حثت منظمة هيومان رايتس ووتش «رقابة حقوق الانسان» أمس المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية على عدم تجاهل مأساة ما لا يقل عن 250 مليون شخص يعتبرون منبوذين ويعاملون كالعبيد في مجتمعات عدة في مختلف أنحاء العالم، و في تقرير بعنوان «التمييز بين الطوائف الاجتماعية: مشكلة عالمية» تم توزيعه في ديربان لفتت منظمة حقوق الانسان الدولية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها الانظار بوجه خاص إلى مأساة أبناء طائفة الداليت في جنوب آسيا والتي تضم حوالي 160 مليون شخص، ويعتبر أبناء الطائفة الذين يعرفون أيضا باسم «من لا يجب لمسهم» من النجسين غير الطاهرين، وينظر إليهم باعتبارهم أدنى مستوى في المجتمع في ظل نظام طائفي تحدده الانساب والمراكز في دول مثل الهند، وبنجلاديش، وسريلانكا وباكستان، وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يدعو المنتدى غير الحكومي الذي يعقد حاليا في ديربان قبيل المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية إلى إلغاء نظام الطوائف الاجتماعية، فقد تم استبعاد هذه القضية من جدول أعمال المؤتمر الرئيسي المقرر أن يبدأ اليوم الجمعة، وكانت هيومان رايتس ووتش قد اتهمت حكومة الهند في وقت سابق بممارسة «نفوذ سياسي واقتصادي على الدول الاخرى للضغط عليها للقبول بشراكة في الصمت» حول تلك الآفة الاجتماعية، وأشار تقرير المنظمة إلى أن نظام الطوائف في جميع أنحاء العالم يفرض عقبات هائلة أمام الحصول على كامل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية، وذكر التقرير أن تقسيمات الطوائف تسود أيضا في مجالات الاسكان والزواج والاختلاط الاجتماعي وأنه يتم فرض تلك الحواجز من خلال التهديدات بالنبذ الاجتماعي والمقاطعة الاقتصادية وحتى العنف البدني، وتعترض الهند بشدة على إثارة قضية الداليت في المؤتمر على اعتبار أن ذلك «شأن داخلي» ولكن 200 ناشط على الاقل من الحملة القومية لحقوق الانسان في الهند توجهوا إلى ديربان لعرض قضيتهم في أكبر تجمع دولي حتى الآن يقوم ببحث قضايا العنصرية والتمييز العنصري وبغض الاجانب والنماذج المماثلة لاضطهاد الآخرين بسبب غياب روح التسامح، وزعم النشطاء الهنود أن الحكومة متواطئة في الهجمات ضد أبناء طائفة الداليتز ويذكر أن حكومة الهند مكونة من أعضاء طائفة من الصفوة الاجتماعية تقف على الطرف الاعلى للسلم الذي يقبع الداليت عند درجاته السفلى، وقالت روث مونورما، وهي أحد أعضاء المنتدى وناشطة من الداليت، أمام منتدى المنظمات غير الحكومية «إن الامر يتمثل في قيام مجموعة بممارسة السلطة على المجموعة الاخرى، إن نظام الطوائف جعلنا نعتقد أننا في مرتبة أدنى، لقد جئنا إلى هنا لنطالب بحق معاملتنا كبشر»، وقد حظيت المناقشات التي دارت حول هذه القضية باهتمام واسع النطاق بين عدد كبير من مواطني جنوب أفريقيا من ذوي الأصول الهندية الذين يعيشون في هذه المدينة الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد،