الأديبة الشابة منى برنس,, أديبة قناصة للجوائز، فمع أول اصداراتها وهي رواية بعنوان ثلاث حقائب للسفر حصلت على جائزة هيئة قصور الثقافة، ومع اصدارها الثاني مجموعة قصصية بعنوان قطعة الطين الأخيرة حصلت على جائزة الشارقة لإبداع المرأة، كما نالت درع مهرجان باري بإيطاليا عن دورها كممثلة في مسرحية كاسبر التي مثلت مصر في المهرجان وبجانب طاقتها الابداعية حصلت على درجة الماجستير في الأدب الانجليزي عن الروائي النيجيري شنيوا اتشبي. ورغم حصولها على الجوائز وهي مازالت في خطواتها الأولى إلا انها تشعر انها لم تبدأ بعد ومازال مشوار الإبداع طويلا امامها: التقتها الجزيرة وكان هذا الحوار. قصة قصيرة تصبح رواية * روايتك الأولى ثلات حقائب للسفر التي كتبتها سنة 1993م والتي فازت بإحدى الجوائز في العام الماضي كانت في البداية قصة قصيرة فماذا حدث؟ في البداية كتبتها كقصة قصيرة وقرأها الدكتور سيد البحراوي ورأى انها من الممكن ان تكون رواية، فطورت القيمة الأساسية لها, وكنت اتناول الموت المعنوي والحسي، فهناك حالة احباط عام على مستويات مختلفة، منها موت في العائلة، احباط جيل في التحقق، البحث عن الخروج من حالة الاحباط بصور متعددة, فالرواية تدور من خلال شابة من أسرة متوسطة تشعر بأنها غير متحققة في الوطن، وترى ان اغلب اصحابها قد رحلوا او سافروا بالفعل، فتقرر هي ايضا السفر, وفي لحظة تحضير الحقائب تستعيد بعض الذكريات من خلال قطع الملابس والصور الفوتوغرافية للعائلة وللأصدقاء، وتدفعها الذدكريات أكثر نحو قرار السفر والهروب, وتبقى الرواية في اطار حالة التجهيز للسفر. * احساسك بالرواية انها تقدم بدائل ام تصف حالة؟ الرواية لا تقدم بدائل وانما تصف حالة,, فليس في مقدوري ان اطرح بدائل جاهزة لمشاكل مجتمعنا، فهي مشاكل اكبر من ان يحلها فرد أو حتى مجموعة افراد,, حاولت فحسب ان أعبر بصوتي الخاص عن هذا الوضع,, كنوع من التمرد عليه او رفضه مبدئيا حتى اشعار آخر. * اختيارك لبطلة في الرواية,, هل هذا تأكيد على مصطلح الكتابة النسوية؟ انا ضد التصنيف الذي يقسم الأدب الى أدب ذكوري ونسوي، الأدب في المقام الأول انساني,, فاما ان يكون هناك أدب اولا بغض النظر عن جنس ونوع الكاتب, فانا ارفض هذا المصطلح وتكريسه كموضة !! قطعة الطين الأخيرة * مؤخرا قدمت مجموعة قصص قصيرة بعنوان قطعة الطين الاخيرة وفزت بها في مسابقة الشارقة لإبداع المرأة العربية,, فما قصتك مع هذه الجائزة؟ سمعت عن مسابقة الشارقة في العام الماضي مما حفزني على المشاركة فيها هذا العام، وفي آخر يوم قدمت عددا من النصوص القصصية القصيرة، وكنت معجبة بفكرة المشاركة في مسابقة على مستوى الوطن العربي، لأن هذا يجعلني أتعرف على حركة الابداع العربي، وعلى العديد من الكاتبات العربيات، واعتبرها خطوة للأمام في مشوار اي كاتبة,, وتوقعت الفوز ربما لأنني دائما اتفاءل باللحظات الأخيرة. * تشمل مجموعتك القصصية أكثر من عشر قصص تتسم بالتنوع والاختلاف الى حد كبير فما السر وراء ذلك التنوع؟ تشمل القصص لحظات منفردة وبسيطة ومستقلة، ناتجة عن مشاهد معينة في الواقع,, لقطات قصيرة تحمل المعاني والمشاعر,, احاول من خلالها الامساك بلحظة سعادة او متعة اضعها بين يدي القارىء,, فلا يهمني عندما يسألني أحد ما,, ماذا تقول القصة؟ كنت أرد: لا يهم ماذا تقول القصة,, ولكن المهم هل استطاعت القصة ان تجعلك تعيش لحظات متعة أم لا؟ فيكفيني ان يكون هناك مشهد او جملة تركت آثارها لدى المتلقي. * يلاحظ ان الغالب على شخوصك انها نسائية,, فهل هذا نوع من الكشف عن همومك الذاتية؟ لا اعتقد انها ترتبط بهمومي الشخصية في معظمها,, فهي تميل الى رصد لقطات حية يمر بها معظمنا، كما ان هناك ميلا بداخلي الى رسم المواقف او اللوحات القصصية أكثر من التركيز على الشخصيات,, فأنا تغريني المشاهد وتفاصيلها الدقيقة والسينمائية، ولهذا فإن احدى قصص المجموعة وهي صفية وبحر يوسف سوف يتم تحويلها الى فيلم روائي قصير من اخراج ياسر زايد ومن انتاج قناة النيل للدراما. أكتب دون عوائق * كتبت القصة والرواية,, فلماذا لم تجربي كتابة الشعر أيضا؟ الكتابة تحتوي على لحظات شاعرية لكنها ليست شعرا,, ليس هناك جنس أدبي محدد وخالص,, فالرواية تحتوي على حوارات وعلى مشاهد مسرحية,, والقصة القصيرة تحتوي على ايقاع موسيقي شعري,, فالأجناس الأدبية متداخلة بنسب متفاوتة، وامكانية الفصل بينها اصبحت صعبة وتتم على نحو نسبي وتقريبي,, ربما يكون مفهوم الكتابة عبر النوعية مفهوما جديدا لكن في واقع الكتابة هذا المفهوم قائم وموجود منذ فترة كبيرة. * تنوعت اهتماماتك ما بين الدراسة والعمل الأكاديمي والكتابة الابداعية والتمثيل فهل ثمة رابط بين هذا كله؟ اعتقد ان الفنون جميعا تخدم بعضها، فأنا مثلا احب الحركة على المسرح وملك المساحة الفارغة على خشبة المسرح، وقد استفدت من ذلك في عملي بالتدريس في الجامعة، فاستفدت من حركتي على خشبة المسرح وعلاقتي بالجمهور، في وقوفي امام الطلبة دون خوف او وجل, فلا اشعر بالخجل في الكتابة او في التدريس او في التمثيل على المسرح,, لكن منذ سنة ونصف تقريبا توقفت عن العمل بالمسرح لانشغالي بالتدريس وانهاء الماجستير. * اي هذه الأنشطة اقرب لنفسك وتعتبرين محترفة في هذا النشاط؟ الكتابة,, اعتقد انها أهم لدى من التمثيل,, ربما لأن الكتابة ملكي ولا احتاج فيها إلا الى ورقة وقلم، عندما يكون هناك الحاح للكتابة أكتب دون عوائق,, اما التمثيل فهناك عناصر اخرى تتحكم فيه غيري. * وماذا عن مشاريعك القادمة؟ التفكير في رسالة الدكتوراه,, ومحاولة كتابة جديدة,, ربما تكون رواية,, لكني لا أحب ان اتكلم عن أي شيء قبل كتابته، لأن هذا يجعلني اتوقف ولا اتم الكتابة.