفية لكتاب كبار، ولأنهم أصحاب رأي يعتد به فان ما يصدر عنهم من قدح او مدح يكون بالغ الأهمية وله تأثيره على المستويين الرسمي والشعبي فالمديح الخارج عن المألوف يكرس الأخطاء ويهيل التراب على حقائق وقضايا ما كان لها ان تموت لولا هذه الكتابات وهذا الاطراء المبالغ فيه، ولا يجب ان تخضع المصداقية او شهرة الكاتب إلى توزيع شهادات البراءة هنا وهناك وبخاصة اذا كان الكلام يضفي صفة الشمولية ورفع الخطأ عن أعمال تلك الجهات تنظيما وانجازات وتعاملاً اذ لو كانت الاشادة بجزئية واحدة او عمل غير عادي تفردت به تلك الجهة لكان الامر أقرب للقبول اما تبرئة ساحة الجهة من كل السلبيات ونفي كل ما يثار عنها بل واظهاره بمظهر الكمال فهذا عين الخطأ مع ما يحمله من انعكاس يضر بالمصالح الآنية والمستقبلية لذوي العلاقة وللجهة ذاتها. ولذا ندعو الى القصد في كيل المديح والبعد عن احراج الاشخاص او الجهات بكلام لا ينسجم مع الواقع او انهم لا يحبذونه لكونهم يؤدون واجباً ولم يأتوا بأعمال خارقة أو غير عادية تستدعي الإشادة. والسلام عليكم.