تقدمت لخطبة فتاة احسب انها على درجة عالية من الخلق والدين وبعد ان تمت الموافقة واعلنت الخطوبة رسميا وتحدد موعد عقد القران والزفاف اشترط اهل المخطوبة ان يقام الفرح في القصر الفلاني وطبعا رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، وما زلت مصرا حتى الآن على موقفي ذلك لأني اخشى من المخالفات الدينية والتجاوزات التي تحدث في أيامنا. ترى هل من حق اهل المخطوبة ان ينفذوا شرطهم ويجبروني على ما لا أطيق بحجة احتفالهم بليلة العمر لفتاتهم وهل لذلك القول اصل مشروع في الشرع ؟ أرشدوني أثابكم الله . المحتار: أ. ع جدة لا شك ان ليلة الزفاف ليلة محببة الى النفوس وهي ليلة العمر كما يسمونها ينبغي ان يتذكرها الجميع بمعطيات حسنة ولذلك فإن الاسلام لا يغفل جانب ... الجو النفسي الذي يسيطر على الزوجين هذا الجو المشحون بالمشاعر والعواطف والخواطر حتى تبدو النفوس فرحة متفائلة للمستقبل السعيد ولذلك فإن الوليمة سنة اصيلة في الدين الاسلامي لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أولم ولو بشاة) ولم يحددها الاسلام بمكان معين ولا شك ان هذا مظهر من مظاهر الفرح ، ومن هنا فليس من حق اهل المخطوبة ان يفرضوا عليك موقفا معينا ولا قصرا بعينه ذلك لأنه لا يجوز ان تقوم هذه المناسبة على حسابك. نعم ان اعلان الزواج امر مشروع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أعلنوا النكاح ولو بالدف) ولذلك فإن السمر البريء مقبول ولكنه ليس شرطا اساسيا وما دام الأمر كذلك فمن حقك ايها الخاطب ان تقيم مناسبة الزواج في المكان الذي يناسبك ولا يرهق ميزانيتك فإذا أصر أهل المخطوبة على موقفهم فهم الذين يتولون ذلك على حسابهم الخاص بشرط ألا يكون في ذلك مخالفة شرعية ذلك لان الاسلام لا يمنع الاحتفال بالزفاف بكل مباح لا اثم فيه ولا عدوان بل ان الاسلام ليحث على ادخال السرور على الزوجين والاهل وغيرهم من الاقارب والاصحاب وذلك بضرب الدفوف وترتيل الأناشيد الحلوة ذات المعاني الكريمة وما يشابه ذلك من وسائل التسلية وأسباب السرور دون سفور واختلاط كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحث صراحة على اباحة اللهو البريء في حفلات الزفاف ويعتبره مظهرا من مظاهر الخير والتقوى ودلالة من دلالات الطهر والشرف حيث يقول: (فصل ما بين الحرام والحلال درب الدف والصوت في النكاح). ولقد رأى صلى الله عليله وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها وقد عادت من زفاف امرأة يتيمة تربت في كنفها أو كانت ذات قرابة منها الى رجل من الأنصار يدعى نبيط بن جابر الأنصاري فسألها قائلا: (يا عائشة ما كان معكم من لهو ؟ فإن الانصار يعجبهم اللهو ) وفي رواية أخرى انه صلى الله عليه وسلم قال لها متسائلا : ( فهلا بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟) قالت: تقول ماذا؟ قال صلى الله عليه وسلم تقول: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم ولولا الحنطة السمرا ما سمنت عذاريكم فأين نحن من ذلك السمو الخلقي أين الناس من تلك المفاهيم العالية والمثل الراقية؟