* * زرت مدينة المجمعة عدة مرات.. وحضرت فيها أكثر من مناسبة.. لكني أعترف ان زياراتي كانت سريعة.. وكانت أيضا محصورة في أماكن محددة يحتمها الحفل أو المناسبة وبعدها.. يضطر الإنسان الى السفر بسبب الوقت أو بسبب الأصدقاء أو الزملاء الذين رافقتهم. * * ولكن زيارتي هذه المرة لمدينة المجمعة كانت في وقت يمكنني من التجول فيها وزيارة كل شوارعها وأحيائها القديمة والجديدة.. والوقوف على كل معلم وعلى كل جديد وقديم فيها. * * مدينة المجمعة.. مدينة عملاقة رائعة تستحق بالفعل أن تكون قاعدة سدير كلها.. وتستحق كل هذا الزخم الذي يقال عنها. * * تستحق أن تكون أم المدن في منطقة سدير وما حولها.. وليس بكبر مساحتها فقط.. وليس لكثافة سكانها أيضا.. بل لأمور أكبر وأكثر من ذلك. * * مدينة المجمعة.. مدينة متكاملة يوجد فيها كل شيء.. ومصدر جمال هذه المدينة.ليس شوارعها ولا حدائقها ولا متنزهاتها التي لي عليها ملاحظات.. بل إن جمالها في نوعية أهلها وجمال أخلاقهم وتعاملهم. * * لكني أقول بصراحة أنه ليس في مدينة المجمعة حديقة تشدك.. ولا ميدان يجذبك.. ولا شارع أخاذ أو تقول عنه «يازين ها الشويرع». * * المدينة.. خططت تخطيطا جيدا.. وشوارعها فسيحة وجيدة.. ولكن كل شيء على وضعه.. ولولا الإنارة والرصيف لاختلط الشارع بغيره.. ولولا السيارات تذهب وتجيئ وسط هذه الشوارع.. لما قلت أنك في مدينة. * * وضع الحدائق داخل المدينة ليست على ما يرام.. إذ ينقص هذه الحدائق كل شيء.. ويبدو أن المعنيين في الأمر هناك اكتفوا بالرياض التي تحيط بالمجمعة من كل اتجاه.. وبالطبيعة الخلابة التي تحد المجمعة من كل مكان.. كما لو أن مدينة المجمعة ومكان المجمعة.. ليسوا في حاجة الى حدائق.. ما دام يحيط بهم مناظر وشِعبان ورياض في منتهى الروعة.. حتى الشوارع نفسها.. تشتكي من غياب العناية.. * * غبار .. وأتربة.. وحدائق «شهباء» وكأنها من أطراف الربع الخالي.. * * والغريب.. أن المدينة تملك عدة حدائق.. ولو اهتم بها ونسقت لصارت في منتهى الروعة.. * * يقولون هناك.. إن جهود ودور البلدية في الميادين الأخرى نشيطة.. * * فهي نشيطة في الرقابة .. ونشيطة في المتابعة.. ونشيطة في الملاحظة. * * ويقولون .. إن البلدية «شاطرة» في رصد مخالفات اللوحات.. فهي ترسل مندوبيها دوماً لمراجعة اللوحات الجديدة والتأكد من صحتها ومطابقتها للمواصفات والتعليمات.. وأنها في حدود المسموح والمعقول وهذا عمل جيد تشكر عليه البلدية ورئيسها.. لكن متى تكون الحدائق ضمن الأولويات.. * * مدينة المجمعة.. مدينة تجارية.. ومدينة زراعية.. وتاريخها يؤكد أنها تشتهر بنخيلها و «حيطانها» الضخمة.. وأنها كانت تمول المدن والقرى حولها بالتمور. * * ومن أبرز ما يميز المجمعة أيضا.. أنه يحيط بها عدد من القرى والمدن القريبة.. ويخدمها طريق القصيم السريع.. وهي أيضا.. وسط عدة مدن.. وموقعها استراتيجي للغاية.. حيث تقع على ملتقى عدة طرق.. ويقصدها الكثير من سكان المدن والقرى والهجر حولها. * * وفي المجمعة.. أسواق كبيرة وشهيرة. وتشهد حركة تجارية ليست بسيطة. * * نحن هنا.. لا نقلل من جهود البلدية.. ولكن نقول.. مزيدا من الاهتمام بالشوارع والحدائق.. حتى ولو كانت المجمعة وسط مجموعة من الرياض والمناظر الخلابة.. فالحدائق.. جمال للمدينة من الداخل.. ولا أخال رئيسها إلا مستجيباً ومتجاوباً مع ما لاحظناه.