ظاهرة الكتابة على الجدران كغيرها من الظواهر والسلوكيات التي يمارسها الكثير من أبنائنا والتي في الواقع لها ما يبررها، فهي لا تصدر منهم دون أن يكون لها أسباب تسوغ حدوثها، وهذه الأسباب لا توجه لشخص بعينه أو مؤسسة بذاتها وإنما المسؤولية مشتركة فمن أهم هذه الأسباب: 1 أسباب تتعلق بالاسرة: احيانا سوء التوافق الاسري واضطراب علاقة الطالب بوالديه (أحدهما أو كليهما) وأساليب التنشئة والتربية غير السليمة التي تسلكها الأسرة احيانا مع أبنائها من تسلط أو تمييز في المعاملة بين الإخوة أو خلافات بين الوالدين، مما يؤدي بالابن إلى كبت مشاعره ومن ثم تفريقها في اماكن اخرى ربما تكون الجدران (جدران المدارس أو المساجد او المرافق العامة) أحد تلك الاماكن. 2 أسباب تتعلق بالمدرسة ونظامها سواء بالنسبة لمعاملة الادارة او بعض المعلمين للطالب حينما تكون تلك المعاملة مشوبة بالقسوة او اللاتربوية مما يؤثر وينعكس على سلوكه عندما يكون بعيدا عن رقابة المدرسة، وقد يؤدي إلى تمرده على نظام المدرسة تعبيرا عن كرهه وعدم رضاه عن ذلك النظام الصارم في المعاملة ومن ثم يؤدي به الأمر الى القيام بسلوكيات مضادة للمدرسة خاصة والمجتمع عامة ومنها الكتابة على الجدران. كما ان بعض تلك السلوكيات يرجع الى وجود طاقة كامنة ومهارات ومواهب لدى بعض الطلاب يمتلكونها ولا يجدون من يكيف تلك المهارات والمواهب ويوجهها التوجيه الأسلم لصالح الطالب نفسه أو حتى لصالح المدرسة مما يجعل الطالب يعبر عنها بطريقة خاطئة. 3 أسباب تتعلق بالبيئة: الوسط الذي يعيش فيه الابن وما يسوده من انحرافات يتأثر بها وتنعكس على سلوكه، مع قلة وعي كثير من أبنائنا بخطأ مثل تلك السلوكيات وآثارها التربوية والاخلاقية السيئة، بالاضافة الى ضعف المتابعة الاسرية وما ينشأ عنه من ظهور بعض التصرفات والسلوكيات لدى الابناء ومن بينها الكتابة على الجدران. علاج الظاهرة: ولعلاج مثل تلك الظاهرة وغيرها لابد من: 1 بحث ودراسة ظروف الطالب الأسرية والاجتماعية، من قبل المدرسة ممثلة بالمرشد الطلابي وذلك من خلال سجله الشامل وما يدلي به هو ايضا من معلومات عن هذه الظروف المحيطة به والتي أدت به الى هذا الوضع من خلافات بين الوالدين أو معاملة قاسية لابنهم من خلال عدة جلسات ارشادية ومحاولة اشراك ولي الامر في حل مشكلته كأن يبتعد مثلا عن القسوة في معاملة ابنه وعدم الاكثار من اللوم والعتاب له، والابتعاد عن التفرقة في معاملة ابنائه. بالاضافة الى متابعته وعدم اهماله فكل هذه الظروف لها دور في انتشار مثل هذا السلوك. 2 نشر الوعي في المجتمع بخطورة مثل تلك الظاهرة وضررها على المجتمعات وأنها مؤشر ودليل على تأخرها وانحطاطها وعدم تحضرها وأنها ليست من النظافة (التي يحضنا عليها ديننا الحنيف) وانها تدل على ضعف عقلية من يمارسها او يقوم بها، وذلك عن طريق المدرسة او الاسرة او المسجد او وسائل الاعلام بأنواها. وحث اولياء الامور من خلال تلك المؤسسات على متابعة الابناء وعدم اغفالهم ونتائج اهمال هؤلاء الابناء وآثاره سواء على الطالب نفسه أو الأسرة أو المدرسة او المجتمع عامة. 3 أحيانا تغيير المدرسة من أسلوب تعاملها مع الابناء وعدم استخدام العقاب الرادع في كل حالة سواء من جانب الادارة أو المعلمين يهيئ الجو التربوي المناسب للطالب ويجعله أكثر ارتياحا لنظام المدرسة والجو الدراسي عموما مما يجعله يتقبل توجيهات وارشادات المدرسة. كما ان توفير فرص الترويح ومزاولة الهوايات والانشطة بأنواعها يتيح للطالب مجالا لتفريغ طاقاته ومهاراته فمثلا من يمارس الكتابة على الجدران يستفاد من موهبته في الخط بتوجيهه للنشاط للاستفادة من قدراته فيفيد نفسه ومدرسته. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة