العدد الجديد من المجلة الفصلية «التوباد» جاء محملاً بالعديد من الاسهامات الثقافية، والمشاركات الأدبية والابداعية.. ليأتي العدد مذكراً بشخصيتين غابتا عن الساحة الثقافية وظل عطاؤهما متواصلا.. فالأمير الراحل فيصل بن فهد يرحمه الله في ذكرى رحيله الثانية والشيخ حمد الجاسر في فراغ غيابه لتتواصل الرؤية والفكرة عن هذين العلمين اللذين غابا.. فجاءت مساهمات الأدباء من المغرب وتونس والقاهرة ودمشق في هذا العدد الجديد. وفي حقل الدراسات قدم الأستاذ محمد بن أحمد الشدي رؤية ايضاحية فاحصة حول كتاب «لسراة الليل هتف الصباح» الذي ألفه الشيخ عبدالعزيز التويجري وهو كتاب توثيقي عن الملك عبدالعزيز. وجاء الحديث عن أدب العقاد من خلال التوباد موضحاً لحقيقة المكان )أسوان( في أدب العقاد والذي يحيله الباحث إبراهيم خليل إبراهيم إلى نزعة تميز سيطرت على معطيات أدبه ومؤلفاته في الأدب. وعن الأدب والأدباء جاءت دراسة تقترب من هيئة المقالة يناقش فيها كاتبها حسن عباس اشكالية الصورة الفنية لدى الأديب والذي يصوغ منها رؤيته الكتابية ويبني عليها مشروعه الثقافي. وتميل هذه الدراسات في العدد الجديد من التوباد إلى الرؤية الانطباعية المباشرة لجملة من الرؤى إلا أن الارتكاز على المنهج الاستقصائي غائب لتصبح هذه المشاركات رؤية انطباعية قد تفي بالغرض وتعرف القارئ بحجم هذه الطروحات الثقافية. وفي مجال النقد جاءت في هذا العدد عدة دراسات كان أولها حول ديوان «رجل يشبهني» للشاعر محمد الحرز أعدها الناقد فريد الضيف والذي استهل دراسته بالحديث عن تجليات المكان الجمالية في المشهد الشعري الذي اختطه الحرز في جل قصائد الديوان. واحتوى العدد على بعض القصائد الشعرية لكل من أسامة الملا، سعود اليوسف، أشجان هندي، د. محمد العكاري، حمد حميد الرشيدي، أحمد شحاته، حسنة القرني، عبدالله سعيد الصفار، طلعت سقيرق، وآخرين. وفي مجال السرد جاءت القصص القصيرة لكل من د. محمد الشويعر، فاطمة الرومي، ناصر الجاسم، حسن الشيخ، عبدالحفيظ الشمري، محمد فؤاد، ومحمد علي وهبة. وعن التقاليد والعادات وردت في هذا العدد دراسات حول طرق التعليم القديمة للاستاذ محمد القويعي، وعن القهوة العربية، والاستشراق وأثره في المجتمع في الجزيرة العربية، واستطلاع تاريخي يحكي سيرة المسلمين والعرب في الأندلس. وفي هذا العدد جاء المسرح قوياً من خلال دراسة بعنوان «التجريبية المسرحية وأزمتها في المسرح العربي» أعدها عبدالرحمن حمادي وتحدث فيها باسهاب عن قضية المسرح العربي والتي مازالت تثير تساؤلات كثيرة حول جدواها، وجدوى الاستمرار بها في ظل ما يراه الناقد من أزمات يعيشها بوصفه فناً إنسانياً واعياً لا يحتمل المجاملة أو التبسيط. واستعرض معد الدراسة أبرز معوقات العمل المسرحي التجريبي الذي أصبح تعريباً جديداً للفكر الالقائي المقبول.. واستحوذت هذه الدراسة حول المسرح على صفحات عدة من هذا العدد كما دعمت بالعديد من الصور لأعمال مسرحية خليجية وعربية قدمت في العديد من المهرجانات المسرحية في العالم العربي. ولم يغفل العدد متابعاته الثقافية والأدبية إذ استعرض العديد من المؤلفات التي صدرت حديثاً لكتابنا في الداخل، والخارج إضافة إلى باقة أخرى من الاصدارات العالمية، ويغلب على هذه العروض الموجزة تحيزها إلى جانب الابداع القصصي والشعري والذي نطالعه واضحا في هذا العدد. وختم التوباد أوراقه بمقالة لمدير التحرير الأستاذ عبدالله محمد الموسى الذي ألمح ومن خلال «سفح التوباد» إلى أزمة الكتاب العربي وظاهرة كثرة المعارض السنوية للكتاب في عالمنا العربي، وهو حديث حول انحراف هذه المعارض عن مسارها وأهدافها المعرفية. أشرف على هذا العدد تحريرياً الدكتور عبدالله المعيقل وأخرجه فنياً ناصر الموسى.