نستعرض في هذا المقام كتابا بعنوان (اخطاؤنا في افراحنا) لمؤلفه فضيلة الشيخ احمد بن عبدالله السلمي، وقد اعتنى به الاخ خالد بن محمد الرجاء، وتكمن اهمية هذا الكتاب في موضوعه المهم الذي تبرز الحاجة اليه في هذا الوقت الذي تكثر فيه الافراح جعل الله عاقبتها مسرة وبهجة وتوفيقا. يقول المؤلف وفقه الله: فلما رأيت كثيرا من افراح الزواج تقام بعيدة عن التزام شرع الله وانما تقام حسب العادات والاهواء جمعت في هذه الرسالة المختصرة ما تيسر جمعه من مخالفات وأخطاء ومنكرات في الخطبة والعقد والزفاف مركزا على محاذير انتشرت في افراح الزواج.. ولعل اهم هذه الاسباب ما يلي: 1 ضعف الايمان وقلة الخوف من الله تعالى والأمن من مكره جل وعلا. الجهل بأحكام دين الله تعالى. التقليد والتبعة للآخرين. التفاخر والرياء والسمعة. عدم القيام بواجب النصيحة. الجهل بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ضعف كثير من الرجال وتسليم القيادة والقوامة للنساء. التهاون واحتقار المعاصي والنظر الى من هو أسوأ حالا وأبعد عن دين الله تعالى. ومما حدا بي الى الكتابة في هذا الموضوع هو النصيحة، وفي الحديث الشريف: (الدين النصيحة.. ثلاثا) قلنا لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). فعماد الدين وقوامه النصيحة. وبعد ان تحدث المؤلف عن فصل النكاح ذكر منكرات الخطبة التي منها: 1 الخيرة: من منكرات الافراح ما يسمى بالخيرة وهي الذهاب الى بعض الدجالين من السحرة والكهنة والعرافين لمعرفة نجم الخاطب والمخطوبة، فاذا نصحهم بالاقدام على الزواج اقدموا والا احجموا، ونسي اولئك الجهلة الاستخارة الشرعية التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أما الذهاب الى السحرة والكهنة والعرافين لمعرفة خطبة أو غيرها فلا يجوز؛ بل ان تصديقهم كفر كما قال صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم). وكذلك.. 2 الحجر على المرأة من قبل أقربائها: بعض الناس اذا تقدم الخطاب الى ابنته أصم أذنيه وأغلق عينيه الا عن قريب له كائنا من كان صالحا تقيا او طالحا شقيا، وهذا والله من الظلم، واذا اعترض معترض قابلوه بمقولة: هذه عادات آبائنا وأجدادنا، فإذا رفضت المرأة بشدة، فأحسن احوال وليها ان يقول لها: إذن أمامك الانتظار حتى تمشين على العكاز، ومنها ايضا: رد الكفء، واليأس من العثور على زوجة مناسبة عند تكرار رفضه من قبل أهل المخطوبة، وذكر المؤلف وفقه الله أيضاً من منكرات الأزواج دبلة الخطوبة وطول فترة الخطوبة، وقراءة الفاتحة تأكيدا للخطبة، واعتقاد عدم جواز عقد النكاح في وقت العادة الشهرية، ثم تحدث وفقه الله عن منكرات ليلة الزفاف فقال: هناك عدة منكرات تكون في هذه الليلة: * ففيها يتجاوزون الشرع محتجين بأنه يوم فرح وسرور وقد لا يتكرر فلا بأس بارتكاب بعض المنهيات. * وأيضاً فان العروس تصنع في نفسها ما تشاء وترتكب من المنهيات ما تريد، واذا قلت لهم: اتقوا الله، قالوا: ليلة في العمر والزواج مرة. وهذا باطل من القول وزور، لقد ذهبت بركة الزواج بسبب تلك المعاصي، فكلما كان الزواج أقرب الى السنة كان أحرى بالتوفيق من الله، وكلما كان عكس ذلك كان أحرى بعدم التوفيق من الله تعالى، فهم لما نسوا الله نسيهم. * تحرجهم من العقد او الدخول في أوقات ما أنزل الله بها من سلطان: ان المسلم الحق يعتقد بأن الأمور بيد الله تعالى يصرفها كما يشاء، فهو سبحانه المعطي والمانع، ولا دخل للأيام أو الاوقات بما يكتب على الانسان، الأيام والأوقات والشهور كلها لا تضر ولا تنفع والبناء جائز في كل الشهور والأوقات، وفي كل ساعة من ليل أو نهار، إلا ما حرم الله كأيام الإحرام في الحج. * إعلان النكاح بإطلاق الرصاص: وهذا محرم وذلك لما بسببه من إزعاج وإراعة للآمنين والمرضى ولما يجر من اصابات وأضرار بالغير، كما أنه عبث وهو ممنوع شرعا ونظاما.