حملت تلك الصغيرة.. بقايا الحياة بداخلها.. وعلى كفها الصغير قلب جريح.. بجرح ثمل!! جرح.. مثخن بالجراح!! وكفها الآخر.. يحمل زهرة قطن بيضاء!! كمساحات الوفاء بداخلها )2( قارب عتيق.. ممزق الأشرعة!! أبحرت به نحو عالم مجهول الم.. خيل لها.. جميلاً.. هادئاً!! فكان مكتظاً بالضوضاء!! أبحرت في ذاك القارب.. في يوم كصيف بيروت!! لم تكن تعلم ماذا يخبئ لها القدر.. ليس رجماً ذلك في الغيب.. إنما دلالة على شفاف روحها النقية.. صفاء ملامحها البلورية.. مُزقت شهادة ميلادها ورميت في ملامحها!! )3( عصف بها ذاك البحر.. وهاجت بها تلك الأمواج لينقلب صيف بيروت إلى ليلة سوداء موحشة.. لا يسكنها سوى أشباح الغربة.. دموع الألم!! ووشم الحزن في قلبها!! )4( نزفت أكثر.. من جرح ثمل الألم. الآه.. لم تبال.. أو بالأصدق.. حاولت ألا تبالي!! كتمت في ذاتها بكاء تلك الطفلة الصغيرة.. وهرولت سريعاً بقلبها إلى تلك الخزانة.. لتخبئه بعيداً!! فلم يتبق به مكان لوشم حزن جديد.. ولا لألم جديد..!! )5( أقسمت أن تنفي قلبها.. هناك.. حيث المنفى!! وتمنع عنه اللجوء العاطفي!! لا لشيء..!! سوى.. أن تعيش ولو مرة واحدة بشراسة!! رغم أن الهدوء.. السلام.. هي حياتها!! )6( فها هي الآن مهاجرة.. تجمع حقيبة آرائها.. وحبر جروحها تجمع شتات جنونها.. وتبعثر أفكارها.. لتهاجر خلف الغمام!! حيث الصمت والسكون.. حيث قلم ذاتها.. وتخلو بكينونتها.. تهاجر حيث أعماق الروح.. لتبحث عن بقايا أمل.. تساعدها على أن تدخل مدن السعادة!! وتجوب شوارع الطموح.. لتدفعها إلى زحام الدروب.. وعند التعب.. تستريح على أرصفة الصوت الصامت.. )7( قبل كل ذلك.. كتبت آخر ورقة في مذكرات الزمن الماضي.. كتبتها.. بكل شموخ.. فبعد أن حمل أمتعته ورحل وغاب خلف الأفق.. لم يبق منه سوى أطياف خياله.. سرعان ما قطع تلك المسافة تاركاً وراءه قلباً مجروح.. إحساس صامت.. ذكرى مشروخة!! بكل شموخ كتبت.. آخر ورقة في مذكرات الزمن الماضي!! )8( فها هي الحياة تعزف سيمفونيتها الشهيرة.. على أطلال حلم بريء سيولد من جديد في كل القلوب الصادقة.. التي ستنهي سيمفونية الحياة..!! سيولد حلم جديد.. لتكون هناك دعوة إلى الحياة.. تقرؤنها الأسبوع القادم. )9( كل الشكر: * الأستاذ الكريم خالد عبدالعزيز الرويس.. أشكر لك رسالتك التي بها من البوح ما يثلج الصدر، وأشكر لك أكثر إذ جعلت من ما يبث قلمي صورة فنية ومجسماً منحوتاً يمثل بأصدق تمثيل والتي فعلاً أتمنى أن أصل لها.. شكراً لك. * الأخ خالد المطيري - صيدلي: أشكر لك يا أخي رسالتك، والعظمة لله، وما أنا سوى إنسانة بسيطة وأقل ومن البساطة. أشكرك يا أخي الكريم. * الأخ فارس الشمري شكراً: * الأخت العزيزة البندري المنيف: أشكر لك عزيزتي احتفاظك بي في الذاكرة وأشكرك على ملامح الوفاء التي تحتفظين بها ظلي على تواصل.. email: [email protected]