الشبكة.. هذه المفردة توحي بالتواطؤ على القبض..، منذ عهد آدم، والبشر يخشون السقوط في خيوط الشبكة، قرينة الحيلة، ورقيقة الإمساك..تشدنا هذه الشبكة بخيوطها الملونة، لأنها تختزل العالم بضغطة زر، عبر مساحة بحجم الفأرة تلتهم المسافات، وتذرع المساحات، والويل للامتشابكين!! عندما تدخل هذه الخيوط تصبح داخل المؤامرة، وعندما تخرج منها فأنت خارج الزمان.. وحسبك من أمرين أحلاهما مرُّ!! هنا نلمس وعياً حقيقياًَ يضع الأمور في نصابها، فالإنترنت ليس نوعاً جديداً من الثقافة، بل هوالوعاء والاطار الجديد الذي يعطي للثقافة زخماً لم تشهده من قبل، ومن شأن هذا الإطار إذا توفرت العقلية التي ترقى إلى التعامل معه بحضارة ولباقة أن يعطي للثقافة مساحة شاسعة لم تحلم بها من قبل. حتى مجرد حلم!! طباعة: إن كلمة الشبكة مجردة تقفز إلى الذاكرة والمخيلة، طارحة معنى الاصطياد والغدر والمكائد، والمكر، إنها دعوة صريحة للوقوع في الفخ وأي فخ يجعل العالم كله بين أطراف )لوحة المفاتيح(.. ونحن وفق هذا الاطار. )كل من في الوجود يطلب صيداً غير أن الشِّباك مختلفات( ولكن يبقى فخ شبكة الإنترنت الفخ الذي نلهث حوله، نطلب الوقوع، ونسعى إلى خيوطه )بكل الوسائل( حتى وإن كانت الوسيلة )كسر لوحة المنع(!! الإنترنت مرآة جعلتنا نحيا حياتنا الواقعية، لا ما يجب أن تكون عليه الحياة.. نمارس فن الممكن، نرى عوراتنا، نقيس مدى حب الآخرين لنا، نلمس حرارة الشارع من خلال نبض هذا الجهاز )الحساس(!! إن تحويل العالم ليكون بحجم لوحة المفاتيح يتطلب من هذه الوجوه صياغة جديدة لكل متناولاتها ومقولاتها وثقافاتها.. بل وحتى معطياتها ومأخوذاتها!! ملف: هذه الشبكة غواية صفراء.. استحوذت على الجميع فطمع الذي في قلبه مرض، وحرص الذي لم يكن في قلبه هوى، لأن يكون لهما مقعد فكر عند شبكة التحولات والموت، ومنهم من يرسمون ويكتبون والخيوط تتحمل!! )هكذا يتم السقوط في غواية دحض الزمن، تحت رعاية شبكة مفتوحة على أبواب المعرفة(، حينئذٍ أصبح العالم أكثر تشويقاً ومغامرة، طارحاً جنة الحصُون، وأسوار المنع الشامخة خارج التاريخ!! )الدخول في الشبكة يعني خسارة راحة البال، وطمأنينة الجهل( والتخلي عنها يعني الدخول في شباك المؤامرة العظمى... ) تلك التي تضبط الماضي في مجلدات تندرج في ملفات الحاضر المخزنة على مدار الساعة: سيل من أرقام ينبسط نحو المستقبل كراحة اليد(!! تقول السيدة القديرة سعاد جروس في جريدة الحياة تاريخ 16/3/1422ه:)اختزل الكومبيوتر الحيوات اليومية، وأهمل الجهاد من أجل تحسين العيش، أو حتى البقاء، ولعل العبور من الروزنامة الرقمية يمثل وسيلة الربط الأهم مع الطرف الآخر من الأرض لامتطاء الموجة الكونية المجتاحة لأنحاء عدة من الجغرافيا، مطيحة بالمسافات الشاسعة بينها من أوراق ومعاملات. وجوازات سفر وساعات في السفر الجوي، هذا عدا الحقب من صراعات وضغائن وسياسات متعارضة، وتنافس على النفوذ(!! )ENTERثم كل شيء بعد هذه )الضغطة( مباح، وأنت حل بهذه الشبكة، حيث لا شرطي يلاحق أصابعك، ولا رقيب يخرق قراءاتك و)الحرية الشخصية تأخذ أقصى حد لها في أفق واسع على امتداد نطاق السيطرة في شبكة يديرها عقل بشري متقدم، عقل يفرض وصايته على كل من يدخل الشبكة. انه العقل البشري المتفتح والمتمرد على عقل سلطة الآباء ... انه الأخ حين يكبر(.. حسناً ادخل )انترنت( ادخل يارجل، وافتخر بالتآمر عليك وعلى لوحة الكي بورد!! [email protected]