دفن احمد شاه مسعود قائد المعارضة الافغانيةالذي كان يعرف «بأسد بانجشير» في قريته امس الاحد وسط مشاعر حزن ومطالب بالثأر. واعلنت رسميا وفاة مسعود قائد التحالف الشمالي العقبة الرئيسية أمام حركة طالبان الأفغانية الحاكمة يوم السبت متأثرا بجروحه التي اصيب بها في محاولة اغتيال تعرض لها في التاسع من سبتمبر/ايلول. وبحلول الساعة السابعة صباحا تجمعت حشود في قرية جانجالاك في قلب وادي بانجشير معقل جيش مسعود.ولصقت صورة مسعود على كل سيارة تقريبا وكتب عليها «مسعود البطل انت مصدر فخر كل افغاني.. وفاتك حطمت قلوبنا.. سنسير على دربك». وفي الوقت الذي بدأت فيه الحشود تتوافد ظهر أمامهم احمد ابن مسعود البالغ من العمر13 عاما وبدا عليه الهدوء والوقار. وقال في الوقت الذي بكى فيه الرجال حوله «أريد ان اسير على نفس طريق والدي واسعى لاستقلال بلادي».والقى برهان الدين رباني الزعيم الرسمي للتحالف الشمالي باللوم في مقتل مسعود على طالبان. وقال «طالبان تقع تحت سيطرة اسامة بن لادن.. سيباد هؤلاء الناس بمشيئة الله». ووصل جثمان مسعود على متن طائرة هليكوبتر ووضع على عربة مدفع في الوقت الذي تدافع فيه المشيعون للاقتراب من بطلهم. وسار الآلاف وراء الجثمان في المكان الذي شهد قتال مسعود ضد الغزاة السوفيت ثم ضد طالبان لأكثر من 20 عاما.ونادى صوت عبر مكبر للصوت «الموت لطالبان والموت لأسامة.. سنحارب من أجل الحرية حتى النهاية». وتوفي مسعود في مستشفى في افغانستان متأثرا بجراحه التي اصيب بها في هجوم انتحاري بقنبلة عندما تنكر رجلان في شكل صحفيين عربيين لاغتياله، وكان مسعود يبلغ من العمر 48 عاما، ولم يتضح مصيره حتى اعلنت وفاته رسميا يوم السبت. وكان مسعود العقبة العسكرية الرئيسية أمام سيطرة طالبان على افغانستان بالكامل، ومنذ محاولة الاغتيال شددت طالبان فيما يبدو من هجماتها ضد زملاء مسعود. ومن جانب آخر تجمع نحو 300 شخص بينهم رئيسة البرلمان الاوروبي نيقول فونتينيوم السبت في باريس تكريما لذكرى القائد احمد شاه مسعود زعيم المعارضة المسلحة لنظام حركة طالبان الحاكمة في كابول والذي تأكدت وفاته. وشارك في التجمع عدد من رجال السياسة الفرنسيين ومنهم رئيسة منظمة لحماية البيئة «جينراسيون ايكولوجي» بريس لالوند وريشار كازيناف، نائب من التجمع من اجل الجمهورية ورئيس المجموعة البرلمانية المكلفة شؤون أفغانستان. وبعد ان ربط المشاركون بشكل مباشر بين الاعتداء على القائد مسعود والاعتداء على مركز التجارة العالمي في نيويورك، طلبوا من الديموقراطيات الغربية وبينها فرنسا، ان تساعد المقاومة الافغانية التي تحمل السلاح ضد حركة طالبان. وقالت شقيبة هاشمي رئيسة جمعية «أفغانستان حرة» «ان الارهابيين انفسهم هم الذين اعتدوا على القائد مسعود ونفذوا الاعتداء ضد الولاياتالمتحدة».