سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وقوع الأنثى في مستنقع المخدرات.. له دوافعه وأسبابه متخصصون يتحدثون ل :الجزيرة
تدمن المرأة حين تسقط المبادئ وتنهار القيم ويتمزق ثوب الستر وتنداس الكرامة..
القحطاني: وقوع الأنثى بالمخدرات يكون في الغالب وراءه رجل في حياتها لاتريد أن تخسره
لماذا تقع الأنثى في مستنقع المخدرات، وما الذي يدفعها لذلك، ولماذا تذهب للجحيم بقدميها؟ السؤال والإجابة عليه في غاية الصعوبة لأنه يمس الأنثى.. إن وقوع الأنثى في المخدرات طامة كبرى لها ولذويها ولمن حولها، لأن الله تعالى خلق الأنثى وكرمها بالستر وميزها بالحشمة ووهبها العاطفة القوية الصادقة، فحين تقع تسقط المبادئ وتنهار كل القيم ويتمزق ثوب الستر وتنداس الكرامة وتموت العواطف وتصبح الأنثى شبحاً يهوى الظلام ويكره النور، والأنثى مندفعة بعاطفتها وهذه طبيعتها ومن هذا المدخل أردنا أن يكون انطلاقنا في هذا الموضوع لنستطلع أسباب وقوع الأنثى في مستنقع المخدرات والعوامل التي تساعدها على ذلك والآثار الاجتماعية المترتبة عليه والأمراض النفسية المصاحبة له وكيفية علاجه والوقاية منه ونستعرض جهود حكومتنا الرشيدة في مكافحة تلك الآفة القاتلة. حول هذا الموضوع تحدث الأستاذ سليمان القحطاني المرشد النفسي بعيادات ميدي كير التخصصية وأشار إلى أن الأنثى عادة تكون صادقة في عاطفتها وتعطي بلا حدود فهي تضحي بكل شيء حتى لاتخسر وهكذا تكون البداية، وأقول إن وقوع الأنثى في المخدرات يكون عادة وراءه رجل في حياتها إما زوج منحل أو شقيق فاسد أو رجل تربطه بها علاقة عاطفية فهي غير قادرة على فعل ذلك لوحدها، فهي تعطي ذلك الرجل العاطفة والوفاء وتحاول إرضاءه بكل الطرق حتى لاتخسره وهنا يكون الثمن غاليا فالتضحية بكل شيء ليست سهلة في سبيل الآخرين. فالأنثى كما ذكرت صادقة في عاطفتها وأنا أرى ان 90% من النساء اللاتي لهن علاقات عاطفية ليس لديهن التنوع في عواطفهن لذلك يعطين بكل صدق وبرغم أنها وسيلة خاطئة لكن تكون غايتها صادقة فهي ترضى بذلك الرجل مهما كانت عيوبه أو مساوئه بعكس الرجل رغبة منها في الاقتران به والزواج بعكس الرجل الذي يعطي الحب والحنان الكاذب للوصول إلى غاية معينة وحتى بعد وصوله لما يريد فهو يرغب في استمرارها معه في ممارسة الانحرافات الخاطئة مثل تعاطي المخدرات وغير ذلك من الانحرافات التي أصبحت تعرض بشكل لا يستطيع أحد ان يخفيه في القنوات الفضائية وتطبق معه كل الانحرافات في العلاقات العشقية فالأنثى أعطت في خداع واستمرت في خداع حتى وصلت مرحلة التنازل عن كل شيء حتى لاتفقد ذلك الرجل، أما عن كيفية دفع الزوج لزوجته وشريكة حياته إلى الانغماس في المخدرات والانزلاق للهاوية قال: قد يكون إنسانا مدمنا أهمل نفسه وأهمل زوجته وأهمل من تربطه بهم علاقة قربى من والدين وأبناء وأخوان وتقع الزوجة تحت ضغوط نفسية شديدة لكثرة المشاكل والتعرض للضرب والإهانات بشكل مستمر قد يدفعها ذلك للبحث عن الراحة إما في صديقة مقربة وإما في رجل تتوهم ان تجد فيه ما ليس في زوجها فيكون هذا الرجل ذئباً بشرياً عرف كيف يصطاد في الماء العكر ... ونحن هنا لانبرر ما تفعله الأنثى بل نبين الأسباب فتتوهم الأنثى في علاقتها غير السوية الصدق من الطرف الآخر الذي عادة مايكون أبعد عن ذلك فهو يعدها بالزواج (وهي كلمة حق يراد بها باطل) حتى يصل لما يريد فهو في ظل هذه الظروف لن يفكر بها زوجة له ولن يقبلها أبدا برغم ما فعلته له في ظل وجود قيود أسرية وخطورة ماتفعله في مجتمع محافظ كسرت قيوده وهدمت مبادئه في سبيل الاحتفاظ بذلك الرجل.. قد تصطدم بمشاكل خطيرة ولكنها تحلم بالزواج.. فبرغم كل ذلك فهو ينظر إليها نظرة الشك والريبة ولايثق بها أبدا ويتضح ذلك بكثرة تساؤلاته وشكوكه مما يدفعها للتنازل أكثر حتى لاتخسره كأن ترضى بمشاركته الجلوس في وجود شلة وتستخدم معه المخدرات وقد يصل الأمر إلى الابتزاز فتضطر لإحضار صديقة أخرى معها وهكذا تتسع دائرة الانحراف وقد يكون الابتزاز في شكل تهديد بصور أو برسائل خطية أو بأشرطة مسجلة وهذه أمور يتبعها شباب خلت قلوبهم من خوف الله وأصبحت فارغة من الإيمان نسوا ربهم واستسلموا للشيطان وأهوائهم مقابل ذلك وخوفا من الفضيحة تقع الأنثى في المحظور وتنجر أكثر إلى الهاوية السحيقة. الدور السلبي للأسرة * الدكتورة: عائشة القفاص اختصاصية الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بالرياض تحدثت عن دور الأسرة السلبي ودفعها لأبنائها لطرق الانحراف وبالتالي اللجوء لتعاطي المخدرات وان لم تقصد الأسرة ذلك فعلاً وإنما تأتي الأسباب من ظروف الأسرة غالباً.. قالت: في إطار المجتمع نسعى للكمال وننشد الاكتفاء وهذا يحتم على بعض الأسر خروج الأب والأم إلى العمل مما يعطي بعض الأولاد إحساسا بالإهمال وعدم اهتمام الوالدين ويكون ذلك مقابل وجود وقت فراغ كبير في حياة الأولاد وفي ظل عدم توجيه وإرشاد من الوالدين وعدم وجود حصانة دينية ذاتية لديهم فيجعلهم يمارسون بعض السلوكيات الخاطئة رغبة منهم في لفت نظر الوالدين وجذب انتباههم وقد يكون منها اللجوء إلى تعاطي المخدرات وأسباب وقوع الأنثى بها يشابه لحد ما الذكر، لكن قد تقع الأنثى على سبيل التجربة وحب الفضول وأيضاً مجاراة لصديقة عزيزة وأيضا لعدم قدرتها على تحمل الصدمات العاطفية والمشاكل الأسرية وذلك محاولة منها للهروب والنسيان. ويعتمد ذلك على عدة جوانب من أهمها سن المرأة وحالتها الاجتماعية والسن مهم جدا لأنه ربما يكون المدخل الأساسي للتأثير على المرأة والحالة الاجتماعية لها دور فعال في ذلك كأن تكون المرأة في وسط موبوء بتلك الآفة فمتى كان وسطها الاجتماعي جيداً ومستقراً تكون بإذن الله بعيدة عن الانحراف، وقد تقع كما ذكرت من باب التجربة للشيء وهذا يعتمد على نشأتها وتربيتها. ولاشك ان دور الأسرة مهم جداً في حياة كل فرد منا وقد تكون المشاكل سببا رئيسيا في دفع البعض إلى ارتكاب السلوكيات الخاطئة محاولة للهروب من المشاكل بغض النظر عن وسيلة الهرب ومدى صحتها أو خطأها. وقد تدفع الأنثى حياتها ثمنا لإرضاء طرف آخر لا تريد فقدانه. فالأنثى بطبيعتها عاطفية وخوفها من خسران شخص عزيز عليها قد يؤدي بها إلى ارتكاب سلوكيات منحرفة لإرضاء الطرف الآخر ولو كان ذلك على حساب نفسها ولعلها لا تدرك تلك الحقيقة إلا متأخرة جداً. ولاشك ان موضوع ارتباط المرض النفسي بتعاطي المخدرات موضوع شاسع ومتشعب ولذلك أقول ان المخدرات قد تؤدي للمرض النفسي وان المرض النفسي قد يكون مدخلا للمخدرات. وعن الاختلاف بين الرجل والمرأة من حيث الإدمان قالت: لاشك إن اختلاف تكوين المرأة الجسدي يختلف عن الرجل وقدرة تحملها تكون مختلفة تماماً لذلك يكون تأثير المخدرات مختلف في الاثنين والإدمان هو نوعين فهناك إدمان نفسي للمخدر مثل مادة الحشيش التي يكون فيها الإدمان النفسي أقوى من الإدمان الجسدي والانقطاع عنها لايكون بقدر الانقطاع عن مادة أخرى كالهيروين مثلا الذي يكون الإدمان فيه جسديا ويسبب آلاما شديدة متى ما انقطع عنه المتعاطي، والإدمان يتطلب علاجا دوائياً ونفسيا متكاملاً وذلك لمساعدة المدمن على تخطي الآلام الجسدية ومساعدته نفسيا للتوقف التام عن التعاطي ولايكون ذلك إلا بإرادة قوية وعزيمة صادقة، وعن أسباب تعاطي المرأة ركزت الدكتورة عائشة على جانب شخصية المرأة وأكدت على أهميته مشيرة إلى أنه أحياناً بعيدا عن متناول الباحثين في بحوثهم فالاضطرابات الشخصية مهمة في دفع الإنسان إلى ارتكاب السلوكيات المنحرفة فمثلا (الشخصية الحدية) وهي عادة تكثر بين النساء ومن سماتها عدم الاهتمام واللامبالاة وهذه الشخصية تعلم ان ما تفعله شيء خاطئ وغير مقبول وبرغم ذلك يكون لديها شيء عادي جداً، كذلك الشخصية (العدوانية) وتكثر تلك الشخصية بين الرجال ومن سماتها التمرد على كل ماهو متعارف عليه وتحمل في مضمونها العداء للمجتمع والخروج عن تقاليده وأعرافه وأنظمته وذلك بممارسة السلوكيات المنحرفة. وأود ان أضيف في النهاية ان الإدمان للمخدرات بين النساء في المملكة العربية السعودية لا يأخذ حجم المشكلة لأنه قليل جدا في الأوساط الأنثوية ولاشك ان للدور الهام والفعال الذي تقوم به حكومتنا الرشيدة في مكافحة تلك الآفة له الأثر الأكبر في الحد من تفاقم تلك المشكلة في بلادنا ونسأل الله العافية للكل. العلاج النفسي للمدمن ندرك مدى أهمية العلاج الطبي والنفسي لمن أصيبوا بداء المخدرات وذلك لمساعدتهم على التوقف والرجوع عن المضي في درب الهلاك، ولإلقاء الضوء على هذا الجانب المهم التقينا بالاستاذة/ منيرة محمد الذويب.. أخصائية أولى اجتماعية ونفسية في المستشفى العسكري بالرياض حيث أشارت إلى ان العلاج النفسي الاجتماعي يقوم على حل اضطرابات العلاقات الأسرية بشكل خاص مثل اضطرابات العلاقات الزوجية والاضطرابات السلوكية لدى الأطفال، وله دور تعليمي هام في حالات أسر المصابين بالفصام لأن ذلك يساعد في علاج المريض، إذاً هو علاج اجتماعي نفسي خاص بالأسرة، وقسم الطب النفسي بالمستشفى العسكري يقوم على عمل (فريق العلاج الاجتماعي النفسي) المكون من (طبيب، أخصائي نفسي، أخصائي اجتماعي نفسي، ممرض، أخصائي العلاج الوظيفي) ولعل هذا ما جعله من أفضل الوحدات العلاجية النفسية على مستوى المملكة وذلك لتقديمه العلاج النفسي متكاملاً بجميع أركانه إذ إن مدمن المخدرات شخص مريض يحتاج للعناية الطبية مقرونة بالعلاج النفسي ليتخطى مرحلة الإدمان والمشاكل الصحية الناتجة عن التعاطي فمدمن المخدرات يتعرض لمشاكل صحية نتيجة لتعود جسمه على نوع معين من العقاقير والمواد المخدرة وأرى ان المدمن حالة مرضية لابد لتدخل الطب لعلاجها جسديا ونفسيا أما الأنثى فالظروف التي تدفع بها للوقوع في المخدرات كثيرة ومتعددة اجتماعية واقتصادية وشخصية وغيرها. الانتكاسة بعد العلاج وأضافت إن العلاج الطبي والنفسي والقناعة الذاتية كلها تساعد المدمن على ترك المخدرات ولكن هناك أسباب قد تساعد المدمن على العودة إليها لعل من أهمها (السلسة الاجتماعية) الموجودة من حوله فلايكفي ان يتلقى المدمن العلاج فقط فمهم جداً بيئته التي يعود إليها من أقارب وأصحاب فإذا كانت هذه البيئة مصابة بداء المخدرات كانت سببا رئيسيا في عودته لها وأذكر هنا زوجة حضرت لطلب العلاج لزوجها الذي خضع له مقتنعا ولكن بعد انتهاء فترة علاجه وعودته لبيئته عاد لها مرة أخرى وذلك في ظل وجود أخوة يتعاطون المخدرات وخال يتعاطاها وأبناء خال يتعاطونها فالمخدرات من حوله في كل مكان ومع من يجلس معهم، لذلك أقول ان السلسلة الاجتماعية تعد سببا هاما ورئيسيا في عودة المدمن للمخدرات، ومن أهم الأسباب التي تساعد على عدم عودة المدمن هي تغير كل ما يمت بصلة للمخدرات حتى وإن كان ذلك طريق سيره ومع ان هذا التغير صعب جدا إلا أنه هام جدا أيضا لعدم العودة للمخدرات. وعن سوء استخدام العقاقير قالت: نعم يتعرض البعض منا للإصابة بأمراض نفسية تضطره لطلب العلاج مما يترتب عليه أخذ بعض العقاقير الطبية فكيف تكون تلك المواد بابا للإدمان/ والجواب يكمن في إن سوء استخدام العقاقير الطبية الخاصة بالأمراض النفسية يؤدي للتعود عليها ثم الإدمان عندما يكون ذلك خارج نطاق الإشراف الطبي وعادة ما يتعود عليها المريض الذي يسيئ استخدامها فلايعد يهمه بعد ذلك سوى توفرها في كل الأحوال وقد يصل به الأمر للحصول عليها من تجار المخدرات أو أماكن أخرى غير الطبيب. الحكم الشرعي قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون *إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون». يحرم الإسلام كل مايضر بالإنسان وخاصة ما يضره في دينه وعقله وعرضه وماله، وقد جاء تحريم الخمرة صريحا في الآية السابقة لما لها من تأثير مذهب للعقل الذي يرتكب فاقده في تلك الحالة كبائر نهى عنها الله سبحانه وتعالى من جرائم في حق نفسه وحق من حوله وانتهاك للأعراض وتعدي على حقوق الغير والانصراف عن ذكر الله وعبادته غير أضرارها الصحية على الإنسان، وقد حرمت الشريعة الإسلامية المخدرات لأن لها نفس مؤثرات الخمرة فهي كل مايخامر العقل ويحجبه، والمخدرات أشد مخامرة للعقل من الخمرة وقد أوجبت الشريعة الإسلامية المحافظة على العقل لأنه لو تعرض للآفة أصبح الإنسان عبئا على الجماعة لما يلحقه بها من أذى واعتداء على مصالحها فالعقل نعمة من رب العالمين ومن أفسد هذه النعمة بإزالتها برغبته استحق عليها العقاب. ومتعاطي المخدرات إنسان يلقي بنفسه إلى التهلكة بيديه وقد حرم الله قتل النفس بغير حق والمدمن يسير في طريق الموت بخطى بطيئة وكأنه ينتحر بملء رغبته، والمخدرات مهلكة للنسل لما تحمله في طياتها من أمراض خطيرة تؤثر على الذكر والأنثى على حد سواء، وهي مضيعة للمال في تبذيره على تلك الآفة ومدعاة لسلك الطرق غير الصحيحة للحصول على الأموال لتوفير المخدرات كالسرقة وارتكاب المحرمات للحصول عليه، ولعل أشد أضرار المخدرات يكمن في إبعاد المتعاطي عن عبادة الله تعالى فمن ذهب عقله صد عن القيام بواجباته الشرعية وبأمور عبادته فلا صلاة ولا زكاة ولا صوم ولا استغفار فهو صاد عن ذكر الله تعالى عاص عن الإسلام قال تعالى: «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى *قال ربي لما حشرتني وقد كنت بصيرا *قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى»، وقد حرم قليل المخدرات والمسكرات وكثيرها وكذلك مأكولها ومشروبها لا فرق بين نوع ونوع أو كمية. المخدرات.. والأمن.. وتأثيرها العام تعد المخدرات من أشد الحروب ضراوة فهي حرب منظمة يقوم بها أفراد جندوا أنفسهم لتدمير العقول وإفساد المجتمعات خاصة الإسلامية وذلك في محاولة لإضعاف الإسلام بواسطة إضعاف أبنائه وإنهاك قواهم العقلية ومتعاطي المخدرات يكون إنسانا ضعيفا هشا يتأثر بالضغوط الخارجية والتي تكون عادة ممن يروجون لتلك المواد ويعود الضعف إلى فقدان الوازع الديني الذي يكون بمثابة الرقيب والحسيب في كل التعاملات فمن فقد ذلك الجدار المنيع الذي يصد كل ماهو دخيل وغريب على دينه ومجتمعه فقد هان عليه كل شيء وقبل بكل شيء، وللمخدرات تأثير مباشر على الحياة الاجتماعية بتوتر العلاقات وتفكك الأسر وتشتت أفرادها مما يؤدي إلى نوع من عدم اللامبالاة والاهتمام والاحساس بالمسؤولية ويترتب على ذلك عدم السعي إلى تأمين ما تحتاجه الأسرة ويكون نتيجة لذلك قلة الأيدي العاملة وعدم الالتزام بالواجب الوظيفي وحتى لو كان الشخص المتعاطي للمخدرات عاملاً فهو يكون أقل إنتاجا نظرا للحالة التي يكون عليها من فتور وهوان في أعضاء جسمه مما يؤثر تأثيرا مباشرا على عمله وتكون النتيجة نقص اقتصادي نظرا لقلة الانتاج في كل مجال. ولعل الأثر المدمر الذي يفرزه تعاطي المخدرات وإدمانه.. هو الجريمة.. فتعاطي المخدرات يعد جريمة بحد ذاتها مخالفة للشريعة وللقوانين، فمتعاطي المخدرات يعلم أنه مخالف للقانون دائماً مما يدفعه للتعود على مخالفة القوانين أجمع، ولأن تعاطي المخدرات خاصة في من أدمنوها يتطلب توفير المبالغ المالية لتأمين احتياجاتهم والتي قد يتعذر عليهم توفيرها بطرق مشروعة مما يحدوا بهم إلى ارتكاب بعض الجرائم التي تساعد على توفير المادة مثل السرقة والرشوة والاعتداء على ممتلكات الغير وقد تصل في مراحل كثيرة إلى القتل وكثيراً ما تكون العصابات التي تقوم بترويج المخدرات تعمل في نشاط إجرامي آخر مما يدفعها لاستغلال متعاطي المخدرات ومدمنيها وضمهم إلى صفوفها لتنفيذ العمليات الإجرامية وعادة ما يكونون من الأفراد الخارجين من السجن لتورطهم في قضايا مخدرات ففقدوا الفرص الوظيفية وفقدوا معها المال اللازم لتوفير المخدرات فتسعى لتجنيدهم لكافة الأعمال المنافية للشريعة وللقيم الاجتماعية. وقد تطول الجريمة أناساً أبرياء ليس لهم ذنب في ذلك مثل عائلات بعض الأفراد الذين يمارسون الجرائم مع العصابات نتيجة لتصرف خاطئ منهم تحاسبهم عليه العصابة فتقوم بخطف وتهديد وقتل لأفراد عائلاتهم كوسيلة للضغط عليهم، ناهيك عما يرتكب من حوادث مرورية تزهق فيها أرواح بريئة وذلك نتيجة للسرعة أو لعدم القدرة على التحكم في سير السيارة أو عدم التركيز والانتباه خلال السواقة نظرا لما يرزح تحت وطئته المدمن من حالة من التوهان والتشتت الفكري الذي يصبح معه غير قادر على قياس الأمور. ولأن المخدرات تفقد الفرد إدراكه فقد يرتكب جريمة في حق أسرته نتيجة لتصوراته الخاطئة لحالة الهلوسة التي قد تصاحب استخدام بعض المواد كأن يعتقد أنهم يريدون قتله أو ما شابه ذلك فيبادر هو بالخطوة الأولى ويرتكب جريمته ظنا منه أنه يدافع عن نفسه ضد خطر قادم. ولأن مروجي المخدرات ومهربيها يعتبرون رجال الأمن والشرطة العدو اللدود لهم فهم دائماً يكونون في وضع استنفار ضد رجال الأمن وخاصة عند تنفيذ عمليات التهريب فهم يستعدون بالأسلحة خشية اصطدامهم مع رجال الأمن عند قيامهم بواجبهم الأمني وكم من رجل أمن استشهد وهو يؤدي واجبه الديني والوطني ضد تلك الشرذمة الخارجة عن القانون. وعلى ذلك فإن تأثير المخدرات يعتبر شاملا لجوانب كثيرة: فهي تؤثر دينيا فيبتعد الفرد عن ربه ويرتكب المعاصي دون خوف ولاورع. وتؤثر اجتماعيا بتفكك الروابط وقتل الشعور الإنساني في متعاطيها. وتؤثر اقتصاديا في قلة الانتاج أو عدمه لعدم قدرة المتعاطي على العطاء الجسماني. وتؤثر نفسيا لوقوع المتعاطي تحت وطأة مشاعر متضاربة ومتداخلة مما تجعله عرضة للأمراض النفسية والتي قد تقوده للانتحار. وتؤثر صحيا نتيجة لضعف الجسم في مقاومة الأمراض وتعرضه لاكتساب أمراض معدية وخطرة. والكلام أعلاه لأحد الباحثين في مجال تحليله للآثار الناجمة عن التعاطي.