اشتدت حدة العنف الاسرائيلي الفلسطيني مع تزايد التأييد لإرسال قوة مراقبين دولية لمراقبة هدنة بين الجانبين تساندها الولاياتالمتحدة لكنها لم تكد تجد من يلتزم بها. وقامت اسرائيل بالتفتيش بحثا عن آثار مجموعة من المتشددين اليهود مازالوا هاربين بعد ان قتلوا رميا بالرصاص ثلاثة فلسطينيين منهم رضيع عمره ثلاثة اشهر بالقرب من بلدة الخليل بالضفة الغربية في وقت متأخر يوم الخميس الماضي. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر إن الهجوم يعتبر «ارهابا» يهوديا وقد يدفع إلى انتقام شديد من الجانب الفلسطيني. وقال بن اليعازر للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي يوم الجمعة «اعتقد ان المسؤولين عنه اسرائيليون.. يهود، انها من اشنع جرائم القتل التي شهدتها». وتساءل بقوله «هل تظن حقا انه في المحصلة النهائية يوجد فرق بين الجهاد الاسلامي وحركة حماس وما حدث امس» مشيرا إلى الجماعتين اللتين شنتا حملة من تفجيرات القنابل داخل اسرائيل خلال الانتفاضة التي مضى عليها عشرة اشهر. وأضاف قنله «القتل هو القتل والارهاب هو الارهاب»، ومشيرا إلى ان النتيجة النهائية «ستكون مزيدا من القنابل داخل اسرائيل». وفي حوادث عنف جديدة قال مسؤولو امن ان انفجارين وقعا في منزل بالقرب من مكتب لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مدينة الخليل بالضفة الغربية يوم الجمعة مما اسفر عن مقتل شخص واحد واصابة ثلاثة اخرين على الاقل بجراح. وقال مسؤولون فلسطينيون ان القوات الاسرائيلية اطلقت صواريخ مستهدفة مكتب فتح لكنها اصابت المنزل خطأ.لكن بيانا صدر من مكتب شارون زعم ان «الجيش الاسرائيلي لم ينفذ ولا قوات الأمن أي نوع من الهجمات العسكرية على السلطة الفلسطينية الليلة الماضية وأي ادعاء بخصوص هذا العمل ليس صحيحا ومن شأنه ان يؤدي إلى تصعيد الوضع في الميدان»، حسب مزاعمه، كما أدعى مصدر عسكري اسرائيلي ان الانفجار ربما نجم عن «خطأ في العمل» نتيجة تحضير متفجرات. ووردت انباء عن تراشقات بالنيران في انحاء شتى من الضفة الغربية وقطاع غزة الليلة الماضية منها تراشق بين مستوطنة جيلو اليهودية على مشارف القدس وبلدة بيت جالا الفلسطينية وجرح فيه فلسطينيان، وتعتبر اسرائيل مستوطنة جيلو من احياء القدس. ووردت انباء عن تراشقات بالنيران في انحاء شتى من الضفة الغربية وقطاع غزة الليلة الماضية منها تراشق بين مستوطنة جيلو اليهودية على مشارف القدس وبلدة بيت جالا الفلسطينية وجرح فيه فلسطينيان. وتعتبر اسرائيل مستوطنة جيلو من احياء القدس. وفي وقت سابق من يوم الجمعة الماضي دفن الفلسطينيون ضياء الضميزي اصغر ضحايا العنف الذي قتله اسرائيليون في حادث اطلاق رصاص من سيارة عابرة. وفي مظهر آخر من مظاهر الانتفاضة الفلسطينية المستعرة منذ نحو عشرة شهور لف جثمان الرضيع في علم فلسطيني صغير وحمله المشيعون في مدينة الخليل بالضفة الغربية وهو في طريقه إلى مسقط رأسه في قرية اذنا.ونددت الولايات المتحدث بالهجوم واصفة اياه بأنه «همجي».وقتل في الهجوم ايضا اثنان اخران من اسرة الرضيع عندما فتح منفذو الهجوم النار على سيارة الاسرة قرب الخليل يوم الخميس الماضي.وردد المشيعون هتافات مثل «الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا» في الجنازة. وخرج آلاف الفلسطينيين كذلك في مسيرات بمدن جنين ونابلس ورام الله في الضفة الغربية وهم يطالبون بالثأر. ودفع الهجوم السلطة الفلسطينية إلى اصدار نداء عاجل من اجل نشر مراقبين اجانب في الضفة الغربيةوغزة وهو ما ترفضه اسرائيل التي ادانت الهجوم وتعهدت بالقبض على مرتكبيه ومحاكمتهم.وقالت اذاعة اسرائيل ان جماعة تطلق على نفسها اسم «لجنة الامان على الطريق» زعمت مسؤوليتها عن اطلاق الرصاص.وقالت مصادر امنية اسرائيلية ان جماعة تطلق على نفسها الاسم ذاته ويرجع تاريخها إلى الثمانينات كانت قد نفذت هجمات في الماضي وهى ذات صلة بحركة كاخ المحظورة التي تسعى لطرد العرب من اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. وجاء الهجوم بعد ساعات من دعوة وزراء خارجية مجموعة الثماني في ختام اجتماعهم في روما اسرائيل والفلسطينيين إلى السماح لمراقبين دوليين بمراقبة الخطة التي تساندها واشنطن لتنفيذ هدنة تعقبها مفاوضات.