إن التحركات المتميزة المخططة لرجل المهام الصعبة صاحب السموالملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي تعتبر ذات اهمية بالغة خاصة في الآونة الراهنة. فيدرك سموه ببصيرة وحذق وبراعة القائد الكرازمي مغزى ما يدور ويجري على الصعيد القومي من التوترات الحادة التي تشهدها المنطقة العربية برمتها، وها هو يسعى بقوة علاقاته الشخصية وبحنكته التي يعرفها عنه كل من القاصي والداني لإرساء قواعد الاستقرار الامني المتوازن في المنطقة على ان يشمل كلاً من الامن السياسي والامن الاقتصادي والامن الاجتماعي والسبيل الى ذلك هو ما يختطه في دعم علاقات التعاون من اجل الذات القومية، ومن أجل الكيان العربي في ظل التحديات العالمية، وذلك عن طريق دعم المبادئ الراسخة في الوجدان العالمي عن الاستراتيجية العربية، وهذا ما حدا به عن اعتداد بالكرامة العربية الى الاعتذار عن زيارة الولاياتالمتحدةالامريكية اخيرا، متذرعا في ذلك انها غير قادرة على تلجيم التعنت الاسرائيلي، وصلف قيادتها العدوانية، واستمرارية تماديها في التهديد بالعدوان على امن المنطقة وعلى استقرارها، وعلى كيان وممتلكات وحياة سكانها، والعبث بمقدرات اهلها. وعلى ذلك نقول: ان سعي ولي العهد السعودي دؤوب نحو تحقيق الازدهار الكامل في ربوع بلادنا الغالية اولا، ولكل جموع المنطقة العربية برمتها ثانيا، وهو يستخدم ازاء ذلك فن الابداع في التخطيط التنموي، وعبقرية التعامل في الدبلوماسية السياسية التي تهتم بفتح ابواب الامل في التوصل الى حلول للمشكلات دون اللجوء للتصلب، او التعنت او الصلف او الكبرياء، فكلها سمات مقيتة لا يرتضيها ولا يحبذها بل يقف مجاهدا في تقويض صروحها وكشف اصحابها. وكم كان سموه حصيفاً في الدعوة لاختيار ما يلائم ظروفنا ويدعم الحفاظ على تراثنا التاريخي العريق الذي لا ينكره علينا من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الا كل خوان اثيم. ويعلن ولي العهد السعودي ان المدخل الرئيسي لضبط الموازنة بين الممكن والمقام على صعيد القضية العربية هو الحل العادل للمشكلة الفلسطينية، هذا هو موجز لرؤية ولي عهد السعودي في عبارة ذات قيمة سياسية، ولا يغيب عن بالنا قيد انملة، ان هناك اتجاهات وتوجهات تنتهج العقلانية في الحوار سبيلا من أجل بلوغ الغايات مما يضفي مزيدا من المصداقية على مردود جولاته وزياراته ومقابلاته وتعهداته التي بفضلها نجحت السعودية في استمالة واستقطاب جزء ضخم من بلاد العالم تحشد قدراتها وامكاناتها السياسية معنا من اجل تجاوز المشكلة ولامكانية التوصل لإيجاد حل عادل ومناسب لها الذي لن يتأتى الا بالضغط على قوى العدوان وحلفائها الذين يقفون وراءها ويعضدون موقفها بمعدلات ومستويات غير مسبوقة، وعلى الرغم من هذا الاعتلال العقلي والوهن النفسي لديهم الا اننا نعتقد في قرارة انفسنا ان المعادلة ليست صعبة او مستحيلة او حتى بعيدة المنال في حالة ما تأكد نمو القوة الذاتية العربية في شحذ القدرة على المواجهة الحاسمة، وذلك عن طريق تكتيك سياسي يستهدف «ميديا» الاعلام الموجه والمفتوح على كل بلاد العالم لنشر ما يوضح اساليب القمع والقهر والوحشية ومخططات التصفيات الجسدية لقوى النضال الفلسطيني، وزيادة مساحة المعاناة بهدف النيل بل تحطيم الارادة القوية لدى قوى الحق المعتدى عليها، وتحويطها بما يثير القلق ويبعث على التوتر من قبل قوى التعصب الصهيوني المغرور الذي دأب بالاستعانة بجيش من الخبراء المأجورين وكتائب من المخادعين الزائفين تكدس همها في بث وترويج الاكاذيب والخرافات. ويتوجب علينا إذن تنفيذ توصيات مؤتمر القمة العربية بشأن ما اقترحه ولي العهد السعودي من دعم للانتفاضة الفلسطينية، وازاء ذلك كانت السعودية سباقة كعهدها دائما وفي مستوى ما اقترحته وفية في تقديم حصتها فيما اتفق عليه نحو الدعم والمعاونة والمساعدة للانتفاضة والشعب الفلسطيني لتحقيق الصمود والمقاومة. وثالث هذه الامور هو العمل على تجسيد العلاقة الشرعية فيما بين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني امام اية محاولات للنيل منها او إضعافها او تقويض دورها بقصد محاولة انكسارها، وبهدف التخلص من قيادات النضال الفلسطيني وإلغاء سلاح المقاومة في منتصف الطريق والتخلي عن اداء ذلك الدور النضالي. والحقيقة ان لكل فعل رد فعل، فعدم تنفيذ اسرائيل لقرارات الاممالمتحدة وقرارات الاجتماعات والقمم التي عقدت وما سبق الاتفاق عليه سواء في اتفاق مبادئ تينت او حتى نتائج سعي «كولن باول» فان التردي في الموقف سيكون وشيكا لا محالة. فإن لذنا بالتعقل فليس امامنا الا القول ان الالتزام مؤداه عبور المشكلة، ووضع الاسس والركائز التي من شأنها ان يحل السلام، الذي نتطلع اليه هو السلام العادل، الذي يقضي على كل الهموم، ويزيح كل القضايا، ويحقق الاهداف العربية، ويعمل على تطوير وتفعيل امكان النهوض ببلدان المنطقة عامة، وفي ذلك ايضا ضمان لممارسة الثقة بين جميع الاطراف بشكل واقعي وعادل.