كيف يتشكل الوعي؟! باللغة؟! أم بالتفكير؟! أم بالتعليم؟! أم بالثقافة؟! وما هي مقومات الوعي؟! بل ما هي المعطيات الحقيقية التي تُوجد الوعي؟! إننا نتفق جميعاً بأن الوعي كامن في الإنسان وهو مجمل للعمليات العقلية ويتأثر بالنشاط الإنساني، بل إن اللغة ترتبط به وتشكل التفكير وتُوجد نوعاً من العلاقات ذات التوازن النفسي والاجتماعي وبالتالي فإن الوعي مقدار من التلقي الذي يفرض علينا التساؤل التالي: من أين يكتسب الإنسان وعيه؟ من الأسرة أم المجتمع أم كليهما وأيهما أقوى أثراً في رفع مستوى الوعي التعليم أم الثقافة؟! وهل مقدار الثقافة من خلال التعليم كافٍ لإيجاد المواطن الواعي؟! أم أن هناك مسؤوليات كبرى وأخرى تحتم علينا إثراءالخبرات وتنمية القدرات لإيجاد الوعي!! لقد أردت من هذه المقدمة الوقوف معاً في ميدان الواقع الحالي من خلال سلوكيات بعض المواطنين والمقيمين أيضاً في المنتزهات العامة وعدم اهتمامهم بالمهملات ورميها في أماكن متفرقة إلى الحد الذي يشعرك بالقذارة في نتيجة نشاطهم غير الإنساني ذلك لفقدانهم الإحساس بمسؤولية نظافة المكان والاعتبارات الوطنية الصحية وأثرها على الجميع. وحينها تساءلت عن الوعي رغم ما نسمعه في الإعلام ونقرأه ورغم ما نرى من أنشطة مدرسية للحفاظ على النظافة إلا أن هناك شيئاً مفقوداً نتعجب منه ونتقزز من أثره ألا وهو عدم الوعي بأهمية نظافة البيئة وحمايتها مما تخلفه بعد يوم حافل بالمتعة والنشاط والتغير والتجديد!! فماذا لو أُعدت حاوية المهملات أو أكياس البلاستيك للمهملات مع مختلف الأشياء الضرورية التي تحمل مع المتطلبات الأخرى؟ ماذا لو عوّد كل أب وكل أم أطفالهم على الاهتمام بجمع المهملات ورميها في الحاوية أو كيس البلاستيك وربط احساسهم بنظافة المنزل كنظافة المكان الذي يجلسون فيه حتى لو كان جزءاً من الشارع، يكفي أن يكون جزءاً من الوطن، فالمنزل وطن وكل جزء خارجه وطن يكمله ويحتويه وعلينا جميعاً إيجاد الوعي بأهمية الحفاظ عليه واستنكار هذا على من يفتقد إليه باعطائه كيس بلاستيك أو حاوية مهملات ليعي أهمية وجودها في الأماكن العامة!!