- أشك في ذلك!! - لم؟ - ألم يقل إمام الشعراء، وهادي الأدباء، الشيخ المتنبي: ودع «كل صوت» غير صوتي، فانني أنا الطائر المحكي، والآخر الصدى!! أيوجد أعنف من هذا الإلغاء؟!! - لماذا تختار الشواهد، التي تعاضد فكرتك؟! - هكذا تعلمنا «الشواهد، والشاهد»، لك أن تفتح أي كتاب في التراث، وتقرأ قولهم )هذا رأي يستأنس به، وذاك شاهد على كذلك، واستدل فلان بكذا( هل تريدني أن انسلخ من يتيمة الدهر، ألفية ابن مالك، القاموس المحيط!! - أوه.. لقد استرسلت كثيراً، عد الى صلب الفكرة، وقل لي: - لقد قلت!! - أريد المزيد: - حسناً خذ قول الكلثومي الأهوج: ونشرب إن وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا!! إن الماء لوثه القوم، ولا عزاء للشاربين! - لماذا تصورنا بهذه «المغطرسة»؟! - يا أخي، من القائل أنا أم هم؟! - حسناً لا أظن التراث يضم غير هذين الشاهدين، أليس كذلك؟! - لو لا - كما يقولون - ضيق الزمان والمكان، لفتحت لك معارك بهذا الصدد! حسناً.. هات شيئاً آخر مما تحفظ! خذ مثلاً: ونحن أناس «لا توسط عندنا» لنا الصدر - دون العالمين - أو القبر!! لنا الدنيا، ومن أضحى عليها ونبطش حين نبطش قادرينا!! - ألا يكفي هذا يا أخ الشعر؟! ليتك صمت، فخير الكلام ما قل ودل!! 2/3 * نمضي مع الحياة مرة في اختراع أسنان لأصحاب القبور، وأخرى لكسر أضراس الأحياء، وثالثة لأكل أغصان الزيتون، فالصلاة على ميت يسمى «السلام». * «الطمأنينة عمود الجهل» هكذا يصرخ الحائرون في ممرات «المواقف»، ومعابر الأفكار.. حين يكون الاستئناس بالنفس، والركون إليها، والتآلف معها حاجزاً لرؤية المنطقة «الوسط» في الزمن المنحاز!! * تطير الاشاعات كبعوض أشهر الصيف في مدينة تضاجع البحر، وترك الأشياء تأخذ بعدها الدائري حتى لا نفقد ضعفنا، الذي هو مصدر القوة، ومنبع الفتوة!! * وحيداً - على الرمل - يفترش الأماني، والذكريات أسفل منه، وهو بالعدوة البيضاء من الكلام.. يكتب لا يحمل اللغة على كتفيه.. بل ليختفي خلفها، ويموت وراء فراشها كما يموت البعير!! * نحب الأشياء الكبيرة، نحلم بدوائر العرض، وخطوط الطول، ونمشي الهوينا، ونلوم القدر، وننسى أن الأحلام الكبيرة تحتاج الى انسان «كبير»!! 3/3 * من شرفة شاعر «الطفولة الدمشقية»: أنا متعب، ودفاتري تعبت معي هل للدفاتر - يا ترى - أعصاب!؟ أتكلم الفصحى أمام عشيرتي وأعيد لكن.. ما هناك جواب!! لا تعذليني.. ان كشفت مواجعي وجه الحقيقة.. ما عليه نقاب!! إن الجنون وراء نصف قصائدي أو ليس في بعض الجنون صواب!؟ فإذا صرخت بوجه من أحببتهم فلكي يعيش الحب والأحباب!! [email protected]