أنبئه بالأمر والأجفان مُغضية لأنه بجليل الخطب قد عرفا كما التلاميذ وسط الدرس تحسبهم جاؤوا بعلم عن الأستاذ قد عزفا بينا المعلم قد أسقاهم سلفاً رحيق علم من الأذهان قد غُرفا ثم انبرى في خضم الجمع واحدهم يُزجي مُجاجاً كما الشهد الذي وكفا * الأكارم الفضلاء في وزارتنا التربوية وعلى رأسهم التاج المرصع بجواهر الأمل، ويواقيت الطموح,. وزيرنا الفذّ,, سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة. لمجرد الذكرى,, أهمس في مسامعكم أن معلم الصف الأول الابتدائي هو الركيزة الأس في العملية التربوية التراكمية المتلاحقة، استقبل ذلك الطفل الفطري الغر حينما جافى جنبه مضجعه وحجر أمه، ليتهادى ماثلاً أمام مهجة ذلك المربي وبين يديه، لذا كان هو مناط الآمال، وملاذ الأماني، ومهجع الجنان، هو الوحيد الذي رشح نفسه كأب ومعلم وأخ لتلك الزهرة الندية، لذلك المستجد الضاحك الباكي، سنة كاملة وهو يصارع الأحداث ويناقش الأفكار ويعزز المسير في سبيل السمو بذلك الفتى، واسمحوا لي أن أشبهه بالصاروخ الناري الذي انطلق سامياً بذلك القمر الصناعي يشق الفضاء الى مقره ومداره، ثم تفجر بعدها الى غياهب المجهول والنسيان! وسيظل الناس يتحدثون عن ذلك القمر دون من سما به!! فمن كان يرثي قلبه لمعذب فأجدر شخص بالرثاء المعلم على كتفيه يبلغ المجد غيره فما هو الا للتَسلق سلَمُ لن أُطنب مُسهباً في التبجيل بل في الوصف بيد أني ألمح في عجلٍ وعلى مضض لما يحفل به الميدان من العشوائية في بعض جوانبه عند اختيار، أو تكليف معلم ومرب للصف الأول! فتارة يوعز ذلك الأمر الجلل لأحد المعلمين القدماء الذي نضب رواؤه! وتارة إلى معلم مختص بالتربية الإسلامية، وأخرى بمواد اللغة العربية,, فمن قبله متوجساً اشترط في نُسكه، وبيّت المغادرة إن بقي إلى قابل وهكذا دارت الرحى في السنين الخوالي,, حتى تكرمت الوزارة مشكورة بعد طول انتظار بتلك الميزات الجليلة التي تصب في حوض التلميذ، ولكن بروافد ضحلة,, هذا ذكر. فما ان سمع بذلك البعض من الميدانيين الذين تغذوا بالروتين، وأترعوا بالبيروقراطية حتى تسارعوا الى هذا الصف، رغبة في قلب تلك الآمال إلى آلام؟! حينما استأثروا بها على حساب مصلحة التلميذ لتكون مدعاة للخمول والتثبيط!. أيها الكرام الأفاضل: بالونات تمتلئ بالهواء الفاسد في طريقها الى الانفجار الذي سيؤثر سلباً على مخرجات ذلك الصف مالم تجهض وحدتها، وتكسر حدّتها، لمواكبة عصر التخصص، حينما يكون لكل فن أو علم خبير هو من أهل الذكر في مجاله,. حينما يكون في كليات المعلمين قسم خاص بتخريج المربين الذين نذروا أرواحهم لذلك الصف منذ البداية,. حينما يُعد المعلم اعداداً فنياً تربوياً تكاملياً يحيط بالمنهج الحديث الذي تترسمه مواد ذلك الصف وعلى رأسها القراءة التي هي المفتاح لمغاليق العلوم، والمعارف الأخرى وما أدراك ما هيه؟,,حينها يبكي ذلك المربي شوقاً لتطبيق ما أحاط به أكاديمياً في ميدان الطفل، والمنهج، والمقرر,,حديث لم يكن رتقاً ففتقته، ولا عدماً ففطرته، بل هو تجربة فريدة تضوع عبيرها، ممن جربها، وأقبل سفيرها ممن طبقها. وفق الله الجميع للصلاح والاصلاح انه جواد كريم. فهد بن علي الغانم مدرسة عباد بن بشر الابتدائية بالرياض