نعلم جميعاً بأن الكثير من الإجراءات الحكومية تتسم بالتعقيد والروتين الممل الذي يؤثر تأثيراً سلبياً أحياناً على الإنتاجية.. أي المحصلة النهائية لعمل الجهاز الحكومي.. وربما يكون لهذا الروتين أسباب ومبررات تحتم بقاءه على هذه الصورة وتأتي في مقدمة هذه الأسباب الضبط وإحكام تطبيق النظام منعاً للتجاوزات المقصودة وغير المقصودة. كلنا نعاني ذلك ونتمنى أن تخف حدة الروتين في الكثير من الأجهزة وألا يكون لوجودها أثر سلبي يؤدي بنا إلى التراجع خطوات إلى الخلف! إلا أنه يوجد بيننا شخصيات ذات تركيبة غريبة ولافتة للانتباه!! فإذا كانت الإجراءات الحكومية تتسم بالروتين والتعقيد فهم أكثر تعقيداً وانغلاقاً على أنفسهم وهم أكثر خوفاً من تحمل المسؤولية في كافة الأمور صغيرها وكبيرها.. تتحول الشؤون الصغيرة بين أيديهم والتي لابد من إنجازها بشكل سريع دون تردد.. تتحول مثل هذه الشؤون إلى قضية شائكة ومعقدة، يقفون أمامها حائرين وقد جندوا كل حواسهم المجردة وغير المجردة في سبيل تفنيد هذا الأمر وفي سبيل دراسته ووضعه تحت المجهر وتحليل عناصره عنصراً عنصراً وذرة ذرة إلى أقل ما يمكن تمهيداً للتعامل معها والنتيجة مزيد من إضاعة الوقت وتراجع الإنتاج وهيمنة الكسل والتراخي والتواكل! وإليكم هذه الحكاية. .طلب أحد الإداريين من أحد الأطباء أن يدلي بحديث لإحدى وسائل الإعلام للإجابة عن بعض الأسئلة المهمة بهدف توعية المواطنين.. توقف طويلاً.. كمن اصابه الهلع، مفيداً بأنه لن يفعل شيئاً ولن ينبس ببنت شفة حتى يتسلم توجيهاً خطياً رسمياً من رئيسه في العمل.. وذلك أمر يثير الدهشة، فالمعروف أن مهنة الطب تحتم على حاملها عدم حجب أي معلومات مهمة يُسأل عنها ولو كان في قارعة الطريق.. بمعنى أن الأمر ليس بهذه الخطورة فثمة فرق شاسع بين أن تدلي بمعلومات حربية أو عسكرية مهمة في وقت يكون فيه الوطن في مواجهة مع العدو وبين أن تدلي بحديث صحي يساهم في منع بعض الممارسات الخاطئة التي قد تؤثر سلباً على صحة المواطنين أو تصيبهم بالمرض! Email:[email protected] ص. ب 61905 الرياض/ الرمز البريدي 11575