كان ومازال وسيبقى القرآن الكريم بإذن الله موضع العناية الأبدية في السياسة العامة للملكة السعودية، كونها في المقام الأول دولة إسلامية، دستورها القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ، ولا غرو، فكتاب الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وهو كتاب هداية وإرشاد من أجل صلاح البشر في الدنيا والفوز بالجنة والنعيم المقيم في الآخرة، ، ويأتي هذا انسجاماً مع سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي تسير المملكة على نهجه حيث حث عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم وسلف الأمة ومن يتبعهم بإحسان إلى يومنا هذا على تعلم القرآن الكريم وتعليمه، فقال عليه الصلاة والسلام:«خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ، وقد نصح سلفنا الصالح بتحفيظ أبناء المسلمين القرآن الكريم منذ نعومة أظفارهم، ليتعلموا اللغة العربية، وترسخ في نفوسهم معالم الإيمان، وأوصوا بتعليم الطفل إلى جانب القرآن الكريم، الأحاديث والأخبار وقصص الأبرار، ثم بعض الأحكام الدينية، والتزاماً بوجوب تعلم القرآن وتعليمه، رعت وأنشأت الدولة تعاضدها الأمة الإسلامية الكتاتيب، وحلقات تحفيظ القرآن في المساجد منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، من هذا المنطلق السامي النبيل أعلن في الرياض في شهر شوال من عام 1418ه عن جائزة كبرى لحفظ القرآن الكريم، هي جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، تقام في الرياض في كل عام، وتشرف عليها وزارة الشؤن الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، التي بلغ مجموع جوائزها حوالي المليون وخمسمائة ألف ريال سعودي، يدفعها سموه من حسابه الخاص، رعاية للقرآن الكريم، وتشجيعاً على حفظه، وحسن تلاوته، والحقيقة لم يأت اهتمام سموه وعنايته بالقرآن الكريم عن فراغ، وحسبه أنه من المهتمين بخدمة كتاب الله منذ كان على مقاعد الدرس والدراسة، وختمه تلاوة وتجويداً وهو في ريعان الصبا سنة 1364ه، واحتفل بالمناسبة في مدرسة الأمراء، وبقي القرآن الكريم شغله الشاغل ونوراً يضيء جوانب نفسه وقلبه لا يلهيه عنه الصولجان ولا ابهة السلطان، وتأكيداً على ارتباطه بهذا الوازع القرآني، قدم لأمته ولمواطنيه هذه المسابقة لحفظ القرآن الكريم، وبما أن هذه المسابقة ثمرة من ثمار غرسه الطيبة تحتاج بدورها إلى كل أسباب البقاء والاستمرار، فإنه يسعدني أن أقدم بعض المقترحات والتوصيات التي أرجو أن تفيد الغرض وتحقق الفائدة المرجوة، وهي: 1 تخصيص جزء من الجائزة لفروع علوم القرآن الكريم من تفسير وترجمة معانيه وغيرها، 2 تخصيص جزء من الجائزة لكبار السن من الرجال والنساء سواء أكان على مستوى الحفظ أم التلاوة، 3 شمولية الجائزة لغير السعوديين من المسلمين المقيمين بالمملكة من جنسيات مختلفة، 4 ايجاد الحوافز بين حلقات التحفيظ، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بدافع روح المنافسة، 5 أن يناط بالجائزة مؤسسات علمية أخرى مهتمة بالقرآن وعلومه، 6 ألا تقتصر فروع الجائزة على داخل المملكة فحسب بل تمتد لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي، حتى يحصد أهلها الخير والمثوبة، هذا، وختاماً أشيد بهذه الجائزة التي تعد بحق مفخرة يعتزبها كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة، وفق الله العاملين لكل خير، وجزاهم من الله الأجر والمثوبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، *رئيس قسم الدراسات الإسلامية