سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المنظومة الرياضية.. وغياب المنهجية العلمية بين دور جامعاتنا وبين توجُّه رعاية الشباب في تفعيل العلم الرياضي الأكاديمي (الجزيرة) تستطلع آراء المختصين والأكاديميين والخبراء حول غياب العلم الرياضي الأكاديمي
الرياضة بالتأكيد أصبحت (اليوم) تشكِّل لغة المجتمعات والشعوب المتحضرة باعتبارها علماً مستقلاً بحد ذاته، وهي مرصودة في بطون الكتب وتدار في تلك الجامعات العالمية للفئات المتخصصة .. ففي روسيا الاتحادية على سبيل المثال لا الحصر أنشئت (جامعة رياضية) تضخ 75 علماً رياضياً أكاديمياً في سوق العمل الرياضي .. وتضم كليات متخصصة بعلوم الرياضة .. وهكذا بقية دول العالم المتحضرة كروياً ... في حين أنّ واقعنا الرياضي الحالي .. لم يصل لمرحلة تصبح ثمة مناهج علمية .. في التخصصات الرياضية المتنوعة .. لأنها مغيّبة داخل دهاليز المنظومة الرياضية وجامعاتنا أيضاً..!!.. فالعلم الرياضي مهمّش والعمل الرياضي لا يزال يتكئ على عمل ارتجالي .. يعتمد على الخبرة السلبية أكثر من الاعتماد على المناهج العلمية المتخصصة بحثاً ودراسة وتطبيقاً وتحليلاً. (الجزيرة) استطلعت أراء الأكاديميين والإعلاميين والمختصين حول غياب المنهجية العلمية في المنظومة الرياضية، فخرجت بهذه المحصلة .. العلم المفقود! - في البداية تحدث الناقد الرياضي المعروف الأستاذ تركي الناصر السديري قائلاً: إن العلم قاد المجتمعات المتحضرة والمتطورة إلى ما هي عليه الآن من تقدم وتطور بما فيها المجال الرياضي، ولهذا اعتنى العالم المتطور بعلوم الرياضة في جامعاته ومعاهده منذ وقت مبكر جداً حتى أنه في مجتمع (كالفنلندي) العلم الرياضي الأكاديمي موجود في جامعة هلسنكي منذ العام 1830م وأقرت الرياضة البدنية كمادة رئيسية إلزامية في مدارس فلندا منذ تلك الفترة أي منذ ما قبل 180 عاماً!! هذا في مجتمع كفنلندا وهي بالنسبة لأوروبا متواضعة التطور والأسبقية في تأسيس العلوم المعرفية الحديثة .. إذاً إن العلم (علوم الرياضة) هي من قادت أوروبا وأمريكا وكل المجتمعات المؤمنة بقيمة العلم إلى واقع رياضي متطور وفعّال. وأضاف أن هناك 75 علماً رياضياً أكاديمياً في روسيا الاتحادية (جامعة رياضية) تضم كلية متخصصة بعلوم الرياضة موجودة الآن فيما نحن - هنا - في المملكة لا تتوفر لدينا كلية رياضية في الجامعات السعودية من أولها إلى آخرها .. هل هذا واقع مقبول؟! سؤال: إلى متى يستمر تهميش العلم الرياضي، ومتى يتأسس العلم الرياضي لدينا ليؤسس الرياضة العلمية السعودية القادرة على الوجود والمنافسة في حقبة (الرياضة العولمية) الراهنة؟. - وأكد السديري أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قادرة على أن تؤدي دوراً فاعلاً في تأسيس العلوم الرياضية ودعم وجودها ضمن العلوم الأكاديمية في الجامعات السعودية من خلال السعي إلى إيجاد كلية لعلوم الرياضة لتوفير الكوادر المتخصصة التي تحتاجها التنمية السعودية بدءاً من مجالات التدريب والعلاج، الإدارة، المحاسبة، والتسويق والإعلام، القانون، التربية البدنية، وعلم النفس الرياضي وهندسة المسطحات، وعلم الحركة، وعلم الاجتماع الرياضي، رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة .. إلخ .. المتخصصون في هذه العلوم من يوفرهم لشغل وظائف تحتاج منظومة المجتمع الجمعي إلى شغلها؟ أنظل معتمدين إلى ما شاء الله على الخبير الأجنبي؟! أم نظل معتمدين على خريجي كليات متوسطة تخرج لنا مدرس تربية رياضية (اسماً) فيما هو في الحقيقة تربوي تدريسي نتيجة لمناهج تجاوزها الزمن ورؤية لا ترى في الرياضة قيمة ولا أهمية. - واستطرد قائلاً: يا ليت الرئاسة هي من يؤسس العلوم الرياضية الأكاديمية من خلال تبنِّي تأسيس كلية رياضية علمية على الأقل توفر للقطاع الرياضي الكوادر المتخصصة معرفياً والتي يحتاجها كبديل للاعتماد الذي (طال أمده) على الخبرة الأجنبية. - وأضاف أنه من المخجل أن لا يوجد لدينا فكر رياضي مؤسس علمياًََ!! خاصة وأن لدينا في المملكة عشرات الأكاديميين ممن يحملون صفة (بروفيسور) في تخصصات علوم الرياضة.. أين هم من المشاركة في الحركة الرياضية السعودية لماذا ليس لهم دور ولو على الأقل بحثي واستشاري؟! يا أخي خالد أتدري لماذا المنهجية العلمية في المنظومة الرياضية (مغيّبة)؟ .. ستجد الإجابة في آخر تقرير للرئاسة والذي ورد في الباب الأول: تنمية القوى العاملة، حيث أشار التقرير إلى أن عدد المبتعثين للدراسة الأكاديمية هو (1) موظف واحد!!! لماذا لا يكون العدد بالمئات ومنذ سنوات؟. - وشدد على ثقته بسمو الرئيس العام أنه سيولي هذا الأمر جل اهتمامه وستشهد المملكة على يديه تأسيس الحركة الرياضية العلمية فهو المسؤول الرياضي العربي الذي يؤكد في كل خطاباته وتصريحاته على أهمية وضرورة العمل على أسس علمية. تعاون مفقود! - أما الدكتور عبد الرزاق أبو داود رئيس النادي الأهلي سابقاً والأستاذ في كلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز فيؤكد أننا لم نصل لمرحلة تكون هناك مناهج علمية للرياضة كالقانون الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي وعلم النفس الرياضي والإدارة الرياضية .. إلخ لكنها على الأبواب كما يتصور. وأضاف أن هذا التوجه يحتاج إلى دراسات ولجان متخصصة واجتماعات قد تأخذ وقتاً في جامعتنا المعنية بالأمر .. بالإضافة إلى أهمية التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية وأهمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والأندية الرياضية، كما أن الوصول إلى مرحلة تصميم برامج في هذه التخصصات مرتبط كذلك باستراتيجيات وخطط الجامعات السعودية والحاجات الفعلية لسوق العمل في هذه المجالات. - وأضاف أن دور الرئاسة كان دائماً دوراً كبيراً ومهماً فيما يخص تطور مسيرتنا الرياضية وهي قادرة وجديرة بالمشاركة في هذا التوجه إذا ما قدر له أن ينطلق بالتعاون مع الجامعات السعودية التي يجب أن تهتم بهذه الجوانب والقضايا والتخصصات الرياضية العصرية المهمة. - وعن غياب المنهجية العلمية في المنظومة الرياضية ونحن في عصر الاحتراف أكد أنها ليست مغيّبة تماماً كما يتصور البعض فكثير من أعمال وتوجهات الرئاسة التي يقودها سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل تسير وفق مناهج علمية .. وأعتقد أننا في حاجة إلى التعاون مع كثير من الجهات الأخرى وإضافة كوادر مؤهلة ومتخصصة للمشاركة في ريادة وتطوير أعمال المنظومة الرياضية السعودية وخاصة الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث المتخصصة. - وحول فرص الابتعاث للتخصصات المطلوبة في العملية الرياضية قال: قد يكون الابتعاث لأعداد محدودة من المختصين في المجال الرياضي أو المهتمين من أبنائنا الشباب وخريجي بعض التخصصات ذات الصلة بالتخصصات التي طرحت هو الحل الأسرع والأمثل لتطوير عمل المنظومة الرياضية السعودية في هذه المجالات المهمة التي سنكون في حاجة إليها، خاصة في ظل التطورات التي يقودها الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه واتجاهات خصخصة الأندية الرياضية السعودية وتجربتنا الاحترافية وقضية الاستثمارات الرياضية وغيرها من المواضيع ذات الصلة. لا للجامعات الرياضية - ويؤكد الأستاذ محمد البكر المعلِّق الرياضي السابق ومدير تحرير الشؤون الرياضية بجريدة اليوم، أنه لا يتصور أن الأمر يحتاج إلى مناهج علمية متخصصة إذا كان المقصود فتح أقسام وتخصصات في الجامعات السعودية، فالعدد المطلوب لا يستحق فعل ذلك. وأضاف: أرى إمكانية عمل دورات تأهيلية لمن يريد التقدم للعمل في هذه التخصصات سواء في الإدارة الرياضية أو القانون الرياضي أو علم الاجتماع أو علم النفس الرياضي وغيرها من التخصصات الرياضية. وأشار إلى أنه لا يرى اختلافاً بين هذه العلوم بوضعها العام وبينها في كل مجال على حدة ما المحاسبة هي قواعد وقوانين وأرقام لا تختلف ما إذا كانت متعلقة بشركة أو ناد رياضي، وكذلك الحال مع علم الاجتماع والنفس والإدارة والإعلام .. وكما قلت إنني لا أرى ضرورة لفتح أقسام في الجامعات لمثل هذه التخصصات وبإمكان الرئاسة العامة لرعاية الشباب تخصيص دورات مكثقة بالتعاون مع معهد الإدارة ويكون تجاوز هذه الدورات شرطاً لقبول الشخص لمثل هذه المهام. - وأوضح البكر أن الأمر متعلق بهيكلة العمل الرياضي في المملكة وسبق أن كتب مرات عديدة وطالب بأن يعاد النظر في سياسة الرئاسة ابتداء من العمل الإداري في الأندية وانتهاء برؤساء الاتحادات .. مشدداً أن الوضع يسير على عكاز مكسور بينما غيرنا قد ركب الصاروخ. - وطالب في ختام حديثه بإعادة النظر في الجمعيات العمومية للأندية وفي العمل التطوعي فيها وفي الإعانات وفي المحاسبة والمساءلة والوضوح والشفافية ورسم إستراتيجية طويلة الأمد للرياضة السعودية وهذا هو الأهم. التخصص والتعليم - أمّا الكاتب الرياضي بجريدة عكاظ الدكتور عثمان عبده هاشم فقال: في الحقيقة أتمنى أن تكون هناك كليات ومعاهد وجامعات متخصصة في النواحي الرياضية المختلفة، خاصة وقد أصبحت الألعاب تقدم في شكل دروس ومناهج محددة، وفي الوقت الحالي وبالرغم أننا لم نصل بعد لمرحلة الدول المتقدمة كروياً، إلا أنه لا يمنع أن تكون المناهج الرياضية ضمن المناهج العلمية الأخرى، بحيث يمكن إدراج المحاسبة الرياضية مثلا ضمن مناهج قسم المحاسبة والإعلام الرياضي ضمن قسم الصحافة والإعلام، وكذلك علم الاجتماع والقانون والإدارة الرياضية كما هو الحال مع الطب الرياضي ضمن مناهج كليات الطب. - وأوضح د. عثمان أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تستطيع التنسيق مع الجامعات في إدراج هذه التخصصات ضمن أقسام الكليات من خلال دعمها للجامعات كإيجاد كرسي متخصص في المجالات الرياضية، بمعنى أن يكون القانون الرياضي وعلم النفس الرياضي في جامعة أو الإعلام الرياضي والطب الرياضي في جامعة وتوزيع بقية التخصصات على الجامعات الأخرى. - وعن غياب المنهجية العلمية في المنظومة الرياضية قال: يعود ذلك لعدم توفر المتخصصين في هذه المجالات .. كما أن عصر الاحتراف الرياضي لم يطبق كما يجب وتحتاج إلى أن نعي أولاً بأهمية الخصخصة قبل الشروع فيها. وأردف قائلاً: قبل أن نتحدث عن فرص الابتعاث للتخصصات الرياضية المطلوبة علينا إدخالها في مناهجنا بعد الاعتراف بها كمواد علمية أسوة بغيرها .. مشيراً إلى أن الأندية في الوقت الراهن بحاجة إلى معرفة الاحتراف الحقيقي وتطبيقه كما يجب من خلال مساعدة الأندية للاعبيها بالاحتراف الخارجي دون النظر في العوائد المادية والعوائق الأخرى التي قد تزول مع مرور الوقت. حضرت البيروقراطية وغابت المنهجية - ويلتقط الناقد الرياضي المخضرم عبد الله الضويحي خيط الحديث عن هذا الجانب قائلاً: إذا كانت الرياضة لدينا بدأت قبل الإعلان الرسمي لاسم المملكة العربية السعودية، وأن أقدم الأندية السعودية وهو الاتحاد تم عقده الثامن من عمره وأن أقدم مسابقة كروية لدينا بدأت قبل أكثر من نصف قرن والتنظيمات الرياضية لدينا بدأت كذلك، ودخولنا التنظيمات الدولية من ذلك غير بعيد، ووصلنا لنهائيات كأس العالم أربع مرات وعانقنا الذهب العالمي في الألعاب الأخرى ونطبق الاحتراف منذ ثلاثة عقود وأخيراً وليس آخراً دخلنا عصراً جديداً باعتماد الانتخابات كأساس في تشكيل الاتحادات الرياضية وبدأ عهد الاستثمار في الأندية كخطوة أولى في خصخصة القطاع الرياضي .. بين هذه وتلك أعتقد أن السؤال المطروح ليس بهذه الصيغة وإنما عن مكان هذه المناهج وكيفية إعطائها في الكليات المتخصصة مثل كليات التربية البدنية أو الرياضة أو كليات وأقسام الإعلام أو تجاوز هذه المرحلة لنبدأ من حيث انتهى الآخرون وهنا أرى تطوير معهد إعداد القادة التابع للرئاسة والمتخصص في إعطاء الدورات التدريبية في مجال الرياضة وإعداد الكوادر الرياضية إلى أكاديمية متخصصة لتأهيل الكوادر الرياضية في مختلف المجالات وفق آلية واضحة ومنهجية علمية وإدارية تكفل الاعتراف العلمي بها في إعداد الكوادر والقيادات المتخصصة في مجال الرياضة والشباب. - وشدد الضويحي قائلاً: إن دور الرئاسة ليس مهماً فقط بل ضروري خاصة في هذه المرحلة بالذات بالتنسيق مع جامعاتنا في إعداد الكوادر المخصصة وذلك من خلال: - المساهمة في إعداد الخطط الدراسية والمنهجية لمثل هذه التخصصات وفق متطلبات سوق العمل في قطاع الشباب والرياضة. - تبنِّي بعض المنح الدراسية لبعض الطلبة المتميزين المؤهلين لمثل هذه التخصصات للاستفادة منها في القطاع الشبابي والرياضي بعد تخرجهم. تبنِّي بعض البحوث والدراسات في مجال الشباب والرياضة ودعم مراكز الدراسات والبحث العلمي في الجامعات لهذا الغرض وكذلك كراسي البحث العلمي .. واقترح الضويحي إنشاء كرسي بحث باسم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد في إحدى جامعاتنا العريقة وخص بالذات جامعة الملك سعود من قبل الرئاسة في مجال البحوث والدراسات في المجالات الشبابية والرياضية يمثل خطوة هامة وكبيرة في هذا المجال. - وأكد أن المنهجية العلمية غائبة عن كثير من القطاعات التي لا تقل أهمية عن رعاية الشباب، والرياضة جزء من هذه المنظومة وبالتالي لا غرابة لو غابت هذه المنهجية .. مشيراً إلى أن غياب الكوادر المؤهلة في مجال التخطيط وغياب الفكر الاحترافي في العمل أو معوقات أخرى من أبرزها البيروقراطية التي تحد كثيراً من سرعة الإنجاز واتخاذ القرار .. فإذا حضرت البيروقراطية غابت المنهجية. وعن الابتعاث الخارجي لهذه التخصصات الرياضية قال: أعتقد أن منح مجال الابتعاث لخريجي الثانوية عن طريق رعاية الشباب سواء الابتعاث الخارجي والداخلي لتوجيه هؤلاء الشباب لدراسة ما يحتاجه سوق العمل في قطاع الشباب والرياضة من ثم إعطائهم الفرصة لتنفيذ وتطبيق دراساتهم على أرض الواقع، من شأنه أن يساهم في الارتقاء بمستوى القطاع الشبابي والرياضي سواء كقطاع عام أو قطاع الأندية والاتحادات الرياضية. الاستفادة من الكوادر - وينطلق الأستاذ خلف ملفي مدير تحرير الشؤون الرياضية بجريدة الشرق الأوسط من زاوية ثانية قائلاً: نعم نحن بحاجة ماسة جداً جداً لمناهج علمية للرياضة فهي لا تختلف عن أي علوم أخرى ومجالات مهمة ومؤثرة وحيوية كالاقتصاد وعلم الإدارة، والدليل أن لدينا رياضيين في الأصل لاعبين - على سبيل المثال - كالدكتور صلاح السقا متخصص في علم النفس الرياضي ومع ذلك لم يستفاد منه كما ينبغي .. وفتش في مواقع أخرى ستجد ما يزيدنا حسرة!! - وأضاف أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قادرة على إقناع الجامعات من خلال تواصلها مع أكاديميين في الأصل كانوا لاعبين أو ممن تسنموا موقع حيوية كالدكتور عبد الرزاق أبو داود مثلاً أو الدكتور عبد الله البرقان ورؤساء أندية تجد جماهيرية على قدر كبير من الثقافة وحصلوا على شهادات عليا ويخلصون إلى بحوث أو مذكرات تبرهن على حاجة الأندية ومكاتب رعاية الشباب لأكاديميين متخصصين. - وحول غياب المنهجية العلمية في المنظومة الرياضية أشار إلى أنه يعود إلى ضعف تعاملنا مع الاتحادات الدولية في مختلف الألعاب واللجنة الأولمبية حيث تتوقف العلاقة عند الاجتماعات والمناسبات، بينما يفترض التواصل وتوفير متخصصين في اللجان التنفيذية فالغالبية الآن لا تتوافر لديهم المؤهلات العلمية .. ونسأل هنا عن الاتفاقيات البروتوكولية التي وقعت مع عدد من الاتحادات والدول وهي للأسف في الغالب لم تفعل كما يجب، بل هي محدودة في إطار مباريات ومعسكرات بينما الأهم على الصعيد العملي وما يحقق الاستفادة من البرامج والأنظمة والقوانين. - وعن الابتعاث الخارجي للتخصصات الرياضية أكد أنها مهمة جداً في التعامل مع المصطلحات والاستفادة من مختلف الأساليب والدليل أن الكثير من القطاعات الرائدة تبعث موظفيها فيعودون بالكثير من المكتسبات التي تساهم في البناء والتطوير .. ليس على الصعيد التنفيذي فحسب بل حتى على مستوى التعامل والتحضير لكسب المزيد من خلال أحدث الوسائل وأقواها وتعاطي العمل التخصصي والعلم الأكاديمي من منبعها الأصلي. الابتعاث حل ناجع * الكاتب الرياضي والناقد المعروف الأستاذ/ عبدالله العجلان أوضح أن الرياضة لا تدرس فقط في الجامعات وحدها، وسبق وأن كتب فيما مضى لتطبيق الرياضة كمادة عبر المناهج الدراسية وليس فقط كممارسة في مراحل التعليم العام، على أن يقدم خلالها معلومات وإيضاحات وتوجيهات تثقيفية وتوعوية عن الرياضة وعلومها وقوانينها، وهذا بالطبع يلزم كليات التربية تحديداً وربما الآداب باعتماد الرياضة ضمن المناهج العلمية، وبالتالي تخريج معلمين متخصصين في هذا المجال ولديهم المقدرة على تدريس علم الاجتماع الرياضي وعلم النفس، وكذلك القانون والإدارة والمحاسبة الرياضية، إضافة إلى ضرورة أن يكون للتسويق الرياضي جزء مهم في المناهج الرياضية، وذلك تمشياً مع التوجه الاقتصادي المتطور والمتنامي داخل الحركة الرياضية وتمهيداً واستعداداً للتعامل مع مبدأ (الخصخصة) على مستوى الأندية مستقبلاً. * وعن دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في هذا الشأن قال: لاشك أنه مهم وبالذات فيما يتعلق بالتأثير والدعم والاستفادة من خبراتها وتجاربها وباعتبارها الجهة التي ستكون الميدان لتنفيذه واحتضان كل ما ينتج من علوم ومناهج رياضية سواء في الجامعات أو التعليم العام. * وحول غياب المنهجية العلمية في المنظومة الرياضية خاصة في ظل عصر الاحتراف الرياضي: قال إنها مغيَّبة لعدم وجودها أصلاً في مجال التربية والتعليم وفي مرحلة تأسيس الطالب والموظف، تماماً كما اللاعب والمدرب والإداري وأيضاً المشجع أن العلوم والثقافات لا تأتي هكذا، وإنما خلال التربية والتعليم ومناهجها الدراسية. * وأكد العجلان أن عملية الابتعاث للدراسة في الخارج في مجال الرياضة تبدو هي الأنسب والأكثر جودة وفائدة؛ نظراً لأن هنالك دولاً متقدمة ومتحضرة لها خبرتها واهتماماتها في هذا الميدان على عكس ما هو قائم عندنا وفي معظم الدول العربية. الأكاديمية الرياضية مطلب! * الأستاذ محمد القرناس، مدير عام إعداد القادة، انطلق من زاوية أخرى، وقال: إن البنية الأساسية للرياضة السعودية موجودة (بحمد الله) وهي في الحقيقة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها المنشآت الرياضية وثانيها المال اللازم لتستقبل تلك المنشآت وبرامجها وأنشطتها، والمحور الرئيسي وهو الأهم القوى البشرية والتي تحتاج إلى الدعم والمساندة من خلال إعداد تلك القوى البشرية علمياً وعملياً؛ فالكليات الرياضية بمختلف اتجاهاتها تزخر بالمواد والتخصصات الرياضية التي يمكن أن تلبي احتياجات الرئاسة العامة لرعاية الشباب كجهة مختصة في تسيير المناشط والرياضات المختلفة، إضافة إلى أن علوم الرياضة الأساسية ثابتة ولا تتغير لتغير الزمان أو المكان، ولكن يمكن أن توجه إلى خدمة هذه المناشط والأهداف الرئيسية التي تلبي حاجة الرئاسة. * وأكد أن لرعاية الشباب تجربة ثرية مع كلية التربية الرياضية عندما حددت عدداً معيناً من الشباب المنخرط في الكلية للعمل بالرئاسة بعد التخرج بعد أن تم تصميم برامج خاصة بهم للعمل بالمنشآت الرياضية التابعة للرئاسة بعد التخرج، وقد بدأت الرئاسة تجني ثمار ذلك التعاون، وها هم خريجوها يعملون بكل جد وتفان في منشآت الرئاسة المختلفة؛ فالواقع الرياضي يسير وفق هياكل وتنظيمات ومؤسسات رياضية متكاملة، والمنظومة الرياضية بالمملكة من خلال مؤسساتها المختلفة وهي: - وزارة التربية والتعليم ممثلة في أقسام التربية البدنية والرياضة بإدارات التعليم وإشرافها المباشر على حصص التربية البدنية في كافة مراحل التعليم العام. - وزارة التعليم العالي ممثلة في أقسام التربية البدنية والرياضية في الجامعات السعودية. - الرئاسة العامة لرعاية الشباب - اللجنة الأولمبية العربية السعودية - الاتحادات الرياضية. - الأندية الرياضية وعددها (135) نادياً - الجمعية العربية لبيوت الشباب وتشرف على 23 بيت شباب منتشرة في مناطق ومحافظات المملكة. - البرامج المساعدة (الطب الرياضي - إعداد القادة والمدربين - المعلومات والدراسات والبحوث العلمية وغيرها. وهذه المؤسسات الرياضية مجتمعة كل يساهم وفق مجاله واختصاصه بما يحقق أهدافه ولعل ما تحقق من منجزات في البنية الأساسية للمنشآت الرياضية والمدن الرياضية العملاقة ومقرات الأندية الرياضية والمنشآت الرياضية في الجامعات السعودية والقطاعات العسكرية لهي روافد معززة للحركة الرياضية بالمملكة. هذا بالإضافة إلى الإنجازات الرياضية التي تحققت سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية وللألعاب الأخرى خليجياً وعربياً ودولياً لدليل على نجاحات هذه التنظيمات الرياضية. ومازالت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تنشد الأفضل وتتطلع إلى الأجود والأحسن من خلال اتباع الوسائل العلمية الصحيحة، والبحث عن السبل المثلى في توفير الكوادر الرياضية المؤهلة لإدارة شؤون الألعاب الرياضية بالاتحادات الرياضية. ولعل العملية الانتخابية التي أجريت قبل أيام وما أفرزته من نتائج لتتضمن الرغبة الصادقة في إيجاد النقلة النوعية لقيادات الاتحادات الرياضية وحسن أدائها لألعابها. * وأوضح القرناس أن المرحلة القادمة تحتاج المزيد من التوسع في مجال التدريب والابتعاث، ولعل تحويل معهد إعداد القادة إلى أكاديمية رياضية متخصصة أحد العوامل الرئيسية في تغذية الإدارة الرياضية بالمملكة بالمنهجية العلمية التي تحتاجها لتواكب مستجدات ومتطلبات واحتياجات الحركة الرياضية في ظل الاحتراف الرياضي والاستثمار والتسويق والاهتمام بالإعلام الرياضي واحتياجاته وليواكب الطفرة الرياضية التي تعيشها المملكة. الرياضة منبع التنمية * كما تحدث الدكتور عبدالإله ساعاتي - الرياضي السابق ووكيل كلية خدمة المجتمع بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة - عن أهمية المنهجية العلمية في العمل الرياضي قائلاً: الرياضة منذ زمن وليست فقط اليوم.. (علم) يدرس في الجامعات له أسسه ومقوماته ونظرياته، وهناك مؤلفات علمية تطرحها دور النشر بصورة مستمرة تتناول جوانب الرياضة المختلفة. ونحن اليوم نعيش عصر (العلم) فهو الأساس لكل حركة تنموية على اختلاف ضروبها، والرياضة باتت جزءاً مهماً في برامج التنمية وأدبيات التطور الإنساني.. وذلك نابع من دورها في البناء البدني والفكري.. ومقتضيات (بناء الإنسان) كمفهوم شمولي بكل ما يحمل في مضامينه من معانٍ عميقة، فعندما تتحدث عن بناء الرياضة نحن نتحدث عن بناء مجتمع، ولهذا أصبح لزاماً أن تشيّد بنية علمية تؤطر المسيرة التقوية الرياضية وصولاً إلى مجتمع تنموي معطاء.. ويجب أن يدخل العلم كامل مفاصل المسيرة الرياضية ومختلف تطوراتها ومراحلها. * وأوضح أن المنهجية العلمية باتت أساسية في كل جانب من جوانب العمل الإنساني وغيابها لاشك يقود إلى تعثر المسيرة وتعطلها وربما فشلها في تحقيق أهدافها. * وشدد الساعاتي على أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لها دور أساسي في الاستخدام الفاعل للمناهج العلمية في المجالات الرياضية باعتبارها المسؤول الأول عن الرياضة في البلاد، سواء بتوسيع دائرة الاستثمار الأمثل للمناهج العلمية في كافة المجالات الرياضية أو من خلال الإعداد والتأهيل البشري. * وأكد أنه لا يمكن تطبيق المنهجيات العلمية ما لم تتوفر قوى عاملة مؤهلة لذلك، وهذا يعني ضرورة وجود قنوات تأهيل قوى بشرية قادرة على التخطيط والتنفيذ للمنهجيات العلمية في قطاع الشباب والرياضة.. وهذه القنوات تتطلب مقومات علمية وأكاديمية قادرة على التعليم والتأهيل الجيد في فروع الرياضة التي أضحت متنوعة ومتشعبة، وتبعاً لذلك فإن الجامعات هي الأقدر على الاضطلاع بهذا الدور المتمثل في توفير مناهج علمية وبرامج تعليمية لإعداد كوادر مؤهلة ومسلمة بروافد علمية تمكنها من تطبيق والمنهجيات العلمية في المجالات الرياضية والشبابية، ودور الرئاسة يتمثل في تكريس الجهود لحث جامعاتنا على الاهتمام بهذا الجانب ودفعها لإنشاء برامج علمية رياضية تخصصية نظراً لحاجة الوطن لذلك، وشدد الساعاتي أنه يمكن الاستفادة من فرص الابتعاث المتاحة حالياً واستثمار تأهيل شباب في المجالات العلمية الرياضية المتنوعة سواء في القانون الرياضي أو المحاسبة والإدارة الرياضية أو علم النفس الرياضي والإحصاء الرياضي... الخ، ويمكن أيضاً الاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال، فذلك يثري تجربتنا الرياضية بمعطيات علمية مدعومة بخبرات عملية. الاعتماد على الخبرة السلبية * ويرى الأستاذ صالح الورثان الكاتب الرياضي ومساعد مدير عام القناة الرياضية للشؤون الإعلامية.. أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب معنية مع الجامعات السعودية بمثل ذلك الدور وإدراج التخصصات الرياضية المتنوعة في مشاريع التطوير المنهجي العلمي مستقبلاً، وأضاف إن الأمر يحتاج قبل كل شيء إلى ورشة عمل وعقد اجتماعات متلاحقة بحضور الباحثين والمتخصصين وعدد من رجال الصحافة والإعلام المتميزين من أجل وضع آلية عمل وفق خطة مجدولة للخروج بتوصيات تتحقق على أرض الواقع لإقرار منهج علمي متكامل يعني بإنشاء الأقسام الخاصة بعلوم مهمة، ولا غنى للرياضة (منهجاً وصناعة) عنها في العصر الحالي بكافة معطياته ومقوماته الجديدة من استثمار واحتراف بنظم ولوائح عالمية البنود والمنشأ. * وأضاف: للأسف المنظومة العلمية (مغيبة) والأدهى الاتكاء على عمل ارتجالي يعتمد على الخبرة السلبية أكثر من الاعتماد على المناهج العلمية المتخصصة بحثاً ودراسة وتطبيقاً؛ لذا فإن أي تقدم نسبي يحدث في شتى المجالات الرياضية لا يكتب له الاستمرار بسبب تغييب منظومة التأهيل والتأطير العلمي للألعاب والخطط الرياضية، ولا أدل على ذلك من تحقيق الإنجازات في كافة الألعاب في فترات متقطعة دون تسلسل علمي متواصل يكفل للرياضة السعودية التوهج اللافت أولمبياً وعالمياً، واستشهد الورثان ما حدث للألعاب السعودية في دورة الألعاب العربية بمصر عندما احتلت السعودية مراكز متأخرة مقارنة بدول عربية أخرى لا تملك الإمكانات المادية والمعنوية المتوفرة للرياضي السعودي، وذلك بسبب غياب المنظومة العلمية. * وأردف قائلاً: إن الابتعاث الخارجي للتخصصات الرياضية المتنوعة لو تحقق فستكون الرياضة السعودية على موعد مع منعطف تطويري مؤصل بالمناهج العلمية الفاعلة في ضبط توازن التطور والازدهار للرياضة الوطنية انطلاقاً من الأندية والاتحادات الرياضية وصولاً إلى الإدارة العلمية الصحيحة في المنتخبات الوطنية التي تعد نتاج العمل العلمي والرياضي المشترك المبني على قواعد علمية وأبحاث ذات عمق تحليلي ورصد واقعي لما يسمى بالتطوير والإنهاض. الخصخصة تدخل في عمق المشكلة * أما الأستاذ عبدالرحمن عبدالله الحيزان، المتخصص في شؤون الإدارة، فقال: تشير كثير من الدلائل إلى أزمة تغير إداري لدى الإدارة الرياضية في انتقالها إلى القرن الحادي والعشرين، وهذه الأزمة متمثلة في قصور الاهتمام بالإدارة من القيادات الإدارية الرياضية، والأكثر من ذلك في ندرة القياديين الإداريين القادرين على إدارة المؤسسات الرياضية. ولقد طرأت تغيرات جذرية على بيئة العمل الإداري في القطاع الرياضي بظهور العولمة وتقنية المعلومات والخصخصة.. إننا نقابل جيلاً جديداً نشأ على لغة الحاسوب والانترنت والجوال مما أدى إلى مطالبة هذا الجيل بما يتفق والتغيرات العالمية في الإدارة الرياضية. لقد انتقل الفكر التنظيمي إلى المخالفات الاستراتيجية والعقود من الباطن، وكذلك عقود الإدارة والصيانة والتشغيل وعقود أعمال التسويق التي نراها مستخدمة في كثير من المؤسسات الرياضية العالمية. إنها مناداة للقيادات الإدارية الرياضية للحاق بركب العالم المتقدم باتخاذ الخطوات التالية: 1- الترحيب بالتغير دون وقوف أو تريث أو مقاومة لأن التغير وإدارته لا يمكن وقفه. 2- المعرفة والمعلومات حلت مكان السلطة والقوة والأمر، ولم يعد رأس المال المادي كافياً لإدارة الناس والأشياء والأفكار، وظهر على السطح رأس المال الفكري المبني على العلم والمعرفة والمعلومات والذي أصبح له قيمة كبيرة أكثر من رأس المال المادي. 3- التوصية للمدربين الرياضيين بالتركيز على المشاركة في صياغة الأهداف. 4- في هذا العصر -عصر المعرفة وعصر العولمة- الاستراتيجية الإدارية أصبحت إلزامية وليس خياراً فقط. ومع كل هذه المفاهيم السلبية في الإدارة الرياضية في المملكة إلا أننا نعتقد أننا معنيون أكثر من أي وقت مضى في اللحاق بالعالم المتقدم رياضياً والقفز كما يسميها التنمويون بقفزة الضفدع.. لنبدأ من حيث انتهى العالم المتقدم رياضياً. * وأضاف: إن حاجة رعاية الشباب إلى الخصخصة أكثر من الإلحاحية، وبما أن الخصخصة عملية تحسينية وتدريبية ومرحلية تبدأ بالنشاطات الميسرة وغير المعقدة؛ فعلى رعاية الشباب أن تجاري الأساليب المعروفة في عقود الإدارة أو التأجير أو الامتياز. مشيراً أن رعاية الشباب مرت قبل (30 عاماً) بتجربة جيدة لم يكتب لها النجاح، وكان الأمير الراحل فيصل بن فهد (رحمه الله) هو رائد هذه الفكرة. لقد استشرف سموه المستقبل وفكر ماذا ستكون عليه رعاية الشباب بعد عشر سنوات أو أكثر من ذلك بتعاقده مع أكاديمية (جيمي هيل) الرياضية البريطانية وكذلك شركة ويتكر الأمريكية، وكان الهدف منها تنمية وتطوير وبناء جيل من القادة الاستراتيجيين لوضع استراتيجية إدارية ورياضية لرعاية الشباب. * وأكد الحيزان أن عصر العولمة واقتصاديات المعرفة والخصخصة تتطلب قيادة إدارية استراتيجية سعودية قادرة على استشراف المستقبل. ومن منطلق الثقة والصبر، وذلك عن طريق التحالفات الاستراتيجية مع الاتحادات الدولية، وكذلك تقود الإدارة والتشغيل والصيانة لجميع الأندية السعودية بالاتفاق مع الأكاديميات الدولية أو الأندية الرياضية العالمية لتقوم بإدارة وتشغيل هذه الأندية لمدة خمسة أعوام، ومن خلالها يتم ابتعاث مجموعة لتحضير الماجستير والدكتوراه في جميع المجالات الرياضية كالقانون الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي وعلم النفس الرياضي والتنظيم الإداري والإعلام الرياضي وتخصصات أخرى ذات علاقة بالعملية الرياضية بعدها يتم خصخصة رعاية الشباب لتطوير ولرفع كفاءة قطاع الرياضة بالمملكة العربية السعودية. التخصص يرتقي بالفكر * أما الدكتور حبيب الربعان، أستاذ علم الاجتماع الرياضي في جامعة الملك سعود، فقد أدلى بدلوه في هذا الموضوع، فقال: إن علوم الرياضة من العلوم التي أخذت وتأخذ الكثير من العناية من قبل المهتمين بالرياضة وتطورها منذ سنوات عديدة؛ مما جعلها من الجوانب المهمة للدراسة كتخصصات يستعين بها في تطوير الرياضة بشتى أنواعها، وبخاصة الرياضة التنافسية، فهذه العلوم تساعد على رقي الفكر الرياضي لدى العاملين في حقل الرياضة من قائمين على شؤون الرياضة وإداريين وأجهزة فنية متخصصة في رياضة معينة، كذلك تساعد الرياضيين على الوصول لأفضل المستويات بطرق علمية مدروسة تتيح الفرص للتقدم والاستمرارية في النجاح مع الأخذ بعين الاعتبار سلامة اللاعب الصحية والنفسية والاجتماعية. وأضاف: إن المشكلة الآن ليست كون علوم الرياضة مناهج علمية، بل إن المشكلة في توظيف هذه العلوم في المجال التطبيقي والاستفادة من المتخصصين في هذه العلوم بشكل علمي منهجي منظم من قبل القائمين على الرياضة. الإعلام شريك التنمية * كما تحدث الدكتور فهد العليان، أستاذ المناهج بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. وعضو مجلس الإدارة بنادي الشباب، عن غياب المنهجية العلمية في المنظومة الرياضية وقال: في الحقيقة أتفق مع الطرح المذكور في أن هناك جوانب كثيرة متعلقة بالرياضة أصبح لها منطلقات علمية ومرتكزات نظرية، وبالتالي فإنه لابد من الأخذ بهذا الاتجاه والانطلاق في هذه الجوانب من منطلقات علمية بعيدة عن الاجتهادات، ومن هذا المنطلق فإنه جاء الوقت الذي تتخذ فيه الجامعات وكليات التربية الرياضية والأقسام العلمية خطوة متقدمة في سبيل طرح بعض التخصصات المتعلقة بالجانب الرياضي في مقرراتها الدراسية وإتاحة الفرصة للراغبين في التخصص الدقيق في هذه القضايا. * وعن دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتنسيق مع الجامعات في إدراج هذه التخصصات في كلياتها وأقسامها قال: لا أعتقد أن الرئاسة لها دور في هذا الجانب؛ حيث إن الأقسام العلمية في الجامعات لها استقلاليتها التامة، كما أن الجامعات مرتبط إدارياً بوزارة التعليم العالي لكن يبقى دور الرئاسة في التنسيق مع وزارة التعليم العالي في تخصيص عدد من المنح الدراسية في مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث في تخصصات علم الاجتماع الرياضي وعلم النفس الرياضي والإدارة الرياضية والمحاسبة الرياضية والقانون الرياضي والإعلام الرياضي. * وأوعز الدكتور العليان غياب المنهجية العلمية في العملية الرياضية.. إلى غياب الوعي بأهمية وجود المنهجية العلمية في العمل الرياضي، كما أن الإعلام - باعتباره شريكا في التنمية - يقع عليه عبء كبير في توعية وتنوير المجتمع بهذه القضية. وحول فرص الابتعاث لهذه التخصصات قال إنه من الممكن أن تنسق الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع وزارة التعليم العالي في ابتعاث مجموعة من شباب الوطن ممن لديه الرغبة في التخصص والدراسة في مختلف الجوانب التي لها علاقة، مثل: علم الاجتماع الرياضي وعلم النفس الرياضي والإحصاء الرياضي والقانون الرياضي والإعلام الرياضي وغيرها من التخصصات ذات العلاقة بالعملية الرياضية، كما أن القطاع الخاص من الممكن أن يسهم في تقديم منح دراسية في التخصصات المطلوبة في سوق العمل الرياضي ونهلها من الجامعات المتقدمة علمياً ورياضياً. أهمية الإعلام الرياضي * ويؤكد الدكتور عبدالعزيز العبدالجبار أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود وعضو الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة بحكم خبرته وتفاعله مع الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة أن هناك ثمة أهمية كبرى للمناهج العلمية الرياضية مثل المحاسبة الرياضية والقانون الرياضي والإدارة الرياضية وغيرها، فعلى سبيل المثال هناك دور مهم للإعلام الرياضي، حيث يبين للمهتمين بالرياضة في المجتمع الصورة الحقيقية للحراك الرياضي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي ويساعد على تقديم الدعم المادي والمعنوي للرياضة المحلية ويساعد الكثير من الرياضيين على الالتحاق بالأندية الرياضية سواء كرياضيين أو موظفين رسميين أو متطوعين أو مشجعين.. لذا فله أهمية كبرى وينبغي أن يعطى أهمية أكبر من قبل الجامعة والكليات المتخصصة بالمملكة. * وأضاف قائلاً: اطلعت على برنامج البكالوريوس في جامعة الملك سعود التربية البدنية ووجدت أن الجامعة تقدم مقررات مثل الإعلام الرياضي والعلاقات العامة وعلم الاجتماع الرياضي، إضافة إلى علم النفس الرياضي، وهذا جيد ويشكر عليه الجامعة ولعلنا هنا نتساءل عن برامج الدراسات العليا، فيما يبدو لي مجال مفتوح حسب التنسيق مع القسم المختص، حيث يمكن للطالب اختيار موضوعاً متخصصاً وبشكل دقيق مع المشرف، وقد يكون الإعلام الرياضي أو الاجتماع وغيره.. وأعتقد أن مثل هذا التخصص يجب أن يقدم في الأقسام المتخصصة في الجامعات السعودية، فعلى سبيل المثال يجب أن يقدم الإعلام الرياضي كجزء من البرامج المقدمة من أقسام الإعلام في الجامعات السعودية وهكذا. * وعن دور الرئاسة في التنسيق مع الجامعات السعودية لإدراج التخصصات الرياضية قال الرئاسة لم تأل جهداً بل وضمت إلى اتحاداتها الكثير من أصحاب الخبرة والأكاديميين الذين يقع على عاتقهم دور كبير في كونهم همزة وصل بين الرئاسة والجامعات السعودية، والدور هنا يقع على الجامعات لأنها هي المسؤولة عن إعداد الكوادر البشرية في كافة المجالات حسب حاجة سوق العمل، وبما أن الرياضة لدينا تطورت وبشكل كبير عما سبق، فالدور هنا على الجامعات أكبر والمطلوب من الجامعات والكليات المتخصصة التي تخدم مجال الرياضة إعادة النظر في تخصصاتها بشكل جديد يتناسب مع التطور سواء المحلي أو العالمي، وهنا يجب إعطاء المزيد والمزيد من الاهتمام لهذه المنهجية العلمية في جميع الأندية الرياضية بالمملكة. * وشدد البروفيسور العبدالجبار على ضرورة الابتعاث في التخصصات النادرة والدقيقة والتخصصات المساندة للرياضة مثل الاجتماع الرياضي أو الإدارة الرياضية أو القانون الرياضي والمحاسبة الرياضية بالإضافة إلى الحاجة إلى مبتعثين في مجال رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة. الدورات التأهيلي تكفي * الرياضي المخضرم الأستاذ غازي كيال.. أشار في هذا السياق إلى حاجة الرياضة للتدعيم بالعلم الرياضي وتحديداً في التخصصات الحيوية كالإحصاء الرياضي والإدارة الرياضية والقانون الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي وبقية العلوم المتصلة بالمنظومة الرياضية خاصة في هذه الفترة التي تعيش فيها الرياضة السعودية نظام الاحتراف، وهذه مسؤولية مشتركة بين جامعاتنا والرئاسة العامة لرعاية الشباب في إدراج وضم هذه التخصصات الرياضية في كلياتها وأقسامها، وقد تكون هناك طرق أخرى أو حلول بديلة، ويمكن الاستفادة منها مثل أن يقدم معهد الإدارة العامة دورات في هذه التخصصات تضاف للشهادات الجامعية لمن يرغب الالتحاق في أحد هذه التخصصات، أو تعقد هذه الدورات في كليات التربية البدنية باعتباراتها تخرج مدرسي تربية بدنية وهي مهنية تماماً لتقديم الدورات اللازمة في هذه التخصصات من قبل الأكاديميين المتخصصين والدورات هذه تتراوح ما بين 3-6 أشهر، وتضاف مع شهادة المتدرب الجامعي ويصبح بالتأكيد مؤهلاً للعمل في السوق الرياضي. وتمنى الكيال أن يدرس الموضوع المهم جداً مع جامعاتنا أو معهد الإدارة العامة ووضع دراسة عميقة مع الكليات العالمية المتخصصة لفتح دورات تدريبية في هذه التخصصات الرياضية المطلوبة تدعم العمل الرياضي بدلاً من العشوائية والارتجال الذي لا يمكن أن يقدم عملاً وخلاباً منشوداً إلا إذا ارتكز العمل الرياضي على أسس ومعايير علمية. أهمية التخصصات الدقيقة * أما الأستاذ سعد السبيعي مسؤول الشؤون الرياضية بصحيفة الوطن مركز الرياض، فقال: منذ الخطوات الأولى للرياضة السعودية بتأسيس الإدارة العامة لرعاية الشباب بقيادة الأمير خالد الفيصل (أمير منطقة مكةالمكرمة حالياً) ومن بعده الأمير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله - قد أخذ بمبدأ العلم والمعرفة سبيلاً للتطوير والتحديث وبناء البنى التحتية في كل شيء بما فيها الكوادر البشرية، فكانت أولى رحلات التدريب والتعليم لدول لها علاقة طيبة بالمملكة مثل مصر وتركيا ونحوهما، وبالتالي فإن مسألة الإيمان بأن الرياضة علم ومعرفة هو أمر مسلم به من الجميع، ولعل وقفة على إحصائيات هذا الجانب ستبرهن حجم الاهتمام الذي حدث وإن كان لا يزال المأمول أكبر وأشمل لكن القول المستقيم هل نحن عملنا بما تعلمنا أو تدربنا من أجله، وهل البرامج التدريبية والمناهج المعمول بها في معاهدنا وكلياتنا وأقسامنا الرياضية بالجامعات تتناسب مع واقعنا وتجاري التطلعات والتوقعات؟.. هذا بالفعل ما يسأل عنه. وأضاف: لاشك أن مسألة التخصصات الدقيقة باتت اليوم سمة من سمات العصر ليس فقط بالشأن الرياضي، بل ساد جميع مناشط الحياة والرياضية من أسباب تطورها لدى تلك الدول هو أخذها بمبدأ التخصص الدقيق في المجالات والمناشط الرياضية لتصل في نهاية الأمر إلى ما وصلت إليه من تقدم وتطور مذهل، ونحن من باب أولى أحوج ما تكون إلى مثل تلك التخصصات المهمة سواء في القانون الرياضي أو الإحصاء الرياضي أو علم الاجتماع الرياضي والإدارة الرياضية وبقية التخصصات ذات العلاقة وذات الأثر في العملية الرياضية. * وأوضح السبيعي أن الرئاسة ومنذ أن كانت إدارة عامة كانت وما تزال مؤمنة بمبدأ العلم والمعرفة سبيلاً للتطور ومسايرة ركبه بالدول المتقدمة رياضياً والمطلع على أهداف إنشاء معهد إعداد القادة التابع للرئاسة مثلاً.. وزيارات نائب الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل بن فهد للجامعات وتلبيته لدعوات أقسامها كما فعل مؤخراً مع جامعة الملك سعود تعلم علم اليقين أن النظرة للعلم والتخصص نظرة نشأت منذ سنوات طويلة، لكن هناك فرقاً بين أن تتعلم وتتدرب ثم تعمل بما تعلمت وتدربت من أجله وبين أن يكون هاجس التحصيل لمجرد الحصول على وظيفة شيئاً ملموساً.. فتتكافل تلك الكفاءات وتتضافر جهودها في لحمة واحدة همها وهاجسها الأوحد هو تطوير الرياضة والبرامج والمناهج والأفكار الرياضية المتداولة. * وحول تغيب منهج العلم عن المنظومة الرياضية قال: لاشك أن الأندية من جانبها مقصرة في هذا الجانب تقصيراً كبيراً لا يحتمل التردد بالبوح به وكذلك الحال مثلاً بالأقسام الرياضية لصحافتنا الرياضية هي الأخرى مقصرة تقصيراً لا يقل عن الأندية في تفعيل دور التعليم والمعرفة والثقافة لدى منسوبيها كذلك الحال بالنسبة لبقية وسائلنا الإعلامية. * وطالب السبيعي زيادة نسبة الابتعاث للتخصصات ذات الصلة بالعملية الرياضية والمنهجية تحديداً للنواقص الإدارية والتنظيمية والمهنية التي تحتاجها الرياضة السعودية في المرحلة المقبلة، شيء ستتزامن مع احترافية أكبر وأشمل وزيادة رقعة الاستثمارات في جسد الرياضة السعودية وتنامي دور وسائل الإعلام المتخصص، كل هذه تحتاج بالتأكيد إلى زيادة العمل على زيادة الأخذ بمسألة التخصص الدقيق في منظومتنا الرياضية.. وأحسب أن الرئاسة راغبة في ذلك وتدعم إلى هذا الأمر وتشجع ما أمكنها إلى ذلك من سبيل. نعم للمناهج العلمية * الزميل عبدالمحسن الجحلان الكاتب بجريدة الرياضية علق برأيه في هذا الموضوع الحيوي قائلاً: بالنسبة للمناهج هناك مواد تدرس في الجامعات تتعلق بالمجال الرياضي وتحديداً في الأقسام الرياضية والسواد الأعظم من المواد تكون بين متغير الرياضة من جهة وأحياناً علم الاجتماع أو علم النفس أو الإرشاد أو ما يتعلق بالشباب والرياضة هي في حقيقتها علم واسع ولا يمكن أن تدار بعشوائية، فالتدريب مجال حيوي ويحتاج إلى خبير، والتغذية شيء تهم الرياضي هي الأخرى علم مستقبل، وهكذا إذاً يمكن القول إننا لو تلمسنا بدقة لوجدنا الإعلام الرياضي والإدارة الرياضية، فهي مرصودة في بطون الكتب وتدار في فلك الجامعات للفئات المتخصصة. أما المنهجية العلمية وتغيبها عن المنظومة الرياضية رغم أننا نعيش في عصر الاحتراف لأن ذلك (غيب) عنوة ولكن في جميع الدول المتقدمة كروياً تجد أن الأمور تدار وفق منهج علمي واضح بعيداً عن العشوائية. وأضاف لاشك أن السهل من العلوم من الخارج وتحديداً في الدول المتقدمة سيضيف جوانب إيجابية تنعكس على مستقبل الرياضة السعودية التي تعيش في أوج مستواها.. لأن الرياضي المتخصص يختلف جملة وتفصيلاً عن الرياضي المغيب علمياً فإذاً وجود العلوم المتخصصة أمثال الإدارة الرياضية والإحصاء الرياضي والقانون الرياضي والاجتماع الرياضي والاقتصادي الرياضي وتقنية العلوم ذات العلاقة المباشرة بالرياضة أصبحت مطلباً ملحاً لأنه متى ما ابتعد المنهج العلمي منهما ستدخل دائرة العشوائية وبالتالي سنجد أنفسنا في عداد التأخر رياضياً. * وشدد الجحلان على أهمية الابتعاث لهذه التخصصات وغيرها المتصلة بالعمل الرياضي لتؤسس فكراً رياضياً ينطلق من بوابة العلم وأكرر بالعلم الذي يضع النجاح في كل الأحوال. طفرة تعليمية * فهد الصالح الكاتب الرياضي يرى أن المملكة تعيش طفرة تعليمية في أغلب فروع العلم والمعرفة وخصوصاً على المستوى الاجتماعي والإداري والمعلوماتي والطبي، لكن يلاحظ قطاع الرياضة للأسف لم يصل إلى درجة الاهتمام بالعلوم الرياضية المختلفة في ظل الاجتهاد غير الصائب في كثير من الأحيان، وأضاف أن علماء النفس الرياضيين يعدون على الأصابع على سبيل المثال وإن وجدوا فستجدهم علماء نفس عامين ليسوا متخصصين في الرياضة إلا من ندر وكذلك القانونيين والمحاسبين الرياضيين. * وعن دور الرئاسة في إدراج التخصصات الرياضية ضمن المناهج العلمية بالجامعات قال: أرى ضرورة التنسيق مع وزارة التعليم العالي لإنشاء كليات متخصصة في العلوم الرياضية والبدنية بحيث تدرس الجدوى من إنشاء هذه الكليات ويكون لها خطة زمية معينة تساعد على إنجازها في أقرب وقت ممكن وتكون مستقلة ولا تكون قسماً في كلية أخرى مثل قسم التريبة البدنية في جامعة الملك سعود وهكذا بقية التخصصات المتعلقة بالرياضة.وحول غيال المنهجية العلمية الرياضية قال إن سبب غيابها لاعتمادها على رجالات الرياضة القدماء الذين اكتسبوا معرفتهم بالرياضية من خلال تجربتهم الطويلة في الرياضة والتي كانت ذات جدوى كبيرة في الماضي، ولكن الآن الأمور تغيرت كلياً وأصبحت المنهجية الرياضية المكتسبة من الخبرة غير الأكاديمية أقل جدوى.. وأكبر دليل على ذلك المشاكل الأخيرة التي حدثت في لجنة الاحتراف وجدولة الدوري والمسابقات الأخرى قد لا تحدث في أصغر الاتحادات المبنية على أسس علمية بحتة. واقع متأزم!! * المذيع الرياضي عبدالرحمن الحسين يؤكد أن واقعنا الرياضي لم يصل لمرحلة النضج الرياضي العلمي ويحتاج النظرية (حرق المراحل) حتى تصل إليها حيث إن واقعنا الرياضي مأزوم ومتوتر ولا يبشر بالخير. أولاً: على صعيد الأندية لو نظرنا من حولنا سنجد إدارات تمارس الاحتكار الرياضي، وأندية تحرم لاعبيها من مستحقاتهم لمدة تصل (8 أشهر) وأندية تمنع إعلاميين من الحضور وتغطية الفعاليات الرياضية رغم أن النادي ملك الدولة. وثانياً: على صعيد الرئاسة كنا نتمنى أن تعيد الرئاسة هرم أولوياتها وتعطي الجوانب العلمية التي ترتقي بالرياضة أولوية قصوى وللأسف انشغلت الرئاسة بالمهم عن ما هو أهم.وشدد الحسين على أن دور الرئاسة جوهري ومهم في التنسيق مع وزارة التعليم العالي لدرج التخصصات الرياضية المتنوعة في أقسام وكليات الجامعات السعودية.. وأشار أنه لابد أيضاً من التنسيق مع وزارة التربية والتعليم في مادة التربية البدنية ومضاعفة أوقاتها وحصصها وتكثيف مناهجها علمياً وعملياً وخلق ثقافة الرياضة بمفهومها الشامل لدى الطلاب منذ الصغر وإيصال الأفكار الرياضية للنشء بشكل سليم. تحجيم دور الرياضة اجتماعياً * ويؤكد نجم النصر الدولي سابقاً والكاتب الرياضي بصحيفة الرياض صالح المطلق أنه من الضروري جداً في وقتنا الراهن.. الاهتمام بجميع العلوم التي تحيط بالرياضة ولها علاقة مباشرة بالتطوير الرياضي بالنسبة لرعاية الشباب باعتبار أنها الجهة المعنية، مشيراً إلى أنه من المفترض أن يكون لها اتصال مباشر مع الجامعات والأكاديميات التي تقدم علوماً رياضية مختلفة سواء في التسويق الرياضي أو الإدارة الرياضية أو القانون أو الإدارة الإستراتيجية للطب الرياضي أو الفلسفة الخاصة بالتدريب الرياضي، وغيرها من العلوم الرياضية الأخرى وذلك لوضع المناهج الخاصة والمثقفة مع توجه وخطط الرئاسة العامة لرعاية الشباب. * وعن غياب المنهجية العلمية غير المنظومة الرياضية قال: إن هناك أسباباً عدة منها عدم دخول أسماء وعقول جديدة في مراكز القيادات الرياضية، وأيضاً نظرة المجتمع وتحجيم دور الرياضة وعدم الاستفادة من فرص الابتعاث، خاصة وأن هناك ابتعاثات في كل المجاولات المختلفة والرياضة أصبحت حاجة ملحة في وقتنا الراهن أن ندعمها بالعلم الرياضي الأكاديمي حتى نواكب معطيات ومتطلبات ومكونات العصر.