تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي الرابع عشر لمكافحة المخدرات الذي سيصادف هذا العام يوم الثلاثاء الخامس من شهر ربيع الآخر القادم الموافق للسادس والعشرين من يونيو، ويقام تحت عنوان «إساءة استعمال المخدرات والمؤثرات العقلية». وتعد جهود المملكة في هذا المجال من ابرز الجهود الدولية بل ان المملكة سبقت دول العالم اجمع في ادراك خطورة هذا الداء انطلاقا مما جاءت به الشريعة الاسلامية الغراء التي حرمت كل ضار بالفرد والمجتمع. وتأتي مشاركة المملكة في هذه المناسبة من اجل التأكيد على تكريس ومواصلة الجهود للقضاء على آفة المخدرات حيث وقعت المملكة على المستوى العالمي على الاتفاقية الدولية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية التي تعالج مشكلة المخدرات إلى جانب الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال. كما تساهم في دعم صندوق الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات. وساهمت المملكة في تحقيق مواقف ايجابية من مشروع الاتفاقية الاخيرة وكان تعاونها الدولي منبثقا من جذور العمل موصولة بعقيدتها الاسلامية ولتقدير المملكة لضرورة العمل الدولي من اجل صون الانسانية مما يتهددها من خطر مصدره انحطاط القيم من جراء استعمال المخدرات والعقاقير النفسية التي تضيع العقل وتدمر الروح و الجسد. وعلى المستوى العربي للمملكة وجود مستمر في اجتماعات مديري اجهزة مكافحة المخدرات في نطاق الامانة العامة لجامعة الدول العربية حيث وافقت على قانون مكافحة المخدرات الموحد النموذجي الصادر عن مجلس وزراء الداخلية العرب. كما عملت على تنفيذ ما جاء في الاستراتيجية العربية الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب. وابرمت المملكة اتفاقيات ثنائية مع الدول المجاورة لمكافحة المخدرات وقامت بالتنسيق المستمر وتبادل المعلومات فيما يختص بالمخدرات. أما على الصعيد المحلي فتبذل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله جهودا كبيرة للقضاء على آفة المخدرات حيث تقوم وزارة الداخلية ممثلة في الادارة العامة لمكافحة المخدرات بدور بارز وفعال بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والجهات الامنية الاخرى على الإقلال من انتشار المخدرات وتوعية المجتمع بأضرارها. ووفقا للتوجيهات الصادرة من وزارة الداخلية تعمل الادارة العامة لمكافحة المخدرات من خلال مكاتبها المنتشرة في العديد من الدول للتعاون فيما بين اجهزة تلك الدول لاجهاض عمليات التهريب وضرب مهربيها وقمع مخططاتهم في مهدها. ويعتمد جهاز المكافحة على اسس عملية لمكافحة المخدرات والقبض على المتعاملين بها والمشاركة الفعالة على علاج وتأهيل مدمني المخدرات ورعايتهم ومتابعة وضعهم والمحافظة على سرية معلوماتهم. وتحقيقا لذلك فإن الأسس التي ترتكز عليها أعمال المكافحة تتمثل في الحد من تموين المخدرات إلى أدنى قدر ممكن ويتم ذلك بعدم الوقوف في أعمال المكافحة عند حد التصدي لعمليات الاتجار غير المشروع في البلاد وضبط عمليات التهريب الموجه إلى الداخل وانما يمتد هذا الجهد عبر الحدود في محاولة لمنع وإحباط عمليات التهريب التي تستهدف المملكة والاقلال من الطلب على المخدرات من خلال اجراءات متوازنة تستهدف التصدي لكافة المستعملين للمواد المخدرة وتطبيق احكام نظام المخدرات بحقهم زجرا لهم وردعا لغيرهم ووضع خطة متكاملة للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بما يتحقق معه بمشيئة الله تنشئة المواطن وفق سلوك اسلامي واجتماعي قويم من خلال تحصينه بأحكام العقيدة الاسلامية والمبادئ الاخلاقية مع تنمية شعوره بالمسؤولية وصقل شخصيته وتعويدها الالتزام بالسلوك السوي وعلاج المعتمدين جسمانيا ونفسيا على المخدرات واعادة تأهيلهم للحياة الطبيعية في المجتمع ورعايتهم بعد مرحلة العلاج وفق برنامج خاص وايجاد وظائف لهم قدر الامكان لضمان عدم عودتهم للادمان. واعتمدت اللجنة الوطنية والإدارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة على تنفيذ برامج اكثر تنوعاً وشمولية في مجال الوقاية من خلال انعقاد العديد من الدورات والندوات الوقائية العلمية المتخصصة للمعلمين والمعلمات في عموم مناطق المملكة وحققت هذه البرامج نتائج ايجابية ملموسة الأمر الذي قامت اللجنة العلمية على تطويره واعتماد انفاذه.