إن سلوك الأفراد هو حصيلة تفاعل الشخصية مع البيئة، لذلك فإن هذا السلوك يكون نتيجة لصفات وراثية أو شخصية ومؤثرات اجتماعية ودينية وسياسية وحضارية، فالبيئة مع الوراثة والشخصية مجتمعة تلعب دورًا أساسيًّا في تحديد سلوك الفرد، كما أن سلوك الفرد يختلف من بيئة إلى أخرى، كذلك قد يختلف سلوك الفرد في بلد ما عن سلوك فرد آخر في بلد آخر، وذلك لاختلاف الأداة والتقاليد والفوارق الحضارية الأخرى التي قد تحدد أنماطًا معينة في السلوك للأفراد، وحتى الضوء والأصوات والروائح تؤثر على سلوك الأفراد، ومن العوامل التي تؤثر في شخصية الشاب: أولا: العوامل الوراثية: والواقع أن هناك مجموعة معقدة من الجينات تنتقل إلى الإنسان داخل رحم الأم، وهذه الصفات الوراثية لا تؤدي إلى تكوين السمات الجسدية فحسب (مثل لون العين, ملامح الوجه ...الخ(، ولكنها تؤدي كذلك إلى تشكيل السمات الأخلاقية وبالتالي تؤثر على الشخصية الإنسانية . وقد وجد أن بعض الأمراض الوراثية التي تنتقل من الأم إلى الجنين تؤثر في تكوين الشخصية، مثل أمراض المخ والأعصاب، والغدد الصماء وأمراض الدم والجهاز الهضمي. ثانياً: العوامل البيولوجية: والمقصود بهذه العوامل بعض الأمراض الجسدية التي تصيب الإنسان، ويمتد أثرها ليشمل المخ والأعصاب، ويؤثر بالتالي على شخصية الإنسان. ثالثاً: العوامل البيئية: تتمثل في أن تفاعل الإنسان مع البيئة يمكن أن يكون له أكبر الأثر على تكوين سمات شخصيته الأساسية وتكون هذه التفاعلات والخبرات إما عامة أو متميزة. رابعا: الخبرات العامة: وهذه الخبرات يشترك فيها الفرد مع كل الناس، وتشمل التعرض لنفس العوامل التي تواجه كل الأفراد في المجتمع العام: مثل التربية والدراسة والعمل والصداقات وقيم المجتمع العامة. خامسا: نوعية الأطعمة المتناولة في المجتمع: فللأطعمة وتناول أنواع الفواكه والخضروات تأثير على شخصية الأفراد وحتى على ذكائه، فعند الوصول إليها وتناولها بشكل معقول سوف يكون تأثيرها إيجابي، وعند عدم الوصول إليها يكون تأثيرها سلبي على الأفراد. سادسا: الخوف والفزع والرّعب من الموت: ويكون تأثيرهم سلبيًّا بسبب عظمة أهوالها وتأثيرها الكبير على حياة الأفراد، مثل الخوف من الموت والخوف من الآفات والكوارث الطبيعية ومن المصائب الكبيرة ومن الفقر ونحوها، وتأثيرها يكون على الأشخاص البعيدين عن العقيدة والإيمان المطلق بالله تعالى، ولأجل حل هذه المشكلة تحتاج إلى المعالجة الطبية من قبل أطباء الأمراض النفسية أو إلى التربية الروحية أو الدينية، لأن المؤمن لا يخاف لومة لائم.