تنطلق الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتحقيق أهدافها وسياساتها من خطط غايتها الإنسان السعودي المتفاعل مع واقعه والمستفيد من معطيات العصر الذي يعيشه، وتستند الرئاسة العامة لرعاية الشباب في هذه السياسة المدروسة على أساس ومرتكزات تكرس القيم الخالدة للشريعة الإسلامية والخصوصية التي حبا الله بها شعب هذه البلاد المباركة. ان الأهداف السامية التي تقوم عليها جميع الأنظمة التي أقرتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب سواء ما يتعلق منها بإعداد القادة أو المواطنين، وخاصة الشباب منهم تنص على أن الاستثمار في امكانات الأندية الرياضية بما يكفل لها تحقيق دخلا ثابتا يؤمن لها استمراريتها ويستند على مقومات القيم الروحية والأخلاقية ومفهوم الروح الرياضية التي يجب أن تسود وتشاع بين جميع المنتسبين لهذه الأندية والجمعيات والاتحادات والهيئات الأخرى التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمملكة العربية السعودية. ولأن العمل الاداري التطوعي الذي تأسست عليه هذه السياسة الحكيمة ودعمته حكومتنا الرشيدة أصبح اليوم في ظل معطيات العصر بحاجة إلى مراجعة ودراسة وتقييم «وربما تقويم» فقد احتل هذا الجانب اهتمام الكثيرين وأصبح محط أنظار الدارسين والباحثين بهدف الحفاظ على هذا الاطار الذي يتعرض في زماننا هذا وفي عصر الاحتراف الذي اكتسح بشكل غير مسبوق كافة هذه الأندية التي نشأت في الأصل والأساس على العمل التطوعي وذلك يقينا من الرئيس العام لرعاية الشباب الأول صاحب السمو الملكي الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله فقد احتل هذا الموضوع اهتمام وعناية الاستاذ/ عبدالرحمن بن محمد القنيطير الذي اختار لهذا العمل ميدانا للدراسات العلمية العليا واستطاع بجهده الخاص وايمانه المخلص إتمام اطروحة علمية لنيل درجة الماجستير في هذا الموضوع الإداري التطوعي المهم. وللتعرف على هذه الدراسة والمنهج العلمي الذي اختاره الباحث لدراسته نتناول في هذا المقال أجزاء من أهم ما تطرقت إليه الدراسة وأهميتها والأهداف التي سعى الدارس لتحقيقها تعميماً للفائدة المرجوة مبتدئاً بمشكلة الدراسة. مشكلة الدراسة: تأخذ الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية حيزاً كبيراً من الاهتمام، سواء من الدولة أو من أفراد المجتمع لعنايتها بالشباب، باعتبارهم ركيزة من أهم ركائز المجتمع، ومصدراً من مصادر قوة الدول لهذا فإن الوعي الإداري لدى مجالس إدارات الأندية الرياضية يساهم في ترسيخ مفهوم الأمن وأهميته بين الشباب وتعتمد مجالس إدارات الأندية الرياضية في أعمالها على العمل التطوعي الذي يساهم بفعالية في تحقيق أهداف الأندية الرياضية ورقي وتقدم الشباب ووضع الخطط والسياسات التي تخدم رواد تلك الأندية. ويشير الأستاذ/ عبدالرحمن بن محمد القنيطير إلى أنه لاحظ خلال عمله في الاسهام في وضع السياسات والخطط للأندية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ندرة الدراسات والبحوث المخصصة لهذا الموضوع الحيوي الهام. هذه الدراسة: اختار الباحث لدراسته التي تقدم بها لقسم العلوم الإدارية بمعهد الدراسات العليا في أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية عنواناً هو «العمل الإداري التطوعي ودوره في تحقيق أهداف الأندية الرياضية: دراسة تطبيقية على الأندية الرياضية بمنطقة الرياض» وذلك بإشراف الأستاذ الدكتور/ مصطفى محمد متولي من معهد الدراسات العليا بأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، وقد تمت المناقشة ومنح الدارس الماجستير بتقدير ممتاز الرياض صفر 1422ه. أهمية الدراسة: وفي ضوء ماتقدم يمكن صياغة سؤال الباحث الرئيسي بهذا الشكل: مادور العمل الإداري التطوعي في تحقيق أهداف الأندية الرياضية بمنطقة الرياض؟ لقد كان ذلك أهم الأسئلة التي تواجه الباحث وبحث عن الحلول الناجعة لها. إن الأندية الرياضية بوصفها مؤسسات اجتماعية تستهدف تقديم الخدمات والرعاية الكاملة للشباب لأنهم عماد المستقبل واليد التي يعول عليها الوطن في استخراج الخبرات وزيادة الانتاج والتنمية والذود عنه في كل وقت فقد كانت أهمية هذه الدراسة التي تختص بالعمل الاداري التطوعي بشكل خاص ولأن العاملين بمجالس إدارات الأندية الرياضية من المتطوعين وهم يبذلون جهداً كبيراً في إدارة الأندية الرياضية التي ينتمون اليها فقد بات من الضرورة شغل هذا الحيز بالدراسات العلمية الإدارية المتخصصة والعمل على مواجهة الظروف والصعوبات التي قد تعوق العمل الإداري التطوعي وذلك بالاستناد على الاستبيانات التي أعدها الباحث للتعرف على مقترحاتهم وما يواجههم من صعوبات للتوصل إلى مايذلل هذه الصعوبات. ويؤمل الباحث ان تفيد النتائج التي تم التوصل اليها والتوصيات التي تم طرحها من خلال نتائج الدراسة المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تحقيق أهداف الأندية الرياضية وتحسين واقعها والرفع من مستوى العمل الإداري التطوعي بها لمواكبة التطور بالمجالات والخدمات التي تقدمها الأندية الرياضية من خدمات ترفيهية وثقافية واجتماعية وفنية وتعليم لفنون الألعاب الرياضية المختلفة لأفراد المجتمع بشكل عام ولفئة الشباب على وجه الخصوص. أهداف الدراسة: وسعت هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الرئيسية الأربعة التالية: 1 التعرف على المسؤوليات الإدارية التي يقدمها المتطوعون في إدارة الأندية الرياضية. 2 التعرف على دور العمل الإداري التطوعي في تحقيق أهداف الأندية الرياضية. 3 كشف الصعوبات التي تحول دون فعالية العمل الإداري التطوعي في تحقيق أهداف الأندية الرياضية. 4 تحديد الأساليب التي يمكن من خلالها زيادة فعالية دور العمل الإداري التطوعي في تحقيق أهداف الأندية الرياضية. أسئلة الدراسة: وتحاول الدراسة التي بين يدينا الإجابة عن هذه الأسئلة: 1 ما المسؤوليات الإدارية التي تقوم بها مجالس الادارة في الأندية الرياضية؟ 2 مادور العمل الإداري التطوعي في تحقيق أهداف الأندية الرياضية؟ 3 ما الصعوبات التي تحول دون فعالية العمل الإداري التطوعي في تحقيق أهداف الأندية الرياضية؟ 4 إلى أي مدى تختلف رؤية رؤساء وأعضاء مجالس إدارة الأندية الرياضية إزاء المسؤوليات الإدارية ودور العمل الإداري التطوعي والصعوبات التي تحول دون فعاليته باختلاف خصائصهم الديموجرافية. مفهوم الدراسة: في ضوء الأهداف التي سعت الدراسة إلى تحقيقها وهي التعرف على دور العمل الإداري التطوعي في تحقيق أهداف الأندية الرياضية استخدم الباحث المنهج الوصفي الذي يعتمد على دراسة الظاهرة الاجتماعية كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً ويعبر عنها تعبيراً كيفياً أو تعبيراً كمياً بالإضافة إلى كشف العلاقات بين أبعادها من أجل تحسين الوضع الراهن أو تطويره. عبيدات، 1417ه، ص223. وكثيراً ما يتجه المنهج الوصفي إلى تبويب المعلومات وتحليلها والربط بين مدلولاتها من أجل الوصول إلى استنتاجات تسهم في فهم الواقع وتطويره )عمر، 1403ه، ص119(. كما يُعرف منهج المسح الاجتماعي بأنه «الدراسة العلمية لظروف المجتمع وحاجاته بقصد تقديم برنامج للاصلاح الاجتماعي» )شفيق، 1998م، ص88(. والباحث في هذه الدراسة استخدم مدخل المسح الاجتماعي )Approach Sunvey( باعتباره «طريقة علمية تستخدم في الدراسات الوصفية لوصف أو تقدير واقع معين في فترة زمنية محددة بوقت اجراء الدراسة» )الفوال، 1982م، 169( من خلال جمع البيانات والمعلومات اللازمة للدراسة من أدبيات الدراسة وآراء المفحوصين حول العمل الإداري التطوعي ودوره في تحقيق أهداف ا لأندية الرياضية. وبعد فنحن أمام دراسة علمية هامة في قطاع يعد من أهم القطاعات في كافة الدول وقد بذل الاستاذ القنيطير في هذه الدراسة جهداً علمياً وفكرياً واضحاً وجلياً وأجزم ان له كل الحق في ان يرى نتائج ماتوصل إليه في دراسته وهذا هو ماينظر إليه المسؤولون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهو ما ينتظره منا جميعاً هذا البلد الغالي.