يوم السبت .. اليوم الأكثر كرها بين ايام الاسبوع خصوصا لدى الطلاب والطالبات فهو في الغالب موعد دائم لصراع مع النوم والإرهاق والتعب ، هذه الصورة من الصراع تزداد إذا كان يوم السبت بداية اسبوع للعمل او للدراسة بعد إجازة ، فموظفو الدوائر الحكومية والقطاع الخاص يواجهون مشكلة في ضبط ما يعرف ب " الساعة البيولوجية" خصوصا بعد اجازة عيد الأضحى المبارك والذي اختلفت فيه سلوكياتهم عن أيام العمل والدراسة. ايام العيد قسمت بين سفر خارج المملكة او الاحتفال في أجواء أسرية تميزت بحفلات الشواء التي تجرهم للسهر ليلاً دون قيود إضافة إلى الرحلات البرية وغيرها من الممارسات الترفيهية التي تكون فيها الساعة بدون منبه أو وقت محدد للنوم فلا ترتيب ولا تنظيم ليجدوا أنفسهم فجأة أمام أول يوم عمل والذي يتوجب عليهم فيه الاستيقاظ باكراً. الموظفون والطلاب يحاولون جاهدين التغلب على هذه المشكلة فالحلول تختلف من موظف الى آخر فمنهم من يقلل ساعات نومه في الأيام الأخيرة للنوم مبكراً ليلة العمل ومنهم من يظفر بساعتين أو ساعة نوم قبل وقت التوجه للعمل، وآخرون يذهبون إلى العمل دون نوم ويردون على كل من يكلفهم بعمل أو مهمة في الدوام " أنا مصبح "، بمعنى أنني غير قادر على العطاء اليوم وحضوري للعمل هو حضور "صوري" فقط وليس حضوراً كاملاً، فقليل ممن يستعدون لهذا اليوم الهام سواء باللبس الحسن والمظهر اللائق المناسب والأخلاق "الهادئة" للالتقاء بزملاء العمل أو المراجعين. وربما يضطر البعض إلى أن يمضي أياماً عديدة لضبط الساعة البيولوجية مرة أخرى، فهي ساعة داخلية فطرية تسير ذاتيا، يعاد ضبطها بمؤثرات خارجية، ويعتبر الجهاز العصبي والجهاز الهرموني مشتركين في التحكم في هذه الأنماط السلوكية الإيقاعية، وعلى الرغم من المعاناة والمشقة التي يقع فيها الأغلبية مع كل اجازة خلال أيام السنة إلا أنهم لا يستفيدون من الدرس الدائم والاستعداد لأول يوم عمل بوقت كاف. معاناة الموظفين لم تنته ، ففي الوقت الحالي تحول أول يوم عمل في أغلب الجهات إلى يوم معايدة في احتفال مصغر، حيث يلتقي المسؤولون في تلك الجهات بالموظفين ويتبادلون التهاني بالعيد وهي فرصة للموظفين للظهور أمام مسؤوليهم بالشكل اللائق والمناسب والذي يدل على أنهم عائدون للعمل بكل نشاط وحيوية وليس العكس بوجه عابس وعيون حمراء وعقل مرهق، وعلى ما يبدو بأن المسؤولين في أغلب الجهات لن يكون حرصهم على تواجد الموظفين بقدر حرصهم على موظف واحد أساسي والذي يعد الأهم في يوم المعايدة بأن يكون حاضراً ومتواجداً قبل الجميع وفي كامل تركيزه وحضوره بكل حواسه وهو الوحيد الذي لن يغفر له عدم حضوره لأنه الوحيد الذي سيوثق قطع كعكة حفل المعايدة بالكاميرا فإن لم تكن ساعة مصور المنشأة "البيولوجية" مضبوطة قد يفوت على مرؤوسيه فرصة ينتظرونها بعد كل اجازة عيد وسيكون عقابه أشد قسوة عن غيره.