يصادف اليوم الثلاثاء اليوم العالمي الرابع عشر لمكافحة المخدرات )إساءة استعمال المخدرات والمؤثرات العقلية( وتشارك المملكة دول العالم في هذه المناسبة من أجل التأكيد على تكريس ومواصلة الجهود للقضاء على آفة المخدرات حيث وقّعت المملكة على المستوى العالمي على الاتفاقية الدولية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية التي تعالج مشكلة المخدرات إلى جانب الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال. كما تساهم في دعم صندوق الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات وقد ساهمت المملكة في تحقيق مواقف إيجابية من مشروع الاتفاقية الأخيرة، وكان تعاونها الدولي منبثقاً من جذور العمل موصولة بعقيدتها الإسلامية ولتقدير المملكة لضرورة العمل الدولي من أجل صون الإنسانية مما يتهددها من خطر مصدره انحطاط القيم من جراء استعمال المخدرات والعقاقير النفسية التي تضيع العقل وتدمر الروح والجسد. ووفق التوجيهات الصادرة من مقام وزارة الداخية تعمل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من خلال مكاتبها المنتشرة في العديد من الدول للتعاون فيما بين أجهزة تلك الدول لإجهاض عمليات التهريب وضرب مهريبها وقمع مخططاتهم في مهدها. وللمملكة على المستوى العربي وجود مستمر في اجتماعات مديري أجهزة مكافحة المخدرات في نطاق الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث وافقت على قانون مكافحة المخدرات الموحد النموذجي الصادر عن مجلس وزراء الداخلية العرب كما عملت على تنفيذ ما جاء في الاستراتيجية العربية الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب. وعملت المملكة اتفاقيات ثنائية مع الدول المجاورة لمكافحة المخدرات وقامت بالتنسيق المستمر وتبادل المعلومات فيما يختص بالمخدرات ويقوم جهاز مكافحة المخدرات بالمملكة بدور بارز وفعّال بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والجهات الأمنية الأخرى على الإقلال من انتشار المخدرات وتوعية المجتمع بأضرار المخدرات كما يعتمد جهاز المكافحة على وضع أسس عملية على مكافحة المخدرات والقبض على المتعاملين بها والمشاركة الفعّالة على علاج وتأهيل مدمني المخدرات ورعايتهم ومتابعة وضعهم والمحافظة على سرية معلوماتهم وتحقيقاً لذلك فإن الأسس التي ترتكز عليها أعمال المكافحة تتمثل في الحد من تموين المخدرات إلى أدنى قدر ممكن. ويتم ذلك بعدم الوقوف في أعمال المكافحة عند حد التصدي لعمليات الاتجار غير المشروع في البلاد وضبط عمليات التهريب الموجه إلى الداخل، وإنما يمتد هذا الجهد عبر الحدود في محاولة لمنع وإحباط عمليات التهريب التي تستهدف المملكة والإقلال من الطلب على المخدرات من خلال إجراءات متوازنة تستهدف التصدي لكافة المستعملين للمواد المخدرة وتطبيق أحكام نظام المخدرات بحقهم زجراً لهم وردعاً لغيرهم ووضع خطة متكاملة للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بما يتحقق معه بمشيئة الله تنشئة المواطن وفق سلوك اسلامي واجتماعي قويم من خلال تحصينه بأحكام العقيدة الاسلامية والمبادئ الاخلاقية مع تنمية شعوره بالمسؤولية وصقل شخصيته وتعويدها الالتزام بالسلوك السوي وعلاج المعتمدين جسمانياً ونفسياً على المخدرات وإعادة تأهيلهم للحياة الطبيعية في المجتمع ورعايتهم بعد مرحلة العلاج وفق برنامج خاص وإيجاد وظائف لهم قدر الامكان لضمان عدم عودتهم للإدمان. * حملة توعية مكثفة في جميع مناطق المملكة: وتعتبر المملكة العربية السعودية من أوائل الدول المشاركة في هذا اليوم العالمي من خلال التغطية الاعلامية المميزة لهذه المناسبة تأكيدا لحرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وبتوجيهات كريمة من لدن سمو سيدي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعد الوزير للشؤون الأمنية حفظهم الله على مكافحة المخدرات وقمع مهربي ومروجي تلك الآفة وقطع دابرهم وإفشال مخططاتهم الفاسدة التي يحاولون نشرها في الخفاء لتدمير عقول وصحة أبنائنا الشباب. وتبذل وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات جهوداً بارزة في مجال مكافحة المخدرات والوقاية ضد هذا الداء بهدف خفض الطلب على المواد المخدرة وتحصين الشباب ومنعهم من الوقوع في براثنها. وقامت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بتنظيم عدد من المعارض في عدد من القطاعات العسكرية والمدارس والكليات رافقتها ندوات علمية ومحاضرات في مدارس الشورى الثانوية ومدرسة الشوكاني الثانوية والسليمانية الثانوية وكلية الاتصالات ووزارة البرق والبريد والهاتف ومعهد العاصمة النموذجي ومعهد التدريب في المساحة العسكرية التابع للقوات المسلحة ومشروع اليمامة شركة الطيران البريطانية والمعهد الملكي الصناعي ومصلحة المياه والصرف الصحي. إضافة إلى استضافة الإدارة العامة للعديد من القطاعات الأخرى لتمكين الزائرين من الاطلاع على معرض الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله الذي يحتوي على عدد من الصور للمتوفين من أثر الإدمان وطرق التهريب وبعض المواد الحيّة للمواد المخدرة. وقد استضافت الإدارة كل من القوات الجوية الملكية قسم الشؤون الدينية وثانوية مجمع الملك سعود ومدارس مجد الأهلية ومدارس دار السلام ومدرسة أبي تمام الثانوية والقوات البحرية الملكية قسم التدريب البحري ومعهد اعداد القادة ومجموعة من حرس الحدود وقاعدة الرياض الجوية ومن إدارة مكافحة المخدرات بالقوات المسلحة.وقد رافق هذه الزيارة عرض تلفزيوني إضافة إلى توزيع بعض الكتيبات والمطبوعات والملصقات والنشرات كما أن الإدارة العامة قامت مؤخراً بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بإنجاز عدد من الدورات والندوات التوعوية بأضرار المخدرات للمعلمين والمعلمات في عدد كبير من مناطق المملكة. كل تلك الجهود تلاقي اصرارا كبيرا من قبل المتلقين وافراد المجتمع بجميع طبقاته ومراحله مما يؤكد وعي مجتمعنا الغالي وإيمانه بالتعاون على مكافحة المخدرات والقضاء على هذه المشكلة.