مما تتميز به هذه البلاد - المملكة العربية السعودية- وجود رئاسة ترتبط مباشرة بولي الأمر ألا وهي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذلك الجهاز الذي لا تخلو قرية ناهيك عن مدينة مهما كان موقعها من وجود مركز يتبعه، حتى غدا مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عنواناً بديهياً في أي قرية ومدينة تدخلها، بل إن واقع مدننا يشهد بعظم حرص هذه الدولة - أيدها الله- على إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنك ستشاهد في كل حي من أحيائها مركزاً للهيئة، وتلك نعمة من نعم الله علينا جميعاً، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تخفى مكانته ولا عظم شأنه، ولهذه المراكز جهود تذكر فتشكر، منها محاربة السحرة والمشعوذين، وقد أحسن التلفاز السعودي بقناته الأولى ممثلاً ببرنامج دين ودنيا الذي يعده ويقدمه الشيخ عبدالمحسن البكر، حيث عرض على مدى حلقتين متتاليتين لقاء مع كل من فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الخضيري القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض والشيخ عادل المقبل رئيس مركز هيئة الإمام مالك بن أنس بالرياض فقد كان لقاءً حياً تفاعل معه المشاهدون حيث تخلله تصوير خارجي مع سحرة منّ الله عليهم بالتوبة من السحر والبراءة منه وذلك بذكر لطرقهم وهو ذكر تحذير لا ذكر تعليم وذلك من فضل الله جل وعلا .ان أعلامنا السعودي اعلام متميز جداً يسير وفق نهج مغاير لما يسير عليه أولئك الذين اتخذوا من السحر والسحرة مادة مثيرة للمشاهدين فسوقوا للدجل وروجوا لبضائع الدجالين من السحرة والمشعوذين فاستغلوا تلك اللقاءات لاقتناص الإعلانات التجارية فعمدوا إلى قطعها في أوج إثارتها وأدخلوا مادة إعلانية بكم هائل من الدولارات وهذه أهم المهمات عندهم أما فساد العقائد وخراب البيوت وتوالي الويلات وقبل ذلك وبعده غضب الله جل وعلا، فكل ذلك لم يدخل بعد في فهرس اهتماماتهم !! أما إعلامنا ممثلاً فيما نحن بصدد الحديث عنه في تلفازنا، فلم نر منه أي شيء من ذلك فقد عرضت كلا الحلقتين بكل حرص على توجيه وإرشاد المشاهد وتحذيره من مغبة الذهاب إلى السحرة والمشعوذين، ناهيك عن التعامل معهم. لا أطيل فما أود أن أختم به أن أشكر للمسؤولين بالتلفاز جهودهم وللشيخ إبراهيم الخضيري حبه لرجال الحسبة كما أدعو معد ومقدم البرنامج الشيخ عبدالمحسن البكر إلى تخصيص حلقات أخرى من برنامجه الناجح للقاء برجال آخرين من رجال الهيئة للحديث في مجالات أيضاً تهم المجتمع وتشغل بال أولئك الرجال، كالتهاون بالصلاة وتعاطي المخدرات وإيذاء نساء مسلمين في الأسواق والطرقات من قبل السفهاء ومن الأخلاق لهم وما إلى غير ذلك من المخالفات وذلك بالأسلوب المناسب الذي لا يخفى على رجل أعلامي ودعوي مثله. تذكرة قال الشاعر: إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب لهونا لعمر الله حتى تتابعت ذنوب على آثارهن ذنوب فياليت أن الله يغفر ما مضى ويأذن في توباتنا فنتوب أقول إذا ضاقت علي مذاهبي وحل بقلبي للهموم ندوب لطول جناياتي وعظم خطيئتي هلكت ومالي في المتاب نصيب ويذكرني عفو الكريم عن الورى