يبدأ الإنسان منذ طفولته بتلقي التعليم، ومن ثم يبدأ حياته العملية وطلب الرزق عن طريق التجارة أو القطاع الخاص أو الوظيفة الحكومية فإذا عمل بالحكومة موظفاً واستمر بالعمل فلابد أن يأتي عليه يوم ويرحل عن هذه الوظيفة «بالتقاعد». والتقاعد في رأي اختصاصيي علم النفس الغربيين منعطف مهم في حياة الرجل إذ عليه تقبل أمر اعتاد على خلافه خلال ثلاثين أو أربعين عاماً من حياته الوظيفية. والموظف في مجتمعنا معيل العائلة لذا يعمل بكل جد واجتهاد لتوفير كل احتياجات الأسرة وتوفير أسباب الراحة لأولاده، ويتخذ مكاناً في مجتمعه بحسب مكانته الوظيفية ومدى مهارته في أدائها. وإذا كان البعض يطلب التقاعد مبكراً فإن البعض الآخر لا يتقبل نبأ التقاعد بصدر رحب، من هنا يقع عليه نبأ تقاعده وقوع المصيبة أو الصاعقة ولو كان مدركاً أن لا مفر من هذا التقاعد ، لذا يرى الاختصاصيون أن واجبك إقناعه بأن هذا التقاعد ليس موتاً اجتماعياً كما يعتقد البعض، بل هو خروج من رتابة العمل وروتينه الممل إلى رحابة الحياة وسعادتها ومن قيود العمل إلى عمل بلا حدود أو قيود فدوره الاجتماعي لا ينتهي بتقاعده ، وعليه أن يستفيد من وقته في نشاطات اجتماعية أو رياضية أو اقتصادية تعذر القيام بها من قبل، كالقيام بصلة الأرحام أو زيارة بعض الأصدقاء القدامى أو السفر إلى الحرمين الشريفين، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية مثل الاشتراك في ناد رياضي أو ممارسة رياضة السباحة أو المشي.. الخ. أو زيارة بعض المناطق الأثرية أو السياحية أو الانشغال في مشروع تجاري يملأ عليه وقته ويزيد من مصادر إيراداته، حيث ان بعض المتقاعدين أصبحوا من أصحاب الملايين بعدما بدءوا بالأعمال الحرة «التجارية» بعد التقاعد، ومن قبل كانوا ينتظرون الراتب نهاية كل شهر بفارغ الصبر. وأخيراً : تهنئة من القلب لكل متقاعد وبداية حياة سعيدة مع أعمال اجتماعية واقتصادية ناجحة جديدة.