ثمن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتقديمها الدعم السخي الذي ساهم في صمود أبناء فلسطين في دفاعهم عن قضيتهم، مبيّناً أنّ مبادرة السلام العربية والتي أطلقتها المملكة العربية السعودي باتت أهم المرجعيات بعد اعتمادها بمجلس الأمن، وشكلت ركيزة أساسية في الموقف العربي من الاحتلال الإسرائيلي. وقال في حديث خاص ل»الرياض»: «لن يكون هناك سلام ولا أمن في المنطقة دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية»، وفيما يلي نص الحوار: نقل السفارة الأميركية * شهدت تطورات غير مسبوقة تمثلت في قرار الإدارة الأميركية نقل سفارة واشنطن للقدس المحتلة، في خطوة اعتبرت تراجعاً في اتجاه الحل المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967م.. كيف يرى فخامتكم سبل الخروج من هذا الإطار باتجاه الحل العادل والشامل؟ * قرارات الإدارة الأميركية هي قرارات أحادية الجانب وغير شرعية وليس لها أثر في القانون الدولي، وباستثناء دولة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية، فجميع دول العالم لا زالت تلتزم برؤية حل الدولتين على حدود العام 1967 وفق مرجعيات الشرعية الدولية. وبالرغم من تقويض دولة الاحتلال الإسرائيلي لحل الدولتين ونقض جميع الاتفاقيات الموقعة معها وعملها الممنهج لتغيير طابع وهوية القدس وسرقتها للأرض والموارد الفلسطينية، والتي كان آخرها سرقة أموال الضرائب الفلسطينية، وبالرغم من كل ذلك فإننا سنبقى في أرضنا ونصمد ونواصل بناء مؤسساتنا والنهوض باقتصادنا ولن نقبل بالقرارات الأميركية، وسنواجه الممارسات العدوانية الإسرائيلية. وحول العملية السياسية، فإننا سنواصل تمسكنا بالسلام هدفاً لتحقيق طموحات شعبنا في الحرية والاستقلال، وندعو لعقد مؤتمر دولي للسلام وتشكيل آلية متعددة الأطراف لرعاية المفاوضات، لأننا لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً بعد الآن. أوضاع معقدة * كيف يرى فخامتكم الموقف العربي من القضية الفلسطينية في ظل الأوضاع الإقليمية الراهنة؟ * نشيد بوقوف أمتنا العربية إلى جانب شعبنا في مراحل نضاله كافة، ونحن على ثقة بأن أمتنا العربية ستواصل دعم قضيتنا. وقد تكون الأوضاع الإقليمية معقدة ولكن الشعوب والدول العربية برهنت على دعمها المادي والمعنوي وفِي المحافل الدولية مع قضية شعبنا. المملكة وقضية فلسطين * دائماً ما كانت المملكة مسانداً رئيسياً وداعماً دائما للقضية والشعب الفلسطينية تمثل ذلك في إطلاقها (المبادرة العربية للسلام)، هل ترون أن تلك المبادرة لا زالت قابلة للتنفيذ رغم التعنت الإسرائيلي المستمر؟ - لقد وقفت المملكة العربية السعودية على الدوام إلى جانب الحق الفلسطيني ودعمت نضال شعبنا وقدمت دون توقف دعماً سخياً ساهم في صمود شعبنا الفلسطيني على أرضه ومكننا من بناء مؤسساتنا، وفِي كل زيارة لي للمملكة العربية السعودية وعندما التقي مع أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، فإننا نشعر بدفء العلاقات الأخوية الحريصة على مواصلة الدعم الثابت والراسخ لقضيتنا وشعبنا. وإن مبادرة السلام العربية التي أصبحت إحدى المرجعيات الأساس باعتبارها معتمدة من مجلس الأمن، لا زالت من أهم ركائز الموقف العربي لحل هذا الصراع وصولاً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدسالشرقية. وأن تخلى دولة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية عن هذه المبادرة والهروب نحو حلول تعمق الاحتلال لن يعطي شرعية للقرارات والخطط الأميركية، وإننا نرى انه لن يكون هناك سلام ولا أمن في المنطقة دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. إسرائيل والسلام * من الواضح أن إسرائيل غير راغبة في سلام حقيقي يؤدي إلى حل شامل وعادل، ما دور المجتمع الدولي الذي لا يمارس دوراً فاعلاً في اتجاه إيجاد طريق للسلام؟ * للأسف الشديد فإن الممارسات العدوانية الإسرائيلية تجاه القدس وسرقة الأرض والموارد ما كان لها أن تستمر لولا تشجيع الإدارة الأميركية لها، يأتي ذلك في الوقت الذي تعارض فيه جميع دول العالم القرارات الأميركية والقرصنة الإسرائيلية وقد اعترف بدولة فلسطين 139 دولة حول العالم ونحن الآن نطالب بباقي دول العالم أن تقوم بذلك، وهناك تجاوب كبير لدعم القضية الفلسطينية سياسياً ومادياً وفي المحافل الدولية من أجل نصرة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتحقيق طموحاته في الحرية والاستقلال، والآن ندعو لعقد مؤتمر دولي للسلام وتشكيل آلية دولية متعددة، إذ لا يمكن الاعتماد على الإدارة الأميركية وحدها، سنواصل الصمود على أرضنا وسنواصل البناء والنضال إلى أن ينتهي الاحتلال ونحقق أهدافنا الوطنية.