قد تكون أشباه قصص.. وقد تكون قصصا من أغوار البوح!! قد تصل الى الرواية.. وقد تنتهي عند أول حرف بها!! وربما تكون غباراً نفضه كتكوت من ريشه الأبيض..!! (1) طفل صغير.. يفترش قارعة الطريق.. تاهت به الدروب، وأخذته دوامة الحياة!! وصل به الهذيان.. حد التخمة.. حد الغثيان!! أخذ الناي.. يغني.. وأمام عينيه.. إناء نحاس صغير أكل الدهر عليه وشرب!! مع خيوط الصباح الأولى.. استعار خيطاً واحداً وأعلى كرنفال مرح لأروع لحن!! لحن تراقصت عليه الطيور مختالة بعنفوان ريشها!! مرّبه رجل هرم.. غطت مرارة الحياة ملامح الحياة على ملامحه وكادت تنزعها من رأسه!! لم يكن يملك ذلك الرجل سوى قطعة معدنية واحدة رمى بها في ذاك الاناء.. وعانق رنينها نغمات ذاك الناي!! وبذلك اشترى ذاك الرجل لحظة فرح.. ورمى بها خلفه وذهب.. واستمر الطفل يغني.. «خذ الناي (وغني) من ألمي بسرور.. وأرقص مع طيري لأنسى عمري المكسور..!! (2) بمشيئة الله تعالى التقيا في درب من دروب الحياة.. المؤدي الى أعلى قمة..!! كان لكل منهما هدف.. لكل منهما غاية.. وكان هناك توقع اتحاد الغايات.. الأمنيات.. ربما كان ذلك وسيلة من احدهما ليصل على اكتاف الآخر.. مشيا.. سوياً.. ساندا بعضهما.. على طرف الحياة.. وهلا وسها!! بنيا قصوراً من رمل وسافرا عبر اجنحة الحس كثيراً.. وعندما وصل الاول الى مبتغاه.. ترك رفيقه وحيداً في برد الليل.. ووحشة الطريق وكأنه لم يساعده ليكون..!! فما كان إلا كما قال «بدر بن عبدالمحسن»: «تركتني لبرد الطريق.. وأنا على بابك.. أتذكر أنك قلت لي.. بالله وش جابك.. ودعتني قبل السلام.. وهذا ترى كل الكلام.. اللي حصل بيني وبينك.. تخيل..» *فعلاً تخيل.. بعد كل شيء فإن أحدهما.. بعد أن.. وصلت لما تريد على أكتافي.. تتسلل خلسة في الليل.. وتذهب.. بعد ان تألمت أكتافي.. من صعودك عليها!! ورغم ذلك.. «تركتني.. لبرد الطريق» (3) تلك الشرفة.. كانت كثيراً ماتحتضن تلك الجورية الحمراء.. كانت كثيراً ماتبوح لها وتمسح من على وجنتها قطرات الندى..!! كانت ومازالت تحكي لها حكايا العمر الباسم.. حكايات قبل الميلاد الذات الحزين. تلك الذات التي قالت ذات يوم.. «قبل الميلاد.. دغدغة مشاعر.. بان الشفق.. واحمرت خدود السماء... احمراراً فاق الوصف والخيال.. فأعلنت الأماني عن موعد الرحيل.. ؟؟ وتعانقت قلوب المحبين مودعة الأيام السرمدية.. دون لقاء الوداع.. فتصافحت الأناس الحنانة.. واحتضنت صرخات الآه.. والألم لتربت على شغاف قلوب عشاق الحب.. فتنثر عبير الأريج.. على دروب حياة المحبين.. فنحب ونعشق.. ويبقى للألم في حياتنا مسيرة»(1) أرأيت رغم الألم الذي يحتوينا.. رغم خرائط الحزن التي تسكننا.. ورغم جروح الزمن بقلوبنا إلا أن للفرح موقعاً بداخلنا يقتل ذاك السواد.. ومهرجانات سعادة بمن نحب حولنا.. تنسينا عناء الحياة.. وإرهاقاتها!! هذا ماسمعته الجورية في ليلة شرفها القمر.. وبدأت كرنفال بهاء وسعادة.. تحتضن به المدى..!! فليتنا نعي..!! ليتنا نعي أن بمن نحب.. أن بالتفاؤل.. أن بكل الصدق.. نحيا كما نريد!! (4) كل الشكر والعرفان (1) الأخت الكريمة منيرة الداود: أشكر لك أختي العزيزة على كل حرف كتبته.. وأتمنى أن أرتقي وأصل له، كلانا يلهث خلف الحرف والكلمة.. ويتعلم ابجدياتها..، ثقي يامنيرة أني على أتم الاستعداد لمساعدتك في كتاباتك فقط ابعثي لي .. وستأخذ مكانها بإذن الله. (2) الأخ الكريم عبدالله يحيى حسين: جميل أن يكون هناك من أبناء الوطن المبتكرون والمبدعون، وكما ذكرت في رسالتك أنك تملك اختراعات لك.. وتطلب مساعدتي.. أنا أقول لك اني سأحيل رسالتك إلى أحد المحررين في الجريدة وسيتولى هو موضوعك.. فقط ثق بهم شاكرة لك يا أخي الكريم. email:[email protected]