أجمع مختصون في مجال حماية البيئة على وجود عدة طرق لتنظيم رفع النفايات بالشوارع والطرقات والمتنزهات وعلاج "التشوه البصرى" والتوعية المجتمعية ، وتكثيف نشر الحاويات ، وأهمية تفعيل دور الرقابة على شركات النظافة المسئولة بشكل يومي ، مؤكدين على ضرورة استغلال النفايات من خلال إعادة تدويرها كمشروع اقتصادي . "البلاد" استطلعت أراء عدد من المهتمين بحماية البيئة ،وشرحوا وجهة نظرهم حول كيفية القضاء على ظاهرة النفايات التي تؤرق سكان بعض الأحياء ، وتهدر مجهودات الدولة وما تنفقه في معالجة التشوه البصرى الناتج عن هذه الظاهرة. في البداية يقول أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية بقسم الكيمياء والناشط البيئي ، الدكتور فهد تركستاني ، أن من الأمور المهمة في القضاء على انتشار ظاهرة النفايات داخل المدن أو خارجها أو في المنتزهات هو توعية المواطن والمقيم فعلى الرغم من وجود حاويات لهذا الغرض ، لكن وللأسف بعض المواطنين والمقيمين يقومون بإلقاء القمامة خارجها. ويضيف أن هناك بعض الأحياء تشكو من قلة تواجد الحاويات وخاصة تلك البعيدة عن الشوارع الرئيسية العامة، فهناك منازل تبعد عن الحاوية ما يقارب من المائتي متر ، بالإضافة إلى وجود الأراضي الفضاء التي تكون داخل الحي ، ويستغلها البعض كمرمى للنفايات في حال عدم وجود حاوية بالقرب من السكان المجاورين لتلك الأرض. ولفت الدكتور فهد تركستاني إلى أن تأخر جمع النفايات داخل الحي من قبل الشركة المشغلة مع البلدية والمكلفة بجمع النفايات في المحافظة قد تترك تلك الحاويات لمدة يومين أو ثلاثة أيام في الوقت الذي يفترض أن يتم جمعها يومياً، حتى لا تتسبب في تكاثر الذباب وغيرها من الحشرات، وقد تسبب تلك النفايات المتراكمة إلى أمراض بسبب تخمرها لاحتوائها على أطعمة ومشروبات مما ينتج عنها مكروبات وفطريات. ونبه الدكتور تركستاني إلى خلو بعض المتنزهات من حاويات النفايات ، مما يترك اثرا سلبيا على البيئة والنظافة العامة ، لاسيما تزايد مع كثرة أعداد المتنزهين في الإجازات الأسبوعية والصيفية وأيام الربيع وبعد هطول الأمطار واخضرار كثير من الأراضي المجاورة للمدن ، فيضطر المتنزهون لإلقاء النفايات بالشوارع وذلك سلوك غير حضاري يترتب عليه تشوه بصرى . وعن إمكانية إنشاء جمعيات معنية بحماية البيئة ونظافتها في الأحياء ، أكد أنه من الصعب إيجاد مثل هذه الجمعيات لكن تحتاج الجمعيات التي داخل المدن إلى تنشيط فعلي وإبراز دورها الحيوي. التوعية وشبكات التواصل من جهته يرى الدكتور خالد العنزي الإعلامي المهتم بشؤون البيئة أن الحل الأمثل للقضاء على ظاهرة إلقاء النفايات بالقرب من المدن السكنية هو إعادة تدويرها وتجميعها في مكان معين بعد تصنيفها، موضحاً أنه أولا وقبل كل شيء يجب التوعية بكيفية تصنيف النفايات المنزلية لأن دول الخليج العربي تعتبر من الدول عالية الإنتاج والنمط الاستهلاكي في حين لا تهتم بفرز النفايات ولا تصنيفها ولا يتم التخلص منها بطريقة علمية مثلما تفعل الدول الأوروبية المتطورة. ويضيف الدكتور العنزي أن المملكة تتمتع بإمكانيات مالية هائلة تمكنها من التخلص من النفايات بشكل علمي صحيح ، بدلاً من حرقها أو دفنها في الأراضي، مطالباً بضرورة إنشاء مصانع متطورة للتعامل مع النفايات مثل دولة النرويج التي تستقدم نفايات من الخارج لان لديها مصانع وطاقات عالية جداً وتستثمرها في إنتاج الطاقة الكهربائية وغيرها ، مؤكدا أهمية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا في التوعية بفرز وتدوير النفايات بالإضافة إلى وضع اللافتات في الشوارع التي تسهم في المحافظة من منطلق إسلامي بإماطة الأذى عن الطريق والنظافة من الإيمان وغيرها. وبالنسبة لإنشاء جمعيات متخصصة في حماية البيئة ، يجب أن يكون من أهم أدوارها هو إيصال رسالة توعية بأن البيئة مهمة والنظافة كذلك وان نتعاون من خلال هذه الجمعيات للعمل على المحافظة على البيئة وان نؤكد لأبنائنا أننا مقبلون على فترة مهمة جداً من التطوير الحضاري والمحافظة على بيئتنا وان تكون نظيفة وجميلة. اقتراح حول نفس القضية يقول الأستاذ عادل محمد عبده مدير عام مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية سابقا ومهتم بالشأن العام: في الماضي لم يكن توجد أنظمة بشأن النفايات والمخلفات ، وكنا نعاني من انتشار مخلفات البناء في الشوارع حتى صدر تنظيم في هذا الشأن يغرم من يفعل ذلك ، فاختفت هذه الظاهرة بين الأحياء السكنية مما يدل على انه إذا وجد التنظيم والتطبيق الصادق تنتهي المشكلة ". ويضيف أما نفايات المنازل فيجب إيجاد تنظيم أكبر ، وأقصد أن تكون هناك صناديق قمامة متوفرة أمام كل منزل كبديل عن الحاويات الكبيرة والتي تخدم أكثر من منزل، ومن هنا يتسنى لعامل النظافة أن يقوم بتفريغها في الوقت المحدد حتى لو بمقابل مادى بسيط يسلمه صاحب كل منزل إلى الشركة المنفذة مقابل إزالتها. كذلك ضرورة تنظيم التخلص من أثاث المنزل بتوفير أرقام لشركات يتم الاتصال عليها ، بحيث من يريد التخلص من أثاث قديم على سبيل المثال ، يتصل بها لتقوم بدورها في الحصول على الأثاث من المنزل مباشرة بدلا من رميها بجوار الحاويات. وعن كيفية القضاء على النفايات بمناطق المتنزهات ، يرى أن الحل هو وضع حاويات على مسافات متقاربة حتى لا يضطر المتنزهين إلى إلقائها والتخلص منها بشكل غير حضاري ، مضيفاً أنه يفضل أن يشترى المتنزهين احتياجاتهم مغلفة بأوراق وليس بأكياس بلاستيك لكون الورق أسهل من حيث التحلل ، ولا يشكل خطرا على البيئة. بينما أكياس البلاستيك ينقلها الهواء من مكان إلى آخر وتقوم بتشويه المنظر العام بالإضافة إلى خطورتها على الحيوانات والبيئة ، كما يجب مراقبة المتنزهين في البراري ومحاسبة من يقوم بترك النفايات وألا يكون هناك أي تهاون. ويتفق الأستاذ عادل محمد عبده ، مع فكرة إنشاء جمعيات بالأحياء، كخطوة إيجابية في مكافحة النفايات بحيث أن كل حي يرشح أفرادا مخولين بهذا الأمر من خلال الإبلاغ عن أي تجمع للنفايات تزعج أهالي الحى أو عدم وجود حاويات كافية ، كما يكون لهم دور في التنسيق والمتابعة مع الشركة المتعاقدة من الأمانة لرفع المخلفات ، ولعب دور رئيسي في توعية المواطنين بأهمية عدم القاء المخلفات أو النفايات . ويضيف محدثنا فكرة أخرى وهي ضرورة التوسع في تركيب كاميرات المراقبة في بعض الأحياء والمواقع البرية المجاورة للمدن وهذا يساعد على متابعة نظافة الموقع ويساعد أيضا على مساعدة معرفة من يقوم بالتخريب ورمي النفايات. من جانبه ، قال المواطن مشعل المالكي ان الحل يتطلب من الجهات المسؤولة عدم التأخر في جمع النفايات أولا وتغيير مواقيت جمعها ثانيا والتخلص منها في مكاب نفايات تناسبها ثالثا. وأضاف المالكي ان النفايات في البراري تتسبب في نفوق كثير من الحيوانات السائبة وخاصة الإبل بحكم انها تعيش في العراء فهي تقوم بالتهام المواد البلاستيكية وخاصة الأكياس وبالتالي تتجمع في أحشائها مما يسبب لها التسمم ثم الوفاة ، كما انها تشوه الطرق بعد التصاقها بالسياج الحديدي أو الأشجار المحيطة.