لم يمض على افتتاح منشآت تعليمية جديدة في النعيرية سوى عدة أشهر، حتى تعرضت جدرانها للكتابات المشوهة، في مشهد وسلوك غير حضاري يمارسه بعض الأطفال ومن تجاوزت أعمارهم إلى سن المراهقة. فيما طالب مختصون وتربويون بضرورة إيجاد حلول مناسبة؛ للحد من هذه الظاهرة ومعالجتها بشتى الوسائل، إلى جانب أهمية تركيب كاميرات مراقبة على هذه المنشآت؛ لرصد العابثين وفرض عقوبات مناسبة بحقهم وإلزامهم بإصلاح ما يتم تشويهه أو إتلافه. وفي هذا السياق، يشير عضو الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن) د. سرور عواض المطيري إلى أن ظاهرة الكتابة على الجدران تعتبر سلوكا تعبيريا يصدر عن إنسان يعاني اضطرابات وعقدا نفسية، مؤكدا أن ذلك يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمرافق العامة والخاصة والمجتمع، مبينا أن معظم من يقوم بالكتابة على الجدران هم طلاب تمتد مرحلتهم العمرية من بداية الطفولة إلى نهاية مرحلة المراهقة. وأضاف عضو الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية: من أسباب ظاهرة الكتابة على الجدران عدم التنشئة الأسرية الصحيحة للأبناء، وابتعاد المدرسة عن دورها التربوي والانفعالات المرتبطة بالبيئة المحيطة بالمراهق، وكذلك عدم وجود مراكز صيفية يقضي الشباب فيها أوقات فراغهم بما ينفعهم وينمي مهاراتهم. وبين د. المطيري أن علاج ظاهرة الكتابة على الجدران يتمثل في تثقيف الأسرة من خلال المدرسة والإعلام، ومساهمة مؤسسات المجتمع المدني في الحد من هذه الظاهرة، وذلك بوضع لوحات دعائية إرشادية تحث على المحافظة على المرافق العامة والخاصة. منحدر سلوكي وأوضح المحلل الاجتماعي والأستاذ المساعد بالكلية الجامعية بالنعيرية د. حمادة مصطفى، أن مشكلة الكتابة على جدران المرافق تعتبر من المشاكل السلوكية، التي تعد انحرافا عن السلوك السوي، لافتا إلى أن هذه الظاهرة تفشت لدرجة كبيرة؛ مما أدى إلى تشويه الكثير من المرافق العامة، وأصبحت تمثل منحدرا سلوكيا سيئا، وقال: هؤلاء المراهقون يعبرون من خلال تلك الكتابات عما يدور في دواخلهم؛ لعدم قدرتهم على الإعلان عن ذلك بشكل علني، وقد يكون انتقادا لبعض الأشخاص أو غير ذلك. واعتبر أن الحلول المناسبة لهذه الظاهرة تكمن في التوعية عن طريق المدارس أو تعليق لافتات توضح أهمية المحافظة على السلوك القويم وعدم تشويه الممتلكات الخاصة والعامة. كما يتوجب فرض أنظمة صارمة للحد منها وإيجاد عقوبة تتراوح بين التوقيف والغرامة. كما أنه من الحلول المناسبة أيضا تركيب كاميرات لمراقبة المرافق ورصد من يقومون بتلك المخالفات ومعاقبتهم.