أدت ذات الأسباب التي اجبرت اسرائيل على الانسحاب سريعاً من جنين أول أمس الى احجامها عن اقتحام بيت جالا وبيت لحم.. وتتمثل تلك الأسباب في المقاومة الفلسطينية الشرسة الى جانب استعداد العشرات من الاستشهاديين الذين تمنطقوا بأحزمة المتفجرات لمواجهة الدبابات الاسرائيلية. واعترفت وزارة الحرب الاسرائيلية أمس ان اسرائيل تراجعت في اللحظة الأخيرة أول أمس عن القيام بعملية توغل عسكرية واسعة في منطقة بيت جالا بيت لحم الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني. غير أن الجيش الاسرائيلي رفض اعطاء أسباب لهذا الاحجام عن الاقتحام إلا تجربة الاقتحام التي خاضها جيش الاحتلال أول أمس حيث وجد مقاومة شرسة واستشهادية مستعدين لمواجهة الدبابات يبدو انها كانت الأسباب الرئيسية لعودة اسرائيل عن قرارها بالاقتحام خصوصا بعد تكشف أنباء عن استعدادات كبيرة وسط الاستشهاديين للتصدي لأي هجوم اسرائيلي. كما جاء هذا التراجع الاسرائيلي، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، بعد ان انتقد البيت الأبيض الأمريكي الغارة التي شنتها اسرائيل ليل الاثنين الثلاثاء على مدينة جنين ودعا الاسرائيليين والفلسطينيين الى اتخاذ تدابير فورية الى وقف العنف. الى ذلك استمرت الاعتداءات الاسرائيلية في مختلف الأنحاء، وقال مسؤولون فلسطينيون ان قناصاً اسرائيلياً قتل بالرصاص ناشطاً من حركة فتح خارج منزله بمدينة الخليل بالضفة الغربية أمس وان عماد أبو سنينة (27 عاما) أصيب بعشر رصاصات في الرأس والصدر والبطن والساقين. وقالت مصادر أمن اسرائيلية ان أبو سنينة قتل في اطار سياسة تعقب النشطين الفلسطينيين وقتلهم. وأضافت انه مطلوب في اسرائيل لتنظيمه هجمات بالرصاص على مناطق المستوطنين اليهود في الخليل. وقتل أبو سنينة في الجزء الذي تسيطر عليه اسرائيل من مدينة الخليل التي تم تسليم معظمها للسلطة الفلسطينية عام 1997م بموجب اتفاقات السلام الموقعةة. وفي تطور آخر حركت القوات الاسرائيلية عدداً من الدبابات خارج مواقعها العسكرية ومستوطناتها المقامة في رفح بالقرب من الحدود المصرية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية ان شهود عيان أفادوا ان خمس دبابات اسرائيلية خرجت من الموقع العسكري «دارني» فيما تمركزت ما يزيد على أربع دبابات اخرى في محيط مستوطنة موراغ بالقرب من منطقة أم القريص. وقالت نقلاً عن الشهود ان تحركات اسرائيلية مشبوهة تجري في هذه الأثناء على الشريط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية.ومن جانب آخر شدد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع على ان السلطة الوطنية الفلسطينية لن تبدأ اجراء أي مفاوضات مع اسرائيل قبل انسحاب الأخيرة من بيت الشرق وابو ديس والعيزرية. وأوضح قريع ان الجانب الفلسطيني لم يبلغ رسمياً حتى اللحظة بأية مقترحات اسرائيلية جديدة رغم تلقي بعض الاشارات حول ما وصف بانتصار دعاة التفاوض في الحكومة الاسرائيلية على دعاة التطرف والتصعيد. انتقد قريع الموقف الأمريكي من التصعيد الاسرائيلي الأخير في المنطقة ولاسيما في بيت الشرق وجنين وما يحمله من تراخٍ تجاه تجاوزات القوات الاسرائيلية.